شن قراصنة هجمات "غير مسبوقة" لبرمجيات "الفدية الخبيثة" تستهدف المؤسسات في مختلف أنحاء العالم، وطال الاختراق يوم الجمعة، الأنظمة الالكترونية في دوائر الصحة العامة في بريطانيا، وطالب القراصنة بفدى مالية للإفراج عن كل جهاز كمبيوتر اخترقوه.&

وفي الوقت الذي قالت فيه تقارير إن الاختراق شمل نحو 74 بلدا، أكدت هيئة نظام التأمين الصحي البريطاني أن الهجوم الإلكتروني بدأ بعد هجوم رسائل إلكترونية تحتوي على ملف مشفر أنظمة الكمبيوتر وقامت بتعطيل العديد من المستشفيات والأجهزة، وقالت إن الاختراق طال نحو 40 من هيئات التأمين عبر المملكة المتحدة.&

وسارعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للتعبير عن سعادتها أن المستشفيات البريطانية الشهيرة والمستهدفة عمدا بالاختراق لم تتضرر، وأعلنت أن تحقيقا شاملا قيد التنفيذ.

وأشارت هيئة التأمين الصحي البريطانية إلى أن &رسائل أجهزة الكمبيوتر هاجمت نحو الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم وكان نصها: "عفوا،-قد-تم تشفير الملفات الخاصة بك وطلبوا فدية قدرها 230 £ لاستعادة الوصول إلى جهاز الكمبيوتر وإلا فإن خطوط سوف تزول إلى الأبد".

واضافت الهيئة إنه لا يمكنها تأكيد أن بيانات المرضى قد تم سرقتها أم لا في الوقت الحالي، وقالت إن الأطباء غير قادرين على الوصول ملفات المرضى وخاصة تلك لمخزنة على الانترنت، الأمر الذي يهدد حياة كثيرين.&

وذكرت مستشفيات بريطانية أنها اضطرت لتحويل حالات الطوارئ بعد الهجوم الإلكتروني، وطلب مسؤولون من المواطنين تأجيل الزيارات غير العاجلة إلى المستشفيات، وقال مسؤولون حكوميون إنهم ينظرون في أسباب هذا العطل.&

وذكرت مؤسسة (إن.إتش.إس ميرسي سايد) في شمال إنكلترا على حسابها بموقع تويتر: "بعد ما يشتبه بأنه هجوم إلكتروني على مستوى البلاد نتخذ كل الإجراءات الاحترازية الممكنة لحماية أنظمتنا وخدماتنا المحلية".

الفدية الخبيثة

وقال تقرير لـ(بي بي سي) إن قراصنة على ما يبدو نفذوا هجمات باستخدام برمجيات "الفدية الخبيثة" استهدفت عددا من المنظمات في أنحاء العالم.

ونشرت جهات قالت إنها تعرضت للهجمات صورا على الانترنت لبرنامج خبيث معروف أدى إلى تعطيل الحواسيب وطالب بالحصول على فدية بعملة بيتكوين الافتراضية.

وأعلن عن وقوع هجمات في بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا وإسبانيا وإيطاليا وفيتنام وتايوان ودول أخرى. ولم يتضح إذا كانت هذه الهجمات مرتبطة ببعضها البعض.

عدد ضخم

وقال أحد خبراء الأمن الإلكتروني في تعليق له على موقع تويتر إنه اكتشف 36 ألف حالة اختراق ببرنامج "الفدية الخبيثة" يُدعى "وانا كراي" وبرامج أخرى مشتقة من نفس الاسم. وأضاف: "هذا عدد ضخم" من الهجمات.

وتعطلت نظم تكنولوجيا المعلومات في الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا بسبب ما يعتقد أنه هجوم إلكتروني ببرنامج "الفدية الخبيثة" أيضا ونشر موظفو الهيئة صورا لبرنامج "وانا كراي".

كان عدد من الشركات الإسبانية من بين مؤسسات في أماكن أخرى من أوروبا تعرض للهجمات على ما يبدو.

وقالت شركة "تيلفونيكا" العملاقة للاتصالات في بيان لها إنها علمت بوقوع "حادثة تتعلق بالأمن الإلكتروني"، لكن العملاء والخدمات لم تتأثر.

وذكرت تقارير أيضا أن شركة "ايبردرولا" للطاقة و"غاس ناتشورال" للغاز تأثرت أيضا بالهجوم. وصدرت تعليمات للعاملين في هذين الشركتين بإغلاق حواسيبهم، حسبما ذكرت التقارير.

وانا كراي

وتبادل مستخدمون على الانترنت صورا لبرنامج "وانا كراي" الخبيث ويرافقها تعليق بالإسبانية. وبدأت محافظ عملة بيتكوين الاقتراضية المرتبطة ببرامج الفدية الخبيثة تمتلأ بالأموال بالفعل.

وقال خبير الأمن الإلكتروني كيفين بيمونت: "هذا هجوم إلكتروني كبير أثر على المنظمات في أنحاء أوروبا وبمستوى لم أشهده مطلقا من قبل".

وقال العديد من الخبراء الذين يراقبون الوضع إن هذه الهجمات استغلت الثغرات التي أطلقتها مجموعة يُطلق عليها "ذا شادو بروكرز"، والتي زعمت مؤخرا أنها نشرت أدوات للقرصنة سُرقت من وكالة الأمن القومي الأميركي.
&