«إيلاف» من بيروت: منذ اندثار كل من حلف 14 آذار وتفكك 8 آذار قبل انتخاب رئيس للجمهورية وبعده، لا نزال نشهد تحالفات تتبدل وأخرى تتأرجح، وها هي ملامحها اليوم تظهر بصورة واضحة، فرئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري أعلن أن حلفه القديم مع رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط والقوات اللبنانية انتهى وتبدل، في حين يقترب تحالفه أكثر مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بينما رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن من جهته أن تحالفه مع جنبلاط بات ثابتًا وأكثر قوة.

عن التحالفات الجديدة التي بدأت تتمظهر أكثر فأكثر، يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، إن الحريري ليس بوارد القيام بتحالفات ضد أخرى، فهو منفتح على الجميع، رغم مآخذه على سياسة حزب الله، ولكن لا يقوم بتحالف مع التيار الوطني الحر أو رئيس الجمهورية ميشال عون ضد تحالفات أخرى.

والحريري، يضيف طعمة، يمد يده للجميع، وقد ضحّى منذ زمن مع انتخاب رئيس الجمهورية وفي قانون الانتخابات من أجل مصلحة لبنان، ويقول الحريري إنه جاهز لمجمل الأمور التي يتم الاتفاق عليها، حتى لو كانت هذه الأمور في بعض الأحيان ضد مصلحته شعبويًا.

ويلفت طعمة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك تحالفات جديدة من خلال فريق ضد آخر.

انتهاء الحلف القديم

وردًا على سؤال&هل&انتهى&الحلف القديم بين الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط؟ يجيب طعمة أن ما يجمع بين الحريري وجعجع وجنبلاط أكبر مما يفرقهم، فهناك ثوابت 14 آذار، وهي تجمع بينهم.

ولدى سؤاله عون والحريري اليوم في خندق واحد برعاية عربية، لماذا اليوم هما ضمن خندق واحد من التحالفات؟

يجيب طعمة أن بداية العهد الجديد ومع حكومة جديدة كان همّ الحريري الأول نجاح العهد الجديد، وبالتالي التحالف قائم بينهما، من أجل مصلحة البلد، واستمرار الحكومة وإعادة الثقة بالدولة، وكانت هناك غاية موحدة بإعادة الثقة بلبنان لدى المواطنين مع تحالف عون والحريري.

هل الغاية من تعاون عون والحريري أيضًا القضاء على الفساد في لبنان؟ يجيب طعمة أن الأمر مطروح بقوة، والفساد المستشري في لبنان، لا يمكن القضاء عليه في أيام معدودة، لكن التحالف بين عون والحريري غايته أيضًا القضاء على الفساد، وإعادة الثقة إلى كل المشاريع البيئية والأمنية.

المرحلة الإقليمية

وردًا على سؤال هل المرحلة الإقليمية تحتم وجود تحالفات قوية في لبنان لتلقي الصدمات المقبلة على المنطقة؟ يرى طعمة أن الأمر مؤكد، لأن الدول الكبرى تتعامل عادة مع الدول القوية بتحالفاتها، إن كانت الدول الأجنبية أو العربية منها، والحريري مصرّ على قانون انتخابي اليوم، لأن من دونه سيخسر دعم الدول العربية والأجنبية، وسيكون لبنان بلدًا فاشلاً حينها مع وضع اقتصادي مذرٍ&وصعب في لبنان، كذلك وضع انمائي تعيس أيضًا، ووضع أمني يحتاج إلى المتابعة، ومع عدم وجود التحالفات القوية في لبنان، لا يمكن أن نظهر للخارج أننا دولة تستعيد قوتها، وحينها الدول الخارجية لن تتعامل مع لبنان كما يجب أن تتعامل معه.

اتفاق واختلاف

في أي أمور يتفق الحريري مع عون، وفي أي أمور يختلفان في تحالفاتهما؟

يؤكد طعمة أن كل ما له مصلحة لبنان يتفقان عليه، والخلاف يبقى على سياسة حزب الله، وأن تكون الدولة اللبنانية الوحيدة التي تحمل السلاح، والتي تحمي الحدود اللبنانية.

والخلاف على دور حزب الله في سوريا، وما تبقى من مواضيع داخلية، يسعى الحريري وعون أن يتفقا عليها.

وردًا على سؤال في أي أمور يختلف الحريري مع جنبلاط وجعجع، وفي أي أمور يتفقون؟ يجيب طعمة ما يجمعهم هو روحية 14 آذار، فقد دفعوا أثمانًا سوية من شهداء، من أجل القضايا الوطنية، والجميع يجتمعون من أجل مصلحة البلد وإعادة الثقة به من جديد، ويتفقون على أن سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار، وأن يخرج حزب الله من سوريا، والجيش اللبناني يحمي الحدود، ويختلفون على بعض تقنيات قانون الانتخاب.

&

&