تؤكد الأحزاب الكردستانية ضرورة تفعيل البرلمان الكردستاني المعطل منذ أكثر من سنة ونصف السنة في الظرف الراهن، بينما تختلف في ما بينها بشأن كيفية وآلية إستئناف النشاط النيابي في إقليم يعتزم تنظيم إستفتاء شعبي لتقرير المصير.

الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني أعلن مشروعاً يرمي الى تفعيل المؤسسات التشريعية والحكومية من خلال تغيير هيئة رئاسة البرلمان بالتوافق مع الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي الكردستاني.

مشروع ثلاثي

وقال جعفر إيمنكي، نائب رئيس البرلمان الكردستاني وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، في مؤتمر صحافي عقده اليوم في أربيل، إن حزبه يسعى جاهدًا لتفعيل البرلمان الكردستاني والمؤسسات التشريعية في إقليم كردستان من خلال توافق ثلاثي بين الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي ، مبينًا أن مشروع الحزب الديمقراطي يهدف الى تفعيل البرلمان الكردستاني خلال مدة لا تتجاوز شهرًا، وذلك من خلال تغيير هيئة رئاسة البرلمان الكردستاني بسبب إخفاقها في أداء مهامها التشريعية، بحسب وصفه.

وأضاف نائب رئيس البرلمان الكردستاني قائلاً إن الحزب الديمقراطي كان قد حاول إيجاد حلول للأوضاع والأزمات السياسية في الإقليم، وقدم مقترحات بهذا الشأن لكن دون جدوى، مؤكدًا أن الحزب الديمقراطي لايريد تضييع الوقت من الآن فصاعدًا، لأن الأوضاع السياسية تتطلب خطوات عاجلة لتفعيل البرلمان الكردستاني.

تهميش وإقصاء

من جانبه، قال سعدي أحمد بيره عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني في حديث لـ "إيلاف"، إن حزبه يؤيد تفعيل البرلمان الكردستاني بمشاركة جميع الأحزاب الكردستانية دون تهميش أو إقصاء أي طرف سياسي، على إعتبار أن البرلمان يمثل صوت المواطنين، مشيرًا الى أن الأوضاع الراهنة تستدعي ترتيب البيت الكردي وتوحيد الخطاب، لاسيما وأن إقليم كردستان يتوجه نحو تقرير المصير.

مصالحة وطنية

من جانبه، جدد علي بابير رئيس الجماعة الإسلامية الكردستانية التأكيد ثانية على تحقيق المصالحة الوطنية بين الأطراف السياسية سعيًا لتفعيل البرلمان الكردستاني، مشيرًا الى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني كان سببًا في شل البرلمان الكردستاني، لذلك فعليه أن يبادر في معالجة الأوضاع السياسية الراهنة في الإقليم، موضحًا مازالت هناك فرص أمام الأحزاب الكردستانية لحل الخلافات القائمة في ما بينها.

وبيّن علي بابير المقرب من إيران في كلمة له أمام أنصاره في منطقة بشدر أن الأولية الأساسية في الوقت الراهن تكمن في تفعيل البرلمان الكردستاني ومعالجة الأوضاع الراهنة بدلاً من رفع شعارات ومزايدات سياسية لتضليل الرأي العام، في إشارة على ما يبدو الى تصريحات المسؤولين الكبار في حكومة الإقليم بشأن الإستفتاء الشعبي لتقرير المصير.

تغيير الرئاسات الثلاث

أما حركة التغيير التي ينتمي إليها يوسف محمد رئيس البرلمان الكردستاني المعزل، تشترط تغيير الرئاسات الثلاث ضمن لائحة واحدة، بناء على مبادرة قدمها مسعود بارزاني قبل ثلاثة أشهر، والتي تدعو الى تغيير الرئاسات الثلاث وتعيين شخص ليحل محله الى حين إجراء الإنتخابات المقبلة لحل المشاكل العالقة في إقليم كردستان.

وقال عبدالرزاق شريف عضو المجلس القيادي لحركة التغيير في تصريحات صحافية، إن حركته متمسكة بمطالبها السابقة التي تتمثل في إيجاد حلول للمشاكل القانونية، لاسيما في ما يتعلق بولاية مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وكانت الأحزاب الكردستانية قد فشلت في التوصل الى توافق أو حل لتفعيل البرلمان الكردستاني والمؤسسات الحكومية بعد أن أجرت جولات من التفاوض والمباحثات،&بسبب تعنت بعض الأطراف السياسية وتمسكها بمطالبها المتصلبة.

وتوترت العلاقة بين حركة التغيير، وحزب الديمقراطي الكردستاني، بعد أن منعت قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في الثاني عشر من أكتوبر 2015 رئيس البرلمان الكردستاني من الدخول الى أربيل، ما أدى في النهاية إلى إلغاء الاتفاق الثنائي بين الطرفين، الذي تم تشكيل الحكومة الحالية علي أساسه، كما تم إبعاد رئيس البرلمان والفريق الوزاري للحركة من مناصبهم في الحكومة.
&