دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم من النجف إلى تحقيق المصالحة المجتمعية وقطع الطريق أمام "الجماعات التكفيرية"، وفيما حذر نائبه نوري المالكي من "مؤامرة خفية" لتعطيل الانتخابات بهدف إرباك العملية السياسية، فإن نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي عاد من أربيل بحزب جديد أبرز قياديه رافع العيساوي المطلوب للقضاء العراقي.

إيلاف: أكد رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم أن المصالحة ضرورة ملحّة في العراق اليوم، فيما حذر نائبه نوري المالكي من "مؤامرة خفية" لإرباك العملية السياسية وفتح الباب أمام "التدخلات"، وفي حين طالب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي مع إعلان حزبه الجديد بتحويل المحافظات العراقية إلى أقاليم إدارية وفقًا للدستور، فإن رئيس البرلمان سليم الجبوري دعا إلى اعتماد مبدأ "عفا الله عمّا سلف".

وقال معصوم في كلمة له في ملتقى المصالحة الوطنية المنعقدة في النجف، السبت، إن "خطواتنا المقبلة تصب باتجاه عودة النازحين إلى مناطقهم وإتمام مسيرتنا لبناء دولة يسودها العدل والرخاء".

أضاف معصوم أن "هذا الملتقى خطوة نحو ملتقيات قادمة لمراجعة قيمة لما ماحققناه من خطوات لتعزيز مرحلة ما بعد داعش".
وأوضح أن "العراقيين جميعًا يحتاجون بعضهم الآن، وبهذا الوقت الذي يحتم علينا مسؤولية التفاهم والتعاون لقطع الطريق مهما كان على المجموعات الإرهابية والأنظمة الدكتاتورية للعودة إلى بلادنا".

معصوم: المصالحة ضرورة ملحّة&
وأشار معصوم إلى أنه من هنا "تنبع ضرورة المصالحة المجتمعية كحاجة ملحّة تتوجب جهدًا مضاعفًا باعتبارها خطوة محورية لتعزيز التعايش، لاسيما في المناطق المحررة من داعش، من دون إغفال أهمية تعميقها لتؤسس خططًا للتقدم في المجالات كافة".

وقال إن "المصالحة المجتمعية هي الأساس المتين لمشروع مقبل قابل للتطبيق إذا توافرت الإرادة السياسية، وما تقتضيه من مبادرات لروح التكافل ورد الحقوق المادية والمعنوية لتعميقها لدى المواطنين من أجل تقدمه".

وشدد على أن "العمل الأساسي لتحقيق هذا الهدف يقع على نخب واتحادات ومواطنين من كل المناطق، وهي تنطلق من القاعدة إلى القمة، وخاصة في المناطق المحررة بين العشائر والقبائل والنخب، لتشمل كل الشعب وكل البلاد".

وبيّن معصوم أن "المصالحة المجتمعية ليست مبادرة غريبة في العراق"، مضيفًا: "علينا الاستفادة من تجارب دول عانت أكثر مما عانيناه، مثل جنوب أفريقيا وتشيلي والمغرب وغيرها، للتخلص من مشاكل وأزمات طارئة أو موروثة".

المالكي يحذر من تعطيل الانتخابات
من جهته قال نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي محذرًا في المؤتمر نفسه إنه "ينبغي على الجميع رفض أي تعطيل للانتخابات وإقامتها في موعدها المحدد"، مشيرًا إلى "وجود مؤامرة خفية تختفي وراء تعطيل الانتخابات لإرباك العملية السياسية وفتح الباب أمام المزيد من التدخلات الخارجية".

وشدد المالكي على ضرورة "تحقيق المزيد من التماسك والوحدة لتحقيق النظام السياسي المتين ومواجهة كل أشكال التحديات"، مؤكدًا رفضه "أي خرق لسيادة العراق أو التدخل في شؤونه"، مشيرًا إلى أن "الشعب العراقي حيّ، ويطمح إلى المزيد من بناء الدولة".

أضاف "إن شعبنا صمم على محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية، وبعدما تجاوزنا الإرهاب، يجب المضي في محاربة الفكر التكفيري".

وأكد أن "العراقيين وبجميع قومياتهم تمكنوا من الصمود والوقوف صفًا واحدًا أمام كل التحديات"، داعيًا إلى "التخلي عن مبدأ الأكثرية والأقلية، لأن البلد يرفض الطائفية والعنصرية، اللتين كانتا شعارًا في السابق (للكثير من الطائفيين) ويرفض أيضًا منطق التقسيم على أساس الأرض والشعب".

