نصر المجالي:&افتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط، والمعروف اختصارا باسم (سيسامي - SESAME)، ليكون أول مركز أبحاث عالمي من نوعه في المنطقة.

ويعتبر (سيسامي) الذي أقيم في منطقة علاّن في محافظة البلقاء الأردنية، أول مركز عالمي للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط. يجمع حتى المتنازعين تحت مظلة علمية واحدة، وهو يمثل منظمة حكومية مشتركة بين الدول الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط تحت رعاية اليونسكو وباستضافة الأردن.&

وسيقوم المركز بتوفير ضوء السنكروترون وهو مسارع ضوئي من الجيل الثالث الذي يمكن استخدامه في البحث العلمي في مجالات علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء والآثار والمواد والطب والصيدلة والهندسة والصناعة بالإضافة إلى دعم التعاون العلمي وتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين من منطقة الشرق الأوسط وأقرانهم في المراكز البحثية العالمية.

عاهل الأردن يستمع إلى شرح من السير&كريس ليويلين سميث

&

متخاصمون أعضاء

يذكر أن مركز (سيسامي) يضم في عضويته حاليا إلى جانب الأردن كلا من فلسطين والبحرين وقبرص ومصر وإيران و"اسرائيل" وباكستان وتركيا، بينما يضم مراقبين من كل من البرازيل والصين وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا واليابان والكويت والبرتغال وروسيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، فيما تم تأسيس هذا المجلس تحت رعاية منظمة اليونيسكو فيما يعد الآن منظمة مستقلة.

وبالمقارنة بالمركز الاوروبي للبحوث النووية الذي انشئ في اعقاب الحرب العالمية الثانية لجمع العلماء من الدول المتنازعة في السابق لدى اوروبا، تسمح منشأة سيسامي للباحثين بالتعاون في شتى ارجاء الشرق الاوسط.

ويرأس مجلس ادارة (سيسامي) عالم الفيزياء البريطني سير كريس ليويلين سميث، المدير السابق للمركز الاوروبي للبحوث النووية، الذي كان صرح حين الإعلان عن المشروع في العام 2012 إنه أمر رائع أن يجتمع المتنازعون تحت مظلة علمية واحدة، وقال: "وهذا يعزى الى ان الدوائر العلمية في هذه الدول تتحرك لتحقيق تقدم في ذلك الصدد مع تجاهل العقبات السياسية".

واضاف ان "العلوم لغة مشتركة، فان كنا نملك القدرة على التحدث معا، فربما نستطيع بناء جسور من الثقة تساعدنا في مجالات اخرى."، وأكد السير كريس: "وعلى الرغم من الحساسية السياسية المحتملة، فتح المشروع بالفعل قنوات اتصال جديدة فعالة من حيث افاق النتائج الملموسة للمختبر".

عبدالله الثاني يتوسط عددا من المسؤولين والعلماء&

&

ويعمل السنكترون من خلال مسارع الالكترونات حول انبوب مستدير، يتم من خلاله دفع طاقة هائلة في شكل ضوء – من اشعة اكس الى اشعة تحت الحمراء – تحول الى حزم اشعاع، وبتركيز ضوء مكثف على عينات، يمكن رسم تفاصيل لأدق البنايات حجما.

وكانت فكرة (سيسامي) برزت حين تفكيك سنكترون ألماني يعرف باسم (بيسي) واقترح هرمان فينيك، الاستاذ لدى جامعة ستانفورد، انه بدلا من تفكيكه بالامكان شحنه الى الشرق الاوسط. واشار فينيك الى دور السنكترون في البرازيل وكوريا الجنوبية وتايوان من حيث توليد خبرات علمية محلية ومواجهة "استقطاب العلماء"، وقال ان اثارا مماثلة محتملة في الشرق الاوسط.

وحينذاك، قال فينيك لـ(بي بي سي) ان منشأة سيسامي بامكانها احراز نجاح بالفعل نتيجة ان الاجتماعات التحضيرية ضمت علماء من دول لا تجتمع بطريقة عادية.

واضاف "حتى وان لم ينتج سيسامي اشعة اكس او ينتج بحثا، فسيكون له دور جيد محتمل في هذه المنطقة. ويمكن تمثيل ذلك من خلال اجتماعات المستخدمين التي يجتمع بها نحو مئة عالم من المنطقة".