بيروت: قرّر حزب الله أن يعلن انسحابه من الحدود الشرقية مع سوريا، تاركًا للجيش اللبناني مهمة الأمن فيها، غير أن حزب الله يبقى في الجهة السورية من الحدود، مع جيش النظام السوري، فيما يغادر الحدود من الجهة اللبنانية، ويتحرك الجيش اللبناني هناك بمواكبة مباشرة ودعم بالسلاح والذخائر والمعلومات من الولايات المتحدة الأميركية التي طلبت تنظيف هذه المنطقة تمامًا من كل وجود مسلح لبناني غير شرعي، ومن التنظيمات "الإرهابية"، بحيث تكون الحدود خاضعة للجيش من دون سواه.

فهل قرر حزب الله أن ينحني للعاصفة الأميركية أي لعقوبات أميركا لذلك أعلن انسحابه من الحدود الشرقية لسوريا؟

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن حزب الله لا يزال منغمسًا بكامل قواه وبقرار إيراني في سوريا، حيث يعتبر حزب الله أن المعركة السورية مصيرية بالنسبة له، والكلام عن تسليمه بعض المواقع للجيش اللبناني يؤثر على سيادة الدولة اللبنانية، بمعنى أنه منذ البدء كان يجب على الجيش اللبناني والقوى الشرعية وضع اليد على كل الأراضي اللبنانية، وتسليم حزب الله لبعض مواقعه لا يعني أنه أخذ القرار بالإنسحاب من سوريا، وبما أن الحدود الشرقية أصبحت شبه آمنة، فوجود حزب الله هناك أصبح لزوم ما لا يلزم، بخاصة أنه من الجهة اللبنانية هناك الجيش اللبناني، ومن الجهة السورية هناك الجيش السوري، وخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ألمح إلى أنه لا قرار من الخروج من سوريا حاليًا.

أمن لبنان

ولدى سؤاله انسحاب حزب الله من الحدود الشرقية ما الذي يعني أمنيًا للبنان؟ يعتقد زهرمان أن الأمر يأتي ضمن سياق سحب قوات حزب الله الى الداخل السوري، أو لتحسين مواقعه في الداخل اللبناني تحسبًا لأي معركة مع إسرائيل.

مع بقاء حزب الله في الداخل السوري ماذا يترتب من جراء ذلك على لبنان؟ يجيب زهرمان أن بقاء حزب الله في سوريا يُدخل الوضع اللبناني في صلب المعركة داخل سوريا، وهذا ما حذّرنا منه في السابق، فالتدخّل لحزب الله في سوريا بقرار إيراني، سيجلب الويلات على الداخل اللبناني وسيكون له ارتدادات سلبية على لبنان، ولمسنا ذلك، وبقاء حزب الله في سوريا سيكون له تداعيات وسيجعل الوضع اللبناني، شئنا أم أبينا، مرتبطًا بالوضع السوري، ولهذا دعينا حزب الله الخروج من سوريا خصوصًا أن المعركة السورية أصبحت معركة مصالح بين الدول الكبرى.

الجيش اللبناني

عن الجيش اللبناني الذي تدعمه الدول الغربية وعلى رأسها أميركا هل يستطيع ان يحمي الحدود الشرقية مع سوريا مع انسحاب حزب الله هناك؟ يجيب زهرمان أن ما لمسناه خلال السنوات الماضية وكم الجيش اللبناني قادر أن يحمي الحدود، وبكل الوسائل، وبكل مهنية، يجعلنا متأكدين أن آداء الجيش اللبناني يجعله قادرًا على حماية الحدود مع المساعدات التي تقدمها الدول الأوروبية وأميركا، وهو تلقى التنويه من كبار المسؤولين الغربيين، والجيش اللبناني قادر أن يضبط الحدود وكذلك الداخل اللبناني، وبخاصة مع مواقف سياسية جامعة تؤيد الجيش اللبناني ودوره.

تنظيف الحدود

عن طلب أميركا من الجيش اللبناني أن ينظف الحدود الشرقية من كل وجود غير شرعي ومن التنظيمات "الإرهابية" يلفت زهرمان أن الجيش اللبناني يحتاج اليوم إلى المزيد من الغطاء السياسي، فالتناحر السياسي يجعل القوى الأمنية تدفع بعض الأثمان، ومع التوافق السياسي تخف أثمان القوى الأمنية، إضافة إلى زيادة العتاد والعتيد للجيش اللبناني وقد لمسنا المساعدات ويجب أن تكون أكبر وعلى الحكومة أن تطرق كل الأبواب في هذا الخصوص.

ويلفت زهرمان إلى أن موضوع سلاح حزب الله هو الذي يجعل الدولة غير قادرة أن تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، ويبقى الأمر مشكلة أساسية في لبنان، وكما رأينا سلاح حزب الله لديه بعده الإقليمي لذلك التعاطي مع السلاح يتعقد يومًا بعد يوم.

مع إعلان حزب الله انسحابه من الحدود الشرقية مع سوريا هل يعني ذلك أنه سيخفف العقوبات الاميركية عليه استجابة لرغبة أميركية بأن ينسحب من الحدود الشرقية؟ يؤكد زهرمان أنه ليس بالضرورة أرتباط هذين الأمرين ببعضهما، ولا يعتقد زهرمان أن انسحاب حزب الله جاء بضغط أميركي، وانسحابه أكثر كي يستعمل هذه العناصر والقوى في أماكن أخرى في الداخل السوري أو الداخل اللبناني.