هيبة الدولة&
وأوضح المالكي متحدثًا عن جرائم أشار إلى أنها تثلم هيبة الدولة. وقال "إننا نرفض الإرهاب والعنف وإضعاف هيبة الدولة ومصالح المواطنين، من الاختطاف والسلب والنهب والقتل، وهي ممارسات صعبة ومؤلمة".

أضاف "إن الشعب يريد بلدًا ديمقراطيًا حرًا، كما أصبحنا جميعًا، نرفض أي خرق في سيادة البلد، ونريد أن تربطنا علاقة طيبة مع جميع الأصدقاء والبلدان، على أساس الشراكة وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعلى أساس مصلحة الشعب العراقي".

وأوضح "إننا نؤمن بالانتخابات والتداول السلمي للسلطة، وندعو إلى عدم تأجيل الانتخابات، لأنها ستفتح الباب أمام التدخلات الخارجية".

الجبوري.. عفا الله عما سلف&
ومن بغداد اعتبر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أنه آن الأوان للإيمان بمبدأ "عفا الله عما سلف"، وفتح صفحة جديدة لمرحلة ما بعد تنظيم "داعش"، فيما دعا إلى إنفاذ قانون العفو العام.

وقال الجبوري في كلمة له خلال مهرجان أقيم في ‍نقابة المحامين العراقيين، بحسب بيان لمكتبه تابعته "إيلاف"، إن "من أهم مستلزمات هذه المرحلة إنفاذ قانون العفو العام الذي يفتح المجال لإعادة النظر في الكثير من القضايا التي تم البتّ بالحكم فيها، والتي جرت تحت ظروف استثنائية وغير واضحة".

ومضى رئيس البرلمان إلى القول "آن الأوان للإيمان بمبدأ عفا الله عما سلف وفتح صفحة جديدة لمرحلة ما بعد داعش، والتي نروم فيها الاستقرار والتعايش بعيدًا عن المشاحنات الشخصية التي تحاول إقحام المجتمع العراقي المتصالح في صراع الطبقة السياسية".

النجيفي يعود بحزب جديد&
ومن أربيل أعلن زعيم ائتلاف "متحدون للإصلاح" أسامة النجيفي، عن تأسيس حزب سياسي باسم "للعراق متحدون"، بهدف "إنقاذ البلد بالتعاون مع القوى السياسية الكبرى".

وطالب النجيفي، وهو نائب رئيس الجمهورية‎، بتحويل المحافظات العراقية إلى أقاليم إدارية وفقًا للدستور، فيما دعا إلى إخراج عناصر منظمة الـ"بي كا كا" من أراضي البلاد.

وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إنه تم تأسيس حزب (للعراق متحدون) بهدف إنقاذ البلد بالتعاون مع القوى السياسية الكبرى".

وأشار إلى أن "الحزب يستكمل الإطار القانوني، وهناك عروض كثيرة من جهات سياسية ممكن أن يتم الاتفاق والتحالف معها قبيل الانتخابات".

غياب العيساوي
وغاب عن المؤتمر التأسيسي للحزب وإعلانه أبرز قياديه، وهو وزير المالية السابق، والمطلوب للقضاء العراقي رافع العيساوي، رغم انعقاد المؤتمر في أربيل، لإتاحة الفرصة لحضوره، بحسب ما أكده عضو المكتب السياسي لحزب "للعراق متحدون" علي الربيعي، الذي أشار إلى أن رأي اللجنة التحضيرية كان مع انعقاد المؤتمر في أربيل، لأن جمهور الحزب من النازحين ولتمكين السيد العيساوي من حضور المؤتمر.

لكن مصدرًا سياسيًا رفيعًا في تحالف القوى أشار إلى خلاف اللحظة الأخيرة بين النجيفي والعيساوي بسبب التصريحات الأخيرة التي سرّبها النجيفي بشأن تعهد العبادي بمتابعة قضية رافع العيساوي وتبرئته، وهو ما سارع إلى نفيه تباعًا مكتب العبادي ومجلس القضاء الأعلى، فيما اعتبر العيساوي ذلك الأمر بأنه حرق أوراقه في العودة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات في سبتمبر المقبل، بينما ستجري الانتخابات البرلمانية في العام المقبل.‎
النجيفي أكد أن الحزب الجديد "سيكون بمثابة كتلة كبيرة تمثل طيفًا واسعًا من الكتل السياسية تتفق مع رؤيتنا بدعم الكتل الكبيرة التي تحقق الاستقرار في البلد".

وتشير مصادر إلى أن النجيفي يسعى بحزبه الجديد إلى التحالف مع حزب يدعمه رجل الأعمال خميس الخنجر، والذي سيعلن عن المؤتمر التأسيسي خلال أيام، برئاسة النائب ظافر العاني في أربيل أو في بغداد حين تصدر الموافقات.