في مارس 2016، خرج المرشح الجمهوري آنذاك والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في مؤتمر إيباك، ليعلن أمام الآلاف عزمه نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى مدينة القدس في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

إيلاف من نيويورك: يومها لم يكن ترمب مرشحًا للظفر بالسباق الرئاسي، ولا يمتلك فريقًا استشاريًا للسياسة الخارجية، والأهم لم تكن العلاقات التي تجمعه بقادة دول العرب المعتدلة على ما هي عليه اليوم.

تقدم الحديث عن السلام
بعد الانتخابات، كرر ترمب وعده، ومع تنصيبه رسميًا بدأ موضوع نقل السفارة بالخفوت، بالتزامن مع تقدم الحديث عن ضرورة إقامة عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.&

وترافقت النبرة الجديدة مع لقاءات ترمب بولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد.

هواجس في تل أبيب
تلكؤ ترمب في نقل السفارة، بحسب الإسرائيليين، خلف هواجس كثيرة ومخاوف من إمكانية عدم إيفاء ترمب بوعده، خصوصًا مع إعلان وزير خارجيته ريكس تيلرسون، أن سيد البيت الأبيض لا يزال يسعى إلى تقييم ما إذا كان نقل السفارة سيساعد أم سيضر بفرص التوصل إلى سلام فلسطيني-إسرائيلي.&

وأضاف "الرئيس حذر جدًا في محاولته فهم كيف يمكن لقرار مماثل أن يؤثر على عملية السلام".

أمر غير حكيم
الهواجس الإسرائيلية يبدو أنها ستكون في محلها إذا ما ثبتت صحة ما نشرته وكالة بلومبرغ الأربعاء، نقلًا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض.

قبيل أيام قليلة من وصول الرئيس ترمب إلى المملكة العربية السعودية، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن اسمه، "إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يكون حكيمًا في هذا الوقت، خصوصًا مع العمل الذي تقوم به إدارة ترمب لتعزيز المفاوضات السلمية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية"، مضيفًا: "لقد أوضحنا موقفنا، وما نود أن نراه، لكننا لا نتطلع إلى استفزاز أي شخص".

ضربة إلى كبار مسؤوليه
تشكل هذه التصريحات أيضًا، ضربة إلى مسؤولين كبار في إدارة ترمب عكفوا طوال الفترة الماضية على تأكيد موضوع نقل السفارة، كنائب الرئيس مايك بينس، وسفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هايلي.

نتنياهو استشعر الأمر
استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة ترمب، مطلقًا تصريحات عديدة حيال موضوع نقل السفارة، حيث قال، "موقفي الثابت والواضح ولا يقبل التأويل هو أن السفارة الأميركية يجب أن تنتقل إلى القدس، ويتوجب على بقية السفارات أن تفعل المثل. عرضت موقفي في لقاءاتي مع زعماء الولايات المتحدة والعالم، ومع كل السلك الدبلوماسي في إسرائيل، وأخيرًا أيضًا في مكتب حزب الليكود".

واعتبر أن "نقل السفارة لن يضر بعملية السلام، بل العكس صحيح، سيدعمه وينمّيه لكونه يصحّح ظلمًا تاريخيًا، ويحطم الوهم الفلسطيني بأن القدس ليست عاصمة إسرائيل. هذا موقفي، وهو واضح للجميع، ولم ولن يتغيّر".