نصر المجالي: بحث مؤتمر الصومال الذي استضافته العاصمة البريطانية اليوم الخميس، خطة لتقوية الجيش الصومالي حتى يتولى مسؤولية قتال حركة الشباب الإسلامية المتشددة بدلا من قوات الاتحاد الأفريقي التي تتزايد أعباؤها.

وشارك في المؤتمر، الذي ترعاه الأمم المتحدة وبريطانيا، الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موغريني و20 بلداً بينهم تركيا ويمثلها رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ومؤسسات دولية.

ويهدف المؤتمر إلى جذب أنظار المجتمع الدولي مجدداً إلى الأزمة في الصومال، ومناقشة وضعه الأمني والاقتصادي، وخطر القحط الناجم عن الجفاف، ومساعي المساعدات الإنسانية في هذا البلد.

يذكر أن لندن استضافت مؤتمرًا دوليًّا خاصًّا بالصومال في مايو 2012، ويعدّ المؤتمر الحالي، الثاني الذي تستضيفه في هذا الصدد.

كلمة ماي&

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في كلمة افتتحت بها أعمال المؤتمر أن الخطة تهدف إلى توحيد الجيش الرئيس في الصومال مع القوات الإقليمية المتمركزة في أرجاء البلاد.&

وقالت ماي:& "الشباب زادت هجماتها إلى ثلاثة أمثالها على مقديشو والقوات الصومالية ليست لديها القدرة على أن تتولى بنفسها مسؤولية الأمن."

ويخطط المجتمع الدولي، إلى نقل خدمات الأمن التي توفرها بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بشكل تدريجي إلى الأجهزة الأمنية والجيش في البلاد.

ويشهد الصومال أعمال عنف منذ العام 1991 عندما أطاح أمراء الحرب بالدكتاتور سياد بري ثم تحولوا لقتال بعضهم البعض. ويأتي المؤتمر في وقت يعاني فيه الصومال من هجمات حركة "الشباب"، بالإضافة إلى تضرر العديد من مناطق البلاد من خطر الجفاف والمجاعة.

تكامل القوات

وأضافت رئيسة وزراء بريطانيا: "نريد أن نرى تكامل القوات الإقليمية في الصومال وزيادة القدرات الصومالية وهذا سيكون حاسما في التمكين من استئناف الهجمات على معاقل الشباب الباقية في جنوب الصومال.&

وقالت ماي إن الصومال حقق تقدما عما كان الوضع قبل خمس سنوات عندما كانت حركة الشباب تسيطر على أجزاء كبيرة من أراضيه وكانت هجمات القرصنة تكلف التجارة العالمية نحو سبعة مليارات دولار سنويا وكانت البلاد تتعافى من مجاعة قتلت ربع مليون شخص.

ورغم هذا التقدم تقول ماي إن الصومال ما زال الدولة الأكثر هشاشة في العالم ويعاني جفافا شديدا ترك أكثر من ستة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية وتسبب بتشريد ملايين الأشخاص.

900 مليون دولار

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المؤتمر أن المنظمة الدولية تسعى لجمع 900 مليون دولار إضافية هذا العام للصومال حيث يواجه أكثر من 275 ألف طفل يعانون سوء التغذية خطر الموت جوعا.

وقال متحدث باسم الوفد الصومالي إن الحكومة والزعماء الإقليميين اتفقوا بالفعل على إطار الاتفاق وإن مؤتمر لندن يركز على الحصول على تمويل من الشركاء الدوليين.

وتتواصل التحذيرات الأممية من تفاقم الوضع الإنساني في الصومال وتحوله إلى كارثة ما لم يتدخل المجتمع الدولي للحد من آثار أزمة الجفاف، وتخفيف معاناة المتضررين، الذين تقدر أعدادهم بنحو 6 ملايين صومالي (نحو 60% من إجمالي السكان) معظمهم نساء وأطفال.

وإلى ذلك، ناقش المشاركون في المؤتمر، مسألة إنقاذ الصومال من ديونه الخارجية التي تبلغ 5 مليارات و300 مليون دولار المتراكمة منذ سبعينات القرن الماضي. وفي هذا السياق، من المنتظر توقيع اتفاقية أمنية في المؤتمر، من أجل ضمان أمن طويل الأمد ومستدام في الصومال.

&