دعا بعض الكتاب إلى انتهاز فرصة زيارة ترامب لمنطقة الشرق الأوسط للتوصل إلى تسوية لعملية السلام في الشرق الأوسط بينما لم يبد آخرون تفاؤلاً إزاء موقف ترامب من القضية الفلسطينية.

ومن المقرر أن يزور ترامب المملكة السعودية وإسرائيل والفاتيكان في أول جولة خارجية له منذ توليه الرئاسة، كما سيشارك في قمة إسلامية أمريكية في الرياض.

"فرصة جيدة"

رأى سميح شبيب في صحيفة الأيام الفلسطينية أن القمة الإسلامية في السعودية ستكون "فرصة جيدة لإحاطة الرئيس ترامب بمجريات الأمور، وما يقتضيه حل المشكلة الفلسطينية، بما قد يمكن من وصول التسوية، إلى حل شامل وعادل".

وأضاف شبيب: "لعلّه من نافلة القول، إن هذا التوجه، تحديداً، سيصطدم بالإرادة الإسرائيلية الراهنة، التي تتناقض عملياً مع أي توجه جدي، لتسوية الأمور، بل إبراز، كل ما يمكن إبرازه لتصادم الإرادات، وفرض الوقائع على الأرض، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، جملة وتفصيلاً، وما ترفضه المبادرة العربية، القائمة، على أساس التطبيع الكامل، مقابل الانسحاب الشامل".

في سياق متصل، كتبت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: "إما أن تواصل [إسرائيل] مناوراتها وتعنتها وتضليلها وتحبط جهود الرئيس ترامب، وفي هذه الحالة يكون الجانب الفلسطيني قد حقق إنجازا جديدا بعد أن يدرك العالم أجمع من هو الذي يحول دون التوصل إلى حل سلمي. وإما أن تتراجع تحت الضغوط الأمريكية والدولية المختلفة وتذعن إلى إرادة المجتمع الدولي بضرورة إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".

من جانبه، حذر شفيق الغبرا في صحيفة الوسط البحرينية من أن "كل صفقة ضمن رؤية حل الدولتين في الظروف الراهنة لن تكون سوى صيغة شكلية تتضمن ما لا يتجاوز حكماً ذاتياً محدوداً للفلسطينيين، وهذا سيعني أن الرئيس عباس ليس في وضع يسمح له بقبول ما سيقدم له، وذلك لأن إسرائيل ساعية لمصادرة ستين في المئة من مساحة الضفة الغربية بالإضافة للقدس العربية الشرقية والتي تتضمن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة".

وأبدى كاظم ناصر في صحيفة الثورة اليمنية تشاؤماً من احتمالات عقد قمة فلسطينية إسرائيلية مع ترامب، موضحاً أنه "نحن العرب لن نستفيد شيئاً لا من ترامب، ولا من إدارته، ولا من زيارته لأننا نحن سندفع، وأمريكا ستقبض، وإسرائيل ستقوى وتتوسّع، وفلسطين ستضيع". وأشار ناصر إلى أن نتائج الزيارة ستكون "تصفية القضية الفلسطينية، وبسط النفوذ الأمريكي الإسرائيلي على الوطن العربي والتحكّم بمقدّراته".

"شيوخ الفتنة"

وفي موضوع آخر، أدانت صحف مصرية التصريحات الأخيرة التي اتهم فيها وكيل الأزهر السابق سالم عبد الجليل المسيحيين بالكفر و"فساد العقيدة".

كتبت روز اليوسف تحت عنوان "زلزال فتاوى شيوخ الفتنة": "الفتنة التي آثارها الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف بتصريحاته التي قال فيها إن المسيحيين ديانتهم فاسدة، أثارت حالة من الغضب الشعبي، وبين علماء الأزهر وشيوخ وزارة الأوقاف".

ورغم إصدار عبد الجليل بياناً للاعتذار، قال حسن مجدي في اليوم السابع إن اعتذاره "غير مقبول بالمرة، ويدينه أكثر مما يجعلنا نفتح الباب لنغفر له ما قدمه، فما قاله الشيخ لن ينسى لعقود، ويعلم الله وحده من سيستغل كلماته لإثارة الفتنة في الجانبين بين أبناء الوطن الواحد".

وانتقد حمدي رزق في المصري اليوم بيان الاعتذار قائلاً: "بيانه المفعم بأحر المشاعر لن يقدم ولن يؤخر، هرمنا وتعبنا، لم تعد الاعتذارات تطيّب جروحاً، ولم تعد الاستقالات ترد اعتباراً، للأسف إذا اعتذر أحدهم تطاول آخر، وإذا استقيل أكاديمي ظهر فضائي يناولهم بالكفر ويحط عليهم، وعليه".

من جانبه، ألقى محمد الباز في صحيفة الدستور بالمسئولية على شيخ الأزهر قائلاً: "المسئولية كلها معلقة في رقبته، فهؤلاء أولاده الذين ينتشرون بيننا يتحدثون باسم الدين، وإذا كانت المؤسسة الكبيرة مضت خطوات في تعديل المناهج، فعليها أن تعيد تأهيل من تخرجوا فيها، وتتواصل معهم، لأنهم يشكلون خطرًا كبيرًا على الدين وعلى المجتمع وعلى الناس".

وعبر الباز عن دعمه لاتخاذ "إجراءات عنيفة تمنع المتطاولين على عقائد الآخرين"، مضيفاً: "إلى جانب هذه الإجراءات لابد من دور واضح للأزهر، ولشيخه، حتى ننقذ من تم تشويههم بمناهج الأزهر في السنوات الماضية، فهؤلاء قنابل مدمرة، أعتقد أنها لن تهدأ إلا بعد أن تجعلنا في مواجهة حادة تأتى على الأخضر واليابس".