بلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بدورتها الثانية ظهر الأحد 28.23 بالمئة والتي يتنافس فيها الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.

إيلاف - متابعة: بذلك تكون نسبة المشاركة قريبة جدا من تلك التي سجلت في الوقت نفسه في الدورة الاولى، التي جرت في 23 ابريل (28,54 بالمئة)، لكنها اقل من نسبة المشاركة في الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي في 2012 عندما وصلت ظهرًا الى 30.66 بالمئة.

فبعد حملة انتخابية سادها التوتر، يتوجّه الفرنسيون الأحد إلى مراكز الاقتراع لاختيار أحد المرشحين الوسطي المؤيد للوحدة الأوروبية إيمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبن، رئيسًا للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.

وكان الفرنسيون بدأوا الإدلاء بأصواتهم الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وتم بعد ظهر الأحد اخلاء باحة متحف اللوفر لوقت قصير اثر انذار امني، حيث ينوي المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون إقامة تجمع لانصاره في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.

واكتفى مصدر في الشرطة بالقول أنه تم إغلاق المنطقة وتفتيشها من قبل فريق للشرطة "لتبديد اي شكوك"، واضاف انه قبيل الساعة 12,30 ت غ تم انجاز عمليات التحقق ما اتاح استبعاد اي تهديد، فيما قال متحدث باسم حملة ماكرون ان عملية الاخلاء تمت بعد "رصد طرد مشبوه".

وتصدر ماكرون (39 عامًا) وهو وزير سابق للاقتصاد الدورة الأولى، وتتوقع استطلاعات الرأي فوزه في الدورة الثانية بما بين 61.5 و63%. أما لوبان (48 عامًا) المعارضة للهجرة وللعولمة، فيتوقع أن تحصل على ما بين 37 و38.5%. تتميز هذه الانتخابات بأنه وللمرة الأولى منذ قرابة ستين عامًا يغيب اليسار واليمين التقليديان ممثلان في الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري عن الدورة الثانية.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة (06:00 ت غ) على أن تغلق في الساعة 20:00 (18:00 ت غ). ويتوقع مشاركة 68% من نحو 47.5 مليون ناخب، في حين تكتسي نسبة المشاركة أهمية بالنسبة إلى نتيجة الاقتراع. وانتهت الحملة الانتخابية الجمعة، بعد نشر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات آلاف الوثائق الداخلية لفريق ماكرون، عبر رابط نشره موقع ويكيليكس، وروّجه اليمين المتطرف عبر تويتر.

ودعت اللجنة الانتخابية وسائل الإعلام إلى الامتناع عن إعادة نشر الوثائق، التي قالت إنه تم الحصول عليها بطريقة الاحتيال وأضيفت إليها معلومات كاذبة. وتنادى اليمين واليسار بعد الدورة الأولى للاصطفاف خلف ماكرون، وسد الطريق على الجبهة الوطنية، في غياب تعبئة شعبية وعدم وضوح موقف اليسار الراديكالي، الذي يرفض بعض المنتمين إليه الاختيار "بين الطاعون والكوليرا".

ويؤكد ماكرون ولوبان أنهما يمثلان التجديد، لكن في حين يدافع ماركون عن حرية التجارة وتعميق الاندماج الأوروبي، تدين لوبان "العولمة المتوحشة" والهجرة وتدافع عن سياسة "حمائية ذكية". وسيدلي كلاهما بصوته صباحًا في شمال فرنسا: ماكرون في توكيه ولوبان في معقلها العمالي في إينان-بومون.

لكن التصويت المفاجئ للبريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي والفوز، الذي لم يكن مرجّحًا لدونالد ترامب في الولايات المتحدة، يدعوان إلى الحذر حيال استطلاعات الرأي، التي تواجه صعوبة في تقدير التأثير المحتمل للامتناع عن التصويت أو "الأوراق البيضاء".

ماكرونليكس
سيصوّت المرشحان في شمال فرنسا. فماكرون سيقترع في منتجع توكيه، ولوبان في معقلها العمالي إينان-بومون. وقد انتهت الحملة الجمعة في حالة من الالتباس، مع نشر آلاف الوثائق لحملة ماكرون، التي تمت قرصنتها، ووضعها على الانترنت، في حادثة، قال فريق المرشح إنها "تزعزع الاستقرار الديموقراطي".

وأكد هولاند مساء السبت أن عملية القرصنة هذه "لن تمر بلا رد". وأضاف "كنا نعرف أن هناك مخاطر من هذا النوع خلال الحملة الرئاسية، بما أن هذا حدث في أماكن أخرى". وأوصت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الرئاسية وسائل الإعلام "بالبرهنة على روح المسؤولية، وعدم تناقل مضمون هذه الوثائق، حتى لا تضر بجدية الاقتراع".

أضافت أن "نشر أو إعادة نشر مثل هذه البيانات، التي تم الحصول عليها بشكل غير شرعي، والتي من المرجّح أن تكون أضيفت إليها وثائق مزورة، يؤدي إلى التعرّض للملاحقة القضائية". وفور نشرها على موقع تويتر للرسائل القصيرة، تناقل اليمين هذه الوثائق.

شابها تزوير
صرح فلوريان فيليبو، نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، عبر موقع تويتر، أن التسريبات قد تتضمن معلومات حاولت وسائل الإعلام طمسها. وأفاد موقع "ويكيليكس"، الذي أعاد نشر التسريبات، أنه في المجمل "هناك آلاف الرسائل الالكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها، يعود آخرها إلى 24 إبريل"، أي غداة الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.

وأكد الموقع، الذي أدرج رابطًا يؤدي إلى هذه الوثائق، أنه لا يقف وراء هذه العملية، التي باتت تحمل اسم "#ماكرونليكس".

