لم يكترث ماكرون بكل ما قيل عن علاقته ببريجيت ولم يقف عند اعتراضات ذويه لدى معرفتهم بأنه ينوي الزواج بمعلمته بعدما كانوا يظنون في بادئ الأمر أنه يواعد ابنتها التي كانت زميلته في المدرسة، بل تحدى كل هذا ليختار حياته ويعيشها كما يهوى.

إيلاف: التقى الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون زوجته بريجيت ترونو عام 1993 حين كان طالبًا لديها في حصة الدراما. كان ماكرون في الخامسة عشرة، وهي امرأة متزوجة تكبره بـ 24 سنة، وأم لثلاثة أطفال.

أعمق من الإنجاب
لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن مشاعر طليقها إزاء هذه المصادفة الغريبة بفقدان زوجته على يد مراهق أصبح بعد عقود رئيس فرنسا.

ابنة ترونو الكبرى لورنس كانت زميلة دراسية لماكرون في الصف نفسه، وحين سمع والداه بعلاقة عاطفية له، ظنّا أن مواعيد ابنهما كانت مع ابنة معلمته.

وأفادت تقارير أن والدة ماكرون، وبعد اكتشاف الحقيقة، ناشدت ترونو قائلة: "أنتِ لديك حياتك، إنما هو فلن ينجب أطفالًا معك". &لكن ترونو رفضت باكية أن تعد بإنهاء العلاقة.

ليس للرئيس الفرنسي الجديد أطفال بيولوجيون منه، لكنه قريب من أبناء زوجته الذين انخرطوا جميعًا بنشاط في حملته الانتخابية، بل ومعهم حتى أحفاد زوجته. وما يثير الاهتمام أن ماكرون، الذي نال سعادته بثمن باهظ، برز خلال الحملة الانتخابية مدافعًا قويًا عن العائلة الحديثة بأشكالها المتعددة.

تقاليد بالية
وكان جان لوبان، والد مارين لوبان، أشار في كلمة ألقاها بمناسبة عيد العمال في 1 مايو إلى أن ماكرون "يحدثنا عن المستقبل، وهو ليس لديه أطفال". فجاء رد ماكرون على لوبان، الذي عيَّره بعدم إنجاب أطفال، من خلال رفض ربطه بعاطفة متقدة التقاليد الاجتماعية البالية التي تحدد البنوة بالرجل وبذرته.

وتساءل أمام حشد من 30 ألفًا حضروا أحد اجتماعاته الانتخابية: "هل أنا عدو العائلة، لأن عائلتي تختلف قليلًا؟". وتابع بعدما هدأت عاصفة التصفيق إن "السيد لوبان قال لي: أنت لا يحق لك أن تتحدث عن المستقبل لأنك بلا أطفال. يا سيد لوبان أنا لديّ أطفال وأحفاد من القلب، وهي أسرة يجب أن تبنيها، أُسرة يجب أن تفتحها، أُسرة لا تدين لك بشيء، أُسرة لن تمتلكها أنت أبدًا".

حالات مشابهة
ربما كان على ماكرون أن يضيف أن المرء لا يحتاج ذرية من أي نوع ليكون حريصًا على مصير البشرية. لكن اعتزاز ماكرون بعائلته غير التقليدية وإصراره على شرعيتها كان موقفًا تقدميًا رغم ذلك. وبانتخابه يكون زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا كلهم بلا أطفال بيولوجيين. فلدى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ولدان أنجبهما زوجها من امرأة أخرى، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزوجها لم يتمكنا منذ 36 عامًا من إنجاب أطفال.

لذا أصر ماكرون على أن عائلته هي ما صنعه منها، وأن هذا سبب للاحتفاء، وليس للشك أو الشفقة. وبرنامجه يسند أقواله بتشديده على "تنوع أشكال العائلة" ـ زواج في الكنيسة أو زواج مدني، حياة زوجية تحت سقف واحد أو انفصال الزوج عن زوجته، عائلة ذات أم غير متزوجة أو أب غير متزوج، إلخ ـ والتعهد بضمان حقوقهم المتساوية أمام القانون.

رغم كل النكات المتداولة عن علاقة المعلمة والتلميذ، فإن ماكرون ثابت على رأيه بشأن بناء حياة كما يريدها هو، وليس كما يريدها الآخرون.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويوركر".