سيول: حقق المحامي المدافع عن حقوق الإنسان مون جاي-ان فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية وفق استطلاعات للرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع نشرت بعد انتهاء التصويت الثلاثاء.

وافاد المسح المشترك الذي أجرته ثلاث محطات تلفزيون ان مون المنتمي الى الحزب الديموقراطي حصل على 41,4% من الاصوات، تبعه المحافظ هونغ جون-بيو من حزب الرئيسة المقالة مع 23,3% والوسطي آن شيول-سو مع 21,8%.

ويأمل الكوريون الجنوبيون من خلال هذه الانتخابات طي صفحة فضيحة الفساد المدوية التي كلفت الرئيسة السابقة بارك غوين-هي منصبها، في اجواء من التوتر مع كوريا الشمالية.

وشارك الناخبون بكثافة في الاقتراع تعبيراً عن غضبهم من الفساد وغلاء المعيشة وارتفاع معدل البطالة مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

وقال مون (64 عاما) بعدما ادلى بصوته في غرب سيول "المس إرادة قوية لدى الشعب لتغيير الحكم".

اغلقت مراكز الاقتراع عند الساعة 20,00 (11,00 ت غ)، وبلغت نسبة المشاركة قبل ذلك بساعة 75,1% وهي قريبة من النسبة المسجلة قبل خمس سنوات.

ويتوقع البدء باعلان النتائج على الفور.

وقال كيم سون-تشول (59 عاما) أنه صوت لصالح مون لأن "البلاد بحاجة لاعادة الديموقراطية التي قوضها حكم بارك".

وركزت الحملة الى حد كبير على الاقتصاد، في حين كان الملف الكوري الشمالي اقل حضورا. ولكن فوز مون ينهي عشر سنوات من حكم المحافظين، وقد يؤدي الى تغيير كبير في السياسة حيال بيونغ يانغ وكذلك حيال الحليف والحامي الاميركي.

"يساري مؤيد للحوار مع بيونغ يانغ"

يدعو مون الى الحوار مع كوريا الشمالية بهدف نزع فتيل التوتر ودفعها الى العودة الى طاولة المفاوضات. وهو يريد الحصول على استقلالية أكبر في العلاقات بين سيول وواشنطن التي تنشر 28 الفا من جنودها في كوريا الجنوبية.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرا، قال مون ان على سيول ان "تلعب دورا قياديا في القضايا المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية".

وأجرى الشمال الذي يحلم بصنع صاروخ قادر على حمل رأس نووي وبلوغ القارة الاميركية، تجربتين نوويتين منذ بداية 2016 وعددا من تجارب اطلاق الصواريخ البالستية.

ولم تتوتر العلاقات الى هذا الحد في شبه الجزيرة الا في حالات نادرة، اذ قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن اللجوء إلى القوة أمر وارد قبل أن يخفف لهجته ويقول انه "سيشرفه" لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.

ووصف هونغ جون-بيو المحافظ خصمه مون بانه "يساري موالي لبيونغ يانغ".

وقال شونغ تاي-وان الطبيب البالغ من العمر 72 عاما وصوت في مركز في حي سيوشو الراقي في جنوب سيول "اعطيت صوتي لهونغ لان الامن حيال كوريا الشمالية هو اهم شيء".

لكن قضية البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية ليست هي التي تحدد خيار الناخبين الكوريين الجنوبيين الذين ألفوا التهديدات الكورية الشمالية.

"تحديات متنوعة"

شغل الفساد وتباطؤ النمو والبطالة وخصوصا بين الشباب، الحيز الاكبر من اهتمامات الناخبين.

ويفترض ان تسمح هذه الانتخابات للمجتمع الكوري الجنوبي بالانتقال الى مرحلة جديدة بعد أشهر من الانشغال في الفضيحة بينما تم توقيف الرئيسة السابقة بارك التي تحاكم بتهمتي الفساد واستغلال السلطة.

وساهمت هذه القضية في تعزيز الاستياء العام بعدما كشفت العلاقات المريبة بين الطبقة السياسية وارباب العمل لتمكن صديقة الرئيسة تشوي سون-سيل من استغلال قربها من بارك لابتزاز ملايين الدولارات من كبرى الشركات.

واجبرت الفضيحة التي تورط فيها وريث سامسونغ ورئيس "لوتي" خامس أكبر مجموعة كورية جنوبية، كل المرشحين على التعهد باصلاحات من اجل المزيد من الشفافية.

لكن بسبب وزنها في الاقتصاد، لا يمكن المساس بهذه المجموعات الكبرى التي تسمى "شايبولز".

وكانت الصين من قضايا الحملة ايضا في اطار قضايا اقتصادية وعسكرية خصوصا.

إذ أثار نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ (ثاد) في كوريا الجنوبية لمواجهة التهديدات القادمة من الشمال غضب بكين التي اتخذت سلسلة اجراءات اعتبرتها سيول تدابير اقتصادية انتقامية.

وكتبت صحيفة "جون-آنغ" عشية الاقتراع ان الرئيس المقبل للبلاد "سيكون عليه التصدي لتحديات متنوعة متوسطة وبعيدة الامد".

وقالت "اذا اتخذنا القرار الخاطئ فسيكون علينا من جديد دفع ثمنه، كما تعلمنا من خياراتنا السيئة السابقة".