وشدد حزب ماكرون "إلى الأمام!" في بيان على أن الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل الكترونية "أو وثائق مالية"، وكلها "شرعية"، لكن أضيفت إليها "وثائق مزورة لإثارة الشكوك والتضليل". 

وخلال مناظرة تلفزيونية حامية الأربعاء، كررت لوبان اتهامات لا مصادر لها انتشرت على الانترنت تفيد بأن لمنافسها حسابًا مصرفيًا في جزر الباهاماس، ما دفع الأخير إلى رفع دعوى قضائية لتعرّضه للتشهير. 

50 ألف رجل أمن 
وقبل كشف هذا الاختراق الالكتروني لحملة وزير الاقتصاد السابق في عهد هولاند، تصاعد التوتر مع إعلان اعتقال متطرف بايع تنظيم داعش قرب قاعدة عسكرية جوية في إيفرو (حوالى مئة كلم شمال غرب باريس)، وكان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه. ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان على وشك شن هجوم.

ومساء 20 أبريل، أي قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات، قتل شرطي في جادة الشانزيليزيه في باريس، وتبنى الاعتداء تنظيم داعش، المسؤول عن معظم الهجمات التي أوقعت 239 قتيلًا في البلاد منذ يناير 2015.

وسيتم تعزيز الإجراءات الأمنية الأحد حول مراكز الاقتراع، ونشر أكثر من 50 ألف عنصر من رجال الأمن، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية، التي وعدت بأن تجري هذه الانتخابات وسط "إجراءات أمنية على أعلى درجة".

يدلي حوالى 47 مليون فرنسي بأصواتهم الأحد لاختيار رئيسهم المقبل بين الوسطي إيمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبان.

كيف ينتخب الرئيس في فرنسا؟ 
ينتخب الرئيس الفرنسي بالاقتراع العام المباشر بتصويت على دورتين يعتمد الغالبية المطلقة، وذلك لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويجب أن يحرز المرشح الغالبية المطلقة من الأصوات في دورة أو دورتين للفوز، أيًا كانت نسبة المشاركة في التصويت.

لا تعترف فرنسا بالبطاقات البيضاء، التي يبدي الناخبون من خلالها رفضهم الاختيار بين المرشحين. وعملًا بقانون صادر عام 2014، تفصل البطاقات البيضاء، وتحتسب وحدها، بمعزل عن اللاغية، وترفق بمحضر كل من مراكز الاقتراع، غير أنه لا يتم الأخذ بها لدى احتساب الأصوات.

من هم المرشحون؟
يترتب على الناخبين الاختيار بين مرشحين تصدرا الدورة الأولى في 23 أبريل الفائت، بعد استحقاق أطاح بالأحزاب التقليدية الكبرى.

وأحرز إيمانويل ماكرون البالغ 39 عامًا (وسطي، حزب "إلى الأمام!") في الدورة الأولى 24.1% من الأصوات، وسبق مارين لوبان البالغة 48 عامًا (يمين متطرف، حزب الجبهة الوطنية) 21.30%.

كيف يجري الاقتراع؟
تعد لوائح الناخبين 46.97 مليون شخص، بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا.

وستفتح مراكز الاقتراع الـ66546 في فرنسا أبوابها الساعة 8:00 (6:00 ت غ) وتغلقها في الساعة 19:00 (17:00 ت غ). وستبقى مراكز الاقتراع مفتوحة في بعض المدن الكبرى حتى الساعة 20:00 ت غ (18:00 ت غ). 

يبدأ التصويت اعتبارًا من السبت في الأنتيل الفرنسية في بحر الكاريبي وغويانا (أميركا الجنوبية) وسان بيار إيه ميكلون (أرخبيل في أميركا الشمالية) وبولينيزيا الفرنسية (جنوب المحيط الهادئ). وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي أعلنت إثر اعتداءات 13 نوفمبر 2015 التي تبناها تنظيم داعش.

متى تصدر النتائج؟
يحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسب المشاركة، قبل انتهاء عمليات التصويت في تمام الساعة 20:00 (18:00 ت غ)، لتفادي التأثير على الناخبين. لكن إغلاق بعض مكاتب الاقتراع في وقت لاحق يعقد عمل مؤسسات الاستطلاعات التي تنشر تقديراتها استنادًا إلى النتائج الجزئية لفرز الأصوات.

يتم تحديث التقديرات الأولية بشكل منتظم خلال المساء مع فرز الأصوات تباعًا حتى إعلان النتيجة النهائية. ولم ينتخب أي مرشح من الدورة الأولى منذ اعتماد فرنسا نظام الاقتراع العام المباشر العام 1962.

ويتم تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 مايو، تاريخ انتهاء ولاية فرنسوا هولاند.

الرؤساء السابقون
الرؤساء الذين انتخبوا منذ إعلان الجمهورية الخامسة في 1958:

- فرنسوا هولاند (اشتراكي) (2012-2017).

- نيكولا ساركوزي (يميني) (2007-2012).

- جاك شيراك (يميني) (1995-2007). امتدت ولايته الأولى سبع سنوات، والثانية خمس سنوات، بعد خفض مدة ولاية الرئيس إلى خمس سنوات.

- فرنسوا ميتران (اشتراكي) (1981-1995)، حكم ولايتين من سبع سنوات.

- فاليري جيسكار ديستان (يمين الوسط) (1974-1981)، ولاية واحدة من سبع سنوات.

- جورج بومبيدو (يميني) (1969-1974)، توفي قبل سنتين من انتهاء ولايته.

- شارل ديغول (يميني) (1959-1969) إنتخبته هيئة ناخبة لولاية أولى من سبع سنوات، ثم أعيد انتخابه بالاقتراع العام المباشر في 1965. استقال بعدما هزم في استفتاء في العام التالي.