مع دخول مناورات (الأسد المتأهب) التي تجري في الأراضي الأردنية بمشاركة عالمية يومها الثالث، قالت دمشق إنه تم رصد تحركات لقوات أميركية، بريطانية وأردنية باتجاه الأراضي السورية.&

ووزعت خلية الإعلام الحربي المركزي السورية، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، بياناً علقت فيه على مناورات (الأسد المتأهب 2017) التي يستضيفها الأردن منذ سنوات، قالت فيه إن "سوريا وجميع حلفائها يتابعون عن كثب ما تسعى إليه أميركا من تواجدها عند الحدود الأردنية السورية".&

ويأتي بيان خلية الإعلام الحربي السورية، غداة رد سوريا على لسان وزير خارجيتها على تصريح للناطق الرسمي الأردني، قائلة إنها ليست في وارد اية مواجهة مع الأردن "لكن إذا دخلت قواته دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية".&

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن تصريح الناطق باسم الحكومة الأردنية، بخصوص الدفاع عن حدودهم من العمق السوري بعيد عن الواقع وإذا فعلوا فسيجدون الجواب المناسب.&

تصريح المومني

وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة للإعلام محمد المومني قال في تصريحات للتلفزيون الأردني يوم الأحد الماضي إن الأردن سيقوم بالدفاع عن حدوده بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك.&

واضاف المومني أن الأردن مستمر بموقفه تجاه الازمة السورية، مضيفا أن الأردن لم يوقع على إقامة المناطق الآمنة السورية قرب الحدود الأردنية. واشار إلى أن بلاده معنية في عودة الأمن والاستقرار في سوريا ووقف الاقتتال والتصعيد، خاصة قرب الحدود الأردنية.&

وبينما لم يصدر أي بيان عسكري من المتحدث العسكري الأردني باسم تمرين (الأسد المتأهب) عن أية تحركات باتجاه الحدود السورية، نقلت خلية الإعلام الحربي السورية عن مصدر سوري زعمه بأن "المناورة التي تجري حالياً عند الحدود الأردنية السورية مشبوهة، يراد منها التغطية على مشروع لاجتياح واحتلال أراض سورية، تحت عناوين محاربة "داعش"، التي ليس لها أي تواجد فعلي عند تلك الحدود".

حزام أمني

وتابع بيان الخلية السورية: "هذه المناورة غطاء لتجميع قوات متنوعة من أميركيين وغربيين وعرب، في معسكر الزرقاء، حيث يبلغ عدد المسلحين أكثر من ٤٥٠٠ مسلح، تم تدريبهم منذ فترة وإعدادهم لتلك العملية، بالإضافة للقوات الأجنبية، لتحقيق مشروع الحزام الأمني كالأحزمة الأمنية حول سوريا والتي لا تعد كونها مشاريع احتلال".

وأكد المصدر السوري المطلع، في البيان، على أن سوريا شعباً ودولةً وكل من يحالفها، لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه، مضيفا "ليعلم الأميركيون وحلفائهم أنهم سيدفعون الثمن غالياً، وسيكونون أهدافاً جراء استباحتهم الأرض السورية".

وشدد البيان على أن الجيش العربي السوري له القدرة على تحرير الأرض من أولئك التكفيريين، الذين يحتمون بأسيادهم، الذين صنعوا تلك الجماعات الإرهابية، والتي تتحرك بأوامر استخبارية لتنفيذ مشاريع تتناسب ومخططات تلك القوى الظلامية.

من جانبه، قال مصدر في خلية الإعلام الحربي، في تصريح خاص لوكالة (سبوتنيك) الروسية، اليوم الثلاثاء، إن البيان الصادر عن الإعلام المركزي في الجيش، هو الرد الأنسب على التحركات المثيرة للجدل على الحدود السورية الأردنية، والتي يتضح لأي مراقب حالياً أنها مشبوهة وغير بريئة المظهر والمقصد.

وأوضح المصدر أن هناك شكوكا كبيرة في أن ما يجري الآن على الأرض مقدمة لعملية احتلال تتطلب خطوات وردودا حاسمة من قوات الجيش السوري، الذي أقسم منذ البداية أنه لن يفرط ولن يتخلى عن أي شبر من الأراضي العربية السورية، ومستعد للتضحية بآخر جندي مقابل حرية الأرض.

واعتبر المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن إقدام أي جندي من الحشود الواقفة على الحدود السورية على تخطي الحدود، سيكون بمثابة إعلان حرب على سوريا، وسيتم مقابلته بما يستحق أي غازٍ أو محتل للأرض.

انطلاق التمرين

يشار إلى أن تمارين (الأسد المتأهب 2017) انطلقت&يوم الأحد الماضي، وقال العميد الركن خالد الشرعة مدير التدريب المشترك الناطق باسم التمرين في مؤتمر صحافي: "نعلن بدء فعاليات تمرين 'الأسد المتأهب 2017 على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية التي تستقبل مثل هذه التمارين المشتركة منذ سنوات مع شركائنا في العالم من دول شقيقة وصديقة".

وأضاف "في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم من خطر الإرهاب (...) ما يستدعي تضافر الجهود والتنسيق المشترك وتبادل الخبرات لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه".

وأوضح المسؤول الأردني أن من أهم أهداف هذا التمرين "هو تطوير القدرة لبناء تحالف يكون قادراً على الاستجابة السريعة لمواجهة التهديدات وتعزيز السيادة الإقليمية للدولة على أراضيها من خلال عمليات أمن الحدود". وكذلك تنفيذ "عمليات هجومية ودفاعية وعمليات لمكافحة الإرهاب والقتال في المناطق المبنية والاستجابة للهجمات الكيميائية".

مشاركة عالمية

وبحسب بيان للجيش الأردني، يشارك في التمرين سبعة آلاف و400 عسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وهولندا واليونان وبولندا واستراليا واليابان وباكستان والسعودية ومصر والعراق ولبنان وقطر والإمارات والبحرين والكويت وكينيا وممثلين عن حلف الأطلسي.

وتأتي هذه المناورات في وقت صعدت فيه المملكة من استعداداتها الأمنية لمواجهة مخاطر إرهابية. يُذكر أن مسؤولا أمنيا أردنيا &كان قد كشف مؤخراً أن نحو 900 أردني يقاتلون حالياً مع تنظيم "داعش" وجماعات تستلهم نهج القاعدة في سوريا والعراق، لكنه أوضح أن عدد الأردنيين الذين تجندهم الجماعات المتشددة تراجع إلى أدنى مستوى له بعد تشديد قوانين مكافحة الإرهاب والمراقبة.
&