دعا الرئيس الفرنسي الجديد الاثنين إلى "إعادة صياغة تاريخية" لأوروبا في مواجهة تنامي النزعة الشعبوية ومخاطر التفكك. وأبدى ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين انفتاحهما، إن لزم الأمر، على فكرة تغيير المعاهدات لإصلاح أوروبا، التي تشهد أزمة أمام تنامي التيارات الشعبوية.

إيلاف - متابعة: قال ماكرون بعد اجتماعه الأول في برلين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن رد الفعل على هذه الظواهر لا يمكن أن يتم إلا "من خلال إعادة صياغة تاريخية" لأوروبا.
&


وقالت ميركل في برلين: "من وجهة النظر الالمانية، من الممكن تغيير المعاهدات اذا كان لذلك معنى"، في حين قال ماكرون بجانبها انه لن تكون لديه "محرمات" ازاء هذه الفكرة. واضافت "ان موضوع تغيير المعاهدات كان من المحرمات الفرنسية، وآمل ان لا يكون الامر كذلك معي".

بادرة انفتاح
جاءت تصريحات القائدين اثر اول اجتماع لهما في العاصمة الالمانية منذ انتخاب ماكرون رئيسًا. وكان ماكرون دعا بقوة الى مثل هذه التغييرات منذ فترة طويلة، وخصوصًا إصلاح طريقة عمل منطقة اليورو.

لكن المانيا بدت حتى الان شديدة التحفظ،&مشيرة الى ان القائدين يمكن ان تكون لديهما "تصورات مختلفة". لكن في الاجمال اكدت ميركل رغبتها في ان تسهل قدر الامكان مهمة ماكرون، الذي يعد باصلاحات ويهز المشهد السياسي في فرنسا بسعيه الى تجاوز الخلاف التقليدي بين اليسار واليمين.

وترك رفض الفرنسيين في استفتاء في 2005 الدستور الاوروبي ذكرى سيئة، وباتت امكانية تعديل جديد للمعاهدات عبر مصادقة كل الدول تثير التردد. وتصريحات ميركل، على حذرها، تشكل بادرة وعلامة انفتاح تجاه الرئيس الفرنسي الجديد.

ودعا ماكرون الى "اعادة صياغة تاريخية" لاوروبا في مواجهة تنامي التيارات الشعبوية ومخاطر "التفكك". وقال ان مواجهة هذه الظواهر لا يمكن ان تتم الا "عبر اعادة صياغة تاريخية" لاوروبا تمر خصوصًا عبر اصلاحات في فرنسا، ولكن ايضا عبر "عملية اقناع" من جانب ميركل للرأي العام الالماني.

أعباء الديون
وهو بذلك يدعوها بإلحاح الى مساعدته في مشروعه في مواجهة الرأي العام الالماني، الذي يبدي حذرًا تجاه المشاريع الاوروبية للرئيس الفرنسي الجديد، خشية ان يؤدي ذلك الى ان تنفق ألمانيا اكثر.

وجهد ماكرون في الآن نفسه في طمأنة مضيفته الالمانية بشأن معارضته لفكرة تقاسم اعباء الديون السابقة لدول منطقة اليورو الامر الذي يلقى معارضة شديدة في المانيا. وقال ماكرون "لست من المروجين لتقاسم اعباء ديون الماضي" في منطقة اليورو لان ذلك "يؤدي الى سياسة عدم تحمل المسؤولية".

في المقابل دعا الى فتح حوار بشأن مشاريع الاستثمار المستقبلية. وقال "ان ما اعتقده هو انه لدينا استثمارات جديدة نقوم بها وبالتالي علينا ان نفكر في آليات استثمار جديدة للمستقبل والعمل على اندماج اكبر في المستقبل". واضاف "ان ما تحتاجه منطقة اليورو هو سياسة طوعية في القطاعين العام والخاص وبالتالي التفكير في وسائل ضخ اموال جديدة".

&