إيلاف من واشنطن: لم يبدُ الرئيس دونالد ترامب خائفاً كما ظهر الجمعة، حينما حذر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية المقال جيمس كومي قبل الحديث مع الإعلام، "بأن يتأكد من أن المحادثات بينهما ليست مسجلة"، في خطوة أحدثت جدلاً واسعاً.

ترامب الذي له تاريخ طويل في التجسس،&صوتاً وصورة، على من عملوا في إمبراطوريته العقارية، كما كشف بعضهم في أحاديث إلى وسائل إعلامية، كان آخرها "واشنطن بوست" الجمعة، كان أقال كومي بشكل مفاجئ الثلاثاء، وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة من الديمقراطيين وبعض كبار الجمهوريين مثل جون ماكين.

الرئيس أقرّ في مقابلة الخميس أنه خرق القانون حينما قال إنه سأل رئيس الإف بي آي المقال عمّا إذا كان تحت التحقيق، كما اعترف بأنه اتخذ قرار إقالة كومي قبل حتى أن يحصل بتوصية بذلك من وزارة العدل.

وتحدثت تقارير إعلامية أن ترامب سأل كومي في عشاء جمعهما في البيت الأبيض مطلع العام الجاري عمّا إذا الأخير يكن الولاء له، وهو أمر اعتبر أعضاء في الكونغرس أنه تجاوز من الرئيس للقانون، الذي ينص على حيادية مكتب المباحث الفيدرالية ورئيسه.

وجددت إقالة رئيس الإف بي آي الدعوات بشكل مكثف إلى توجيه اتهام عبر الكونغرس لترامب وعزله، لكن اللافت أن المطالبة بالعزل لم تقتصر على الديمقراطيين هذه المرة، بل انضم إليها السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين، بشكل غير مباشر، حينما شبه قرار الإقالة&بذلك الذي اتخذه الرئيس نيكسون بحق رئيس لجنة التحقيق في فضيحة ووترجيت، ورغم هذا انتهى الأمر بتنحي الأول من منصبه وخروجه من البيت الأبيض.

ورأت وكالة الاسيشوتد برس الأميركية في تقرير نشرته السبت، "أن تهديدات خطيرة على مستقبل ترامب بسبب طريقة مواجهته للعاصفة التي تبعت قراره بإقالة جيمس كومي، رئيس الإف بي آي".

وأشارت في هذا الإطار إلى تلميح الرئيس إلى تسجيله لمحادثاته مع كومي.

ولاحظت الوكالة الأميركية أن قرار الإقالة الذي استهدف تهدئة التحقيقات حول علاقة بعض أعضاء فريق ترامب بروسيا، أدى إلى نتيجة معاكسة، وكان فيما يبدو إضافة الى مزيد من الوقود على نار مشتعلة.

ورأت أن ترامب محبط وفقد الثقة في موظفي البيت الأبيض، وبدأ يعتمد على "حفنة" من أسرته لمواجهة الانتقادات لقراره.

وكشفت أن موظفي الاتصالات في البيت الأبيض المكلفين&بتفسير قرارات الرئيس للشعب الأميركي، لم يعلموا بقرار إقالة كومي إلا قبل ساعة من إعلانها، وهو ما أدى إلى فوضى في المقر الرئاسي في واشنطن.

وعلى مدى يومين منذ قرار الإقالة، حاول مسؤولون كبار، بمن&فيهم نائب الرئيس، نفي جميع التهم التي وجهت إلى ترامب، لكن الأخير عاد ونسف جهود هؤلاء جميعاً بإثبات هذه التهم على نفسه، ومنها إقراره بأنه سأل الإف بي آي إذا ما كان تحت التحقيق بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات، إضافة إلى اعترافه بأنه كان اتخذ قرار إقالة كومي &قبل توصية وزارة العدل بذلك.