كراكاس: تتفشى الاشاعات المتصلة بالأزمة الفنزويلية على شبكات التواصل الاجتماعي، كتلك التي تقول ان الرئيس "مادورو ذهب الى المنفى"، وأخرى أن أحد ابرز قادة المعارضة "ليوبولدو لوبيز قد مات"، فتزيد من حالة توتر في أوجها أصلا.

واكدت رسالة نصية الاربعاء على تويتر لصحافي محلي شهير، ان ليوبولدو لوبيز، احد ابرز قادة المعارضة، المسجون في الوقت الراهن، قد نقل من سجنه الى مستشفى "في حالة بالغة الخطورة". وتقول عائلته انها لم تتلق اخبارا عنه منذ اكثر من شهر.

وتناقل آلاف مستخدمي الانترنت الرسالة، ومنهم السناتور الجمهوري في الولايات المتحدة ماركو روبيو الذي يؤكد انه حصل على تأكيد لمضمونها.

وفيما يضفي الناس أهمية على الشائعة، بث أحد اكبر المسؤولين الفنزويليين ديوسدادو كابيلو، شريط فيديو يظهر فيه لوبيز يقول انه في وضع صحي جيد ويؤكد ان هذا الفيلم قد صور في اليوم نفسه.

إلا ان عددا كبيرا من الرسائل حول هذه المسألة ما يزال متداولا. فالبعض يعتقد انه يعرف ان الحكومة قد بثت الخبر لصرف الاهتمام عن تظاهرات المعارضة التي حيث قتل حتى الان 36 شخصا منذ الاول من نيسان/ابريل. ويؤكد آخرون ان أقارب المعارض هم الذين بثوا الخبر للحصول على دليل انه ما زال على قيد الحياة. وما زال البعض يؤكد ان لوبيز مات.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال اندريس كانيزاليس، الباحث في جامعة اندريس بيللو الكاثوليكية، ان "الأخبار الكاذبة مشكلة عالمية، لكن في بلدان اخرى، ثمة مرجعيات على صعيد الاعلام تتسم بالمصداقية ولم تعد موجودة في فنزويلا. والتضليل الاعلامي أرض خصبة لترويج" الاخبار الكاذبة.

- ارهاب الكتروني-

في بلد تسيطر فيه الدولة على عدد كبير من وسائل الاعلام، ويستطيع 61% من المواطنين استخدام الانترنت، يفضل كثيرون الحصول على المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ويخصص سبعة من كل عشرة فنزويليين، من 30 دقيقة الى ساعتين، للاطلاع على مضامين هذه الوسائل، كما تقول منظمة اسباسيو بوبليكو غير الحكومية.

ويحجم بعض شبكات التلفزة عن بث صور عن التظاهرات العنيفة التي تطالب باستقالة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، وهذا ما تصفه نقابة الصحافة بأنه "نظام رقابة ورقابة ذاتية".

لكن المعلومة المؤكدة على الانترنت تنافسها "مختبرات حرب وارهاب الكتروني"، كما تقول عالمة الاجتماع ماريسلن ستيلينغ.

وفي 20 نيسان/ابريل، فيما اوقعت عمليات نهب في حي شعبي في كراكاس 11 قتيلا، بثت اشرطة فيديو تظهر انوارا قيل انها من قصر ميرافلوريس الرئاسي، مرفقة برسائل تؤكد انها منظومة تمويه "مضادة للطيران" وان رئيس الدولة "قد هرب".

وكانت هذه الانوار في الواقع انوار مهرجان مسرحي في مكان قريب من القصر الرئاسي.

واضافت ستيلينغ لوكالة فرانس برس "ثمة تخمة من الاخبار المتعمدة، وهذا يجعلك تتجنب توجيه انتقادات: فقد بت لا تعرف ما هو صحيح وما هو زائف. انك تقوم بالتمييز بينها بالاستناد الى موقفك السياسي".

-ميليشيا رقمية-

واضافت الخبيرة الاجتماعية ان الحكومة والمعارضة اللتين تعرفان قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على التأثير، "فتحتا جبهة جديدة في الفضاء الالكتروني".

وأنشأ مادورو "ميليشيا رقمية" لفتح حسابات على تويتر وفيسبوك وانستاغرام لمن ليس لديهم حسابات، فيما تستخدم المعارضة هذه القنوات نفسها للتعبئة التي تقوم بها.

ومن عادة الرئيس الاشتراكي الذي يتابعه 3،1 ملايين مشترك على تويتر، ان يرسل تغريدات مباشرة خلال برنامجه التلفزيوني وينشر صورا على انستاغرام.

ويفعل قادة المعارضة بالمثل. فالمرشح السابق للانتخابات الرئاسية انريكه كابريليس الذي يتابعه 6،6 ملايين مشترك على الانترنت، يبث كل مداخلاته مباشرة على تطبيق بريسكوب.

وعلى رغم خطورة الازمة، يتعاطى البعض معها بفكاهة. فموقع "ال شيغيوير بيبولار" الساخر نشر دليلا حتى لا يقع أحد ضحية "الاخبار المزيفة والاشاعات".

وكتب هذا الموقع "غالبا ما نشارك مواد كاذبة لأنها تؤكد معتقداتنا. نعم، انت سيدتي التي تحبين نشر معلومة حول أربع مسنات جردن شرطيا من سلاحه وشنقنه عاريا، أفليس من الافضل التحقق منها قبل نشرها؟"