مع انتظار توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة لانتخاب رئيس الجمهورية للدورة الرئاسية الثانية عشرة، يسود يوم الخميس "صمت انتخابي" في جميع أنحاء البلاد وسط تصاعد الاتهامات بين المرشحين الرئيسيين حسن روحاني وإبراهيم رئيسي.

إيلاف: مع احتمال أن تشهد الساعات الأخيرة أيضًا، بحسب وسائل إعلام محلية، انسحاب مرشح أو اثنين لمصلحة أحد المرشحين "روحاني ورئيس"، فإن المنافسة بينهما تحتدم، وخاصة بعد انسحاب المرشح محمد باقر قاليباف، الاثنين، لمصلحة نظيره سيد إبراهيم رئيسي، والمرشح إسحاق جهانغيري لمصلحة روحاني.

يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقرر إجراؤها في 19 مايو الجاري، ستنظم بالتزامن مع انتخابات الدورة الخامسة للمجالس البلدية والقروية والانتخابات الفرعية لمجلس الشورى (البرلمان).

رئيسي يهدد
وفي إطار المنافسة الشرسة، هدد مرشح التيار المتشدد إبراهيم رئيسي، والقريبب من الحرس الثوري، منافسه الرئيس الحالي حسن روحاني، بنشر تسجيل صوتي له، من دون التصريح عن مضمونه، في وقت تحتدم فيه المنافسة بين المرشحين.

وتناقلت وسائل الإعلام أن هذا التهديد جاء في كلمة ألقاها رئيسي مرشح الجناح المحافظ أمام حشد من أنصاره في "مصلى الإمام الخميني" في العاصمة طهران، منتقدًا السياسات الداخلية والخارجية التي انتهجها روحاني خلال السنوات الأربع من فترة ولايته.

كما ادّعى رئيسي أن مرشح الإصلاحيين والمحافظين المعتدلين حسن روحاني انتهج سياسات "محابية للأجانب"، مطالبًا إياه بالكشف عن مضمون المفاوضات التي أجراها مع الدول الأجنبية. واعتبر أن اتفاق روحاني النووي الذي أشاد به لفترة طويلة مع القوى العالمية، لم يجلب شيئًا لإيران.

الحرس الثوري
من جانبه، حث الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء الحرس الثوري وميليشيا الباسيج التابعة له على عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية، في تحذير نادر سلط الضوء على التوترات السياسية المتصاعدة.

ونادرًا ما توجّه انتقادات علنية إلى الحرس الثوري الذي يشرف على إمبراطورية اقتصادية قيمتها مليارات الدولارات، لكن روحاني يخوض سباقًا محتدمًا على نحو غير متوقع أمام رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي يعتقد أنه يحظى بدعم الحرس، حسب تقرير لـ(رويترز).

ونقلت وكالة العمال الإيرانية عن روحاني قوله خلال خطاب ضمن الحملة الانتخابية في مدينة مشهد "لدينا طلب واحد فقط: أن تبقى الباسيج والحرس الثوري في أماكنهما لأداء عملهما".

وعزز روحاني نداءه باقتباس كلمات الزعيم الأعلى الراحل آية الله روح الله خميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، الذي قال روحاني إنه حذر القوات المسلحة من التدخل في السياسة.

فوز نجاد&
تسببت الشكوك في أن الحرس الثوري وميليشيا الباسيج زوّرا نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009 في خروج تظاهرات في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا لمنظمات حقوقية فقد قتل العشرات، واعتقل المئات، في أكبر اضطرابات في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

خامنئي يندد&
وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن الحفاظ على الأمن هو على رأس أولويات الانتخابات. كما ندد بالتصريحات النارية التي يدلي بها المرشحون لانتخابات الرئاسة باعتبارها "غير لائقة" في هجوم غير مباشر على روحاني الذي يسعى إلى نيل فترة ولاية ثانية مدتها أربعة أعوام.

وتبادل روحاني (68 عامًا) ورئيسي (56 عامًا) الذي يدعمه الزعيم الأعلى الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون.&
ووجّه رئيسي الاتهام إلى روحاني بالفساد وإساءة إدارة الاقتصاد، ورد روحاني، الذي يريد انفتاح إيران على الغرب وتخفيف القيود الاجتماعية في البلاد باتهام رئيسي، الذي خدم في القضاء لسنوات عدة، بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وينفي كل منهما هذه الاتهامات.


&