نصر المجالي: دافع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن "حقه المطلق" في تبادل المعلومات مع روسيا، في أعقاب جدل أثير بشأن مواد سرية. ومن جهته، وصف الكرملين تسريب ترمب لمعلومات سرية بـ(الهراء).

وفي رده على الضجة التي أثيرت عن تبادله مواد تسلمتها أميركا من بلد آخر شريك لها لم تحصل منه على إذن بتبادلها، كتب ترمب في حسابه على موقع (تويتر) أنه أراد بصفته رئيسا" أن أتحدث مع الروس (في اجتماع مقرر معلن عنه بالبيت الأبيض)، وهو أمر لي فيه حق مطلق، عن حقائق تتعلق بالإرهاب وسلامة الرحلات الجوية. أسباب إنسانية، علاوة على أنني أريد أن تصعد روسيا بقوة قتالها لداعش والإرهاب".

وكان ترمب قد التقى بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

وفي تغريدة أخرى، قال ترمب، إنه تبادل معلومات مع روسيا عن الإرهاب وسلامة الرحلات الجوية، مؤكداً أنه يريد من موسكو "أن تصعد بقوة قتالها لداعش والإرهاب"، قائلا: تبادلنا الحقائق المتعلقة بالإرهاب وسلامة الطيران، بالإضافة إلى أنني أريد من روسيا أن تكثف معركتها ضد داعش والإرهاب".

&الكرملين: هراء

وإلى ذلك، وصف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أنباء بعض وسائل إعلام التي زعمت تسليم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، معلومات سرية عن تنظيم "داعش" الإرهابي، لوزير الخارجية، سيرغي لافروف، أثناء لقائهما بالهراء.

وقال بيسكوف ردا على سؤال صحافي بهذا الأمر: "بالنسبة لنا هذا ليس موضوعا. انه هراء جديد. ونحن لا نريد اي علاقة بهذا الهراء. انه هراء مطلق، ولا يوجد موضوع حتى لتأكيده او لنفيه".

الخارجية الروسية

وفي موسكو، كذبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ادعاء مصادر أميركية بتلقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلومات سرية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووصفت القصة بالمفبركة.

وذكرت زاخاروفا في تعليقها على فيسبوك على تقرير جريدة "واشنطن بوست" حول إفشاء الرئيس ترمب أسرارا استخباراتية خطيرة عن "داعش" للافروف في لقائهما الأسبوع الماضي، أنها كانت قد حذرت قبل أيام من تحضير الإعلام الأميركي لإطلاق "فضيحة" كهذه.

وقالت: "أذكركم بأنني حذرت في 11 مايو من أن وسائل الإعلام الأميركي تخطط& لنشر "فضيحة" حول لقاء لافروف وترمب. وكانت الخطة تقضي أيضا بـ "تزيين" هذه الفضيحة بصور من اللقاء، لا تقل "سرية" عنها بهدف إضفاء الوزن والمصداقية لهذه القصة الملفقة".

وتابعت زاخاروفا: "لكننا عطلنا هذا الجزء الأخير من خطة الحملة الإعلامية من خلال نشرنا صور اللقاء بشكل يتفق مع معايير الأخلاق المهنية".

ونصحت زاخاروفا ساخرة بعدم قراءة الصحف الأميركية، "لأن الأمر بات ليس ضارا فحسب، بل وخطرا في الآونة الأخيرة".

إعلان البيت الأبيض

يشار إلى أن البيت الأبيض، أعلن أنه خلال اجتماع الرئيس دونالد ترمب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي لم تناقش " المصادر والأساليب أو العمليات العسكرية"، كما نفى مسؤولون بارزون في إدارة صحة تقارير إعلامية أفادت بأنه كشف عن معلومات سرية حول (داعش) خلال اللقاء.&

و أكد البيت الأبيض، ان ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، زاعمة، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تبادل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، معلومات سرية هو كذب.

مستشار الأمن القومي

وقال غيربرت ماكمستر مستشار الأمن القومي لترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إن القصة التي وردت في التقرير الصحافي "ليست صحيحة"، مضيفا أن ترامب ولافروف استعرضا سلسلة من التهديدات المشتركة منها الطيران المدني.

وأضاف "لم يتطرق النقاش إلى مصادر أو وسائل المخابرات. الرئيس لم يكشف عن أي عمليات عسكرية لم تكن معروفة علانية بالفعل...كنت في القاعة. لم يحدث ذلك."

وقالت نائبة مستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاستراتيجية دينا باول، وفقا للقناة التلفزيونية "سي إن إن ": " هذه المقالة كاذبة. ناقش الرئيس فقط التهديدات المشتركة، التي تواجه البلدين".

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حسب قناة " سي إن إن "، ناقش الاجتماع "الجهود المشتركة والتهديدات المتعلقة بالإرهاب". وأضاف تيلرسون: "خلال تبادل وجهات النظر نوقشت تهديدات محددة، ولكن لم تناقش المصادر والأساليب والعمليات العسكرية".

تقرير واشنطن بوست

&وكانت صحيفة (واشنطن بوست) نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس دونالد ترمب كشف لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسرار استخباراتية خطيرة خلال لقائهما الأسبوع الماضي.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الاثنين، أن المعلومات تم تناقلها خلال الاجتماع الذي حضره السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك وكانت تخص عمليات مزمعة لـ "داعش" تتعلق باستخدام حواسيب "لاب توب" مفخخة على متن طائرات.

وأشارت المصادر التي تقول الصحيفة إنها مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأميركية، إلى أن هذه المعلومات جاءت عبر شريك للولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش"، وأنها تعتبر حساسة للغاية حيث تم حجب تفاصيلها عن الحلفاء وخضع تداولها لقيود صارمة حتى داخل البيت الأبيض نفسه.

شريك في خطر

وتقول الصحيفة إن ما يزيد من خطورة الأمر، أن الكشف عن المعلومات جاء دون موافقة بل وبدون علم شريك أميركا، وقال مسؤولون إن قرار ترمب يعرض التعاون مع حليف لديه القدرة على الوصول إلى الدوائر الداخلية لتنظيم "داعش".

وتتابع الصحيفة: بعد اجتماع ترمب ولافروف، اتخذ كبار مسؤولي البيت الأبيض خطوات لاحتواء الضرر، وأجروا مكالمات مع وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي.

وقالت مصادر الصحيفة إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ترمب كشف عن اسم المدينة الواقعة في الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" حيث اكتشف شريك المخابرات الأميركية التهديد المذكور.

اشكال كبير

وأشار المسؤولون إلى أن تحديد الموقع يمثل إشكالا كبيرا، خاصة أن روسيا يمكن أن تستخدم هذه التفاصيل لتحديد هوية حليف الولايات المتحدة أو القدرات الاستخباراتية المعنية بالأمر.

وقال المسؤولون إن هذه القدرات يمكن أن تستفيد منها واشنطن لأهداف أخرى، ربما للحصول على معلومات استخباراتية حول الوجود الروسي في سوريا. وستكون موسكو "مهتمة جدا" بتحديد هذا المصدر وربما تعطيله، بحسب المسؤولين.

وفي الأخير، رفض المسؤولون الكشف عن الحليف، واكتفوا بالإشارة إلى أنه أعرب سابقا عن إحباطه لعدم قدرة واشنطن على حماية المعلومات الحساسة المتعلقة بالعراق وسوريا.

&