القاهرة: قضت محكمة مصرية الأثنين بالسجن المؤبد للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد بديع ودانته بـ"التخطيط لمواجهة الدولة بالقوة" في إعادة محاكمة شملت أحكامًا بالسجن والبراءة بحق 36 متهما آخرين، بحسب ما أفادت مصادر قضائية ومحام.

والمحكومون متهمون بالتآمر لاثارة الاضطرابات خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بعدما اطاح الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو 2013. وتعرف القضية إعلاميا في مصر باسم "غرفة عمليات رابعة".

وفي الحكم الأول في إبريل 2015، صدر حكم بالإعدام بحق بديع و13 آخرين و34 حكما بالمؤبد على متهمين آخرين. لكن محكمة النقض ألغت في نهاية العام 2015 هذه الأحكام وقررت إعادة محاكمة 37 متهما محبوسين.

وقضت محكمة جنايات الجيزة الأثنين بالسجن المؤبد بحق بديع والناطق باسم الجماعة محمود غزلان وعضو مكتب إرشاد الجماعة حسام أبو بكر الذي سبق ان شغل منصب محافظ القليوبية في حكومة محمد مرسي، بحسب المصدر القضائي. 

كما قضت المحكمة بالسجن المشدد خمس سنوات بحق 13 متهما من بينهم الناشط المصري الأميركي محمد سلطان ووالده صلاح سلطان وأحمد عارف الناطق باسم الجماعة. وكانت السلطات المصرية رحلت الناشط محمد سلطان إلى الولايات المتحدة في مايو 2015. وقضت المحكمة الأثنين أيضا ببراءة 21 آخرين من بينهم عدد من قيادات الجماعة.

ويمكن للمتهمين المدانين الطعن مرة ثانية بهذه الأحكام أمام محكمة النقض أعلى محكمة جنائية بالبلاد التي يتعين عليها في هذه الحالة اصدار حكم نهائي في القضية. وشملت أحكام البراءة مراد محمد علي أحد مستشاري مرسي وجهاد الحداد الناطق باسم الجماعة وسعد الحسيني الذي تولى منصب محافظة كفر الشيخ في حكومة مرسي.

ويحاكم بديع المرشد العام الثامن للاخوان في نحو 37 قضية مختلفة تتعلق بالتحريض على احداث عنف في مختلف مدن البلاد، بحسب محامين له. وسبق ان صدرت ثلاثة احكام بالإعدام بحقه في عدد من هذه القضايا. غير ان محكمة النقض الغتها لاحقا. 

وقال عبد المنعم عبد المقصود محامي المتهمين لوكالة فرانس برس إن "القضية ليست فيها أي أدلة" ضد المتهمين. وأضاف "سنقوم بالنقض مجددا لكل المدانين". 

وبعد الإطاحة بمرسي في يوليو 2013، شنت السلطات المصرية حملة قمع واسعة قتل فيها مئات من أنصاره وجرى توقيف ألاف خضعوا لمحاكمات جماعية وسريعة صدرت فيها أحكام عديدة بالإعدام والمؤبد. لكن محكمة النقض ألغت خلال السنين الثلاث الماضية عشرات من هذه الأحكام.