يشارك وفد عراقي يقوده الرئيس فؤاد معصوم ونائبه أسامة النجيفي في القمة الإسلامية - الأميركية المزمع عقدها يوم الأحد في العاصمة السعودية، في حين اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي رفضه السماح لمن يريد إضعاف الدولة، متسائلا هل ان محاربة الدكتاتورية كان من أجل حكم العصابات؟&


محمد الغزي: يشارك وفد عراقي برئاسة الرئيس فؤاد معصوم ونائبه أسامة النجيفي في القمة الإسلامية - الأميركية المزمع عقدها يوم غد الأحد في الرياض، وفيما اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بغداد تجاوزت كل التحديات التي واجهتها، منبها من ان البعض يريد اضعاف الدولة، شدد قائلا "العصابات لن تحكمنا"، في وقت حذر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري من إحداث "شروخ" في العملية السياسية عبر "مشاريع خارجية مسلحة" وأخرى "مغلفة بالسلمية".

بيان صادر عن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي اطلعت "ايلاف" على نسخة منه يقول إنّ "العراق سيشارك في مؤتمر القمة الإسلامية الأميركية الذي سيعقد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية يوم الأحد 21 أيار 2017".

وأوضح أن الوفد العراقي يرأسه فؤاد معصوم رئيس الجمهورية، ويضم أسامة عبد العزيز النجيفي نائب رئيس الجمهورية، وعددا من المسؤولين والمستشارين.
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب صباح اليوم إلى المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له منذ تسلمه مهامه.

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر قمة مع 55 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم، الأحد، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفعالية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف والعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال.

معصوم في دافوس: العراق منفتح

وفي افتتاح فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت شعار "تمكين الأجيال نحو المستقبل، اعلن الرئيس العراقي عن شكره لدول العالم كافة لدعم العراق ومساندته في كل الظروف التي يمر بها في انجاز المشاريع داخل العراق وتعزيز سبل الشراكة مع القطاع الخاص &لمساعدته في الخروج مما حل به.

وقال معصوم ان "العراق منفتح" لكل الراغبين بالاستثمار في العراق و"انه يتيح كل السبل والامكانات ويفتح ذراعيه &لاستقبال كل &المستثمرين".

معصوم اكد أيضا ان "العراق حريص على ضمان بيئة داعمة لتحقيق التنمية المستدامة وايضا يقدر مشاركة المرأة ودورها الفاعل في المجتمع".

واضاف معصوم ان "العراق يطمح للاستفادة من خبرات كل الشباب عربيا اقليميا ودوليا ودعم كل الفئات الاجتماعية خاصة فئة الشباب والاستفادة من ما وصلت اليه التكنولوجيا واستغلاله في كل المجالات".

واشاد الرئيس العراقي بدور جلالة الملك والمملكة الاردنية الهاشمية بما حققته من انجازات في مختلف القطاعات ودورها الفاعل في المنطقة.

وجدد دعوة بلاده إلى المجتمع الدولي للاسهام بإعادة إعمار العراق ولا سيما المناطق المحررة من الإرهاب.

داعش وحّد العراقيين

وأكد معصوم خلال حديث له مع ممثلين للصحافة العربية والعراقية في الأردن أن "رفض ومقاومة الارهاب وحّد الشعب العراقي بكافة اطيافة ومكوناته برغم الكلفة الكبيرة من الشهداء والضحايا" مشيرا الى انه "لم يكن بإمكان البيشمركة والجيش ان يلتقيا من دون توتر لكنهما اليوم يقاتلان عدوا واحدا سوية وفي جبهة واحدة، فضلا عن الحشد الذي يقاتل في الموصل".

واعتبر أنّ "الفكر الإرهابي والتكفيري غريب عن الشخصية العراقية التي عرفت على مر العصور بالنزعة العقلانية والتسامح والتآخي ورفض الفكرة الانتحارية وغيرها من الافكار الغريبة على العراقيين".

كما أوضح ان المكون الاساسي لتنظيم داعش الارهابي لم يكن من العراقيين بل من مواطني دول وجنسيات اجنبية، مشيرا إلى ان الجماعات الارهابية كـ"القاعدة" و"داعش" ولدت وترعرت في دول بعيدة عن العراق قبل ان تتسلل لاحقا اليه مستفيدة من تفاقم المشاكل المحلية والاقليمية.

مراجعة الخطاب الديني المتشدد

ودعا الرئيس العراقي الى مراجعة الخطاب الديني المتشدد وقال "لا نريد فرض رقابة على ما يقوله رجل الدين لكننا نريد توجيههم بان لا يتورطوا في تأجيج مشاعر الكراهية"، مؤكدا ان "الدين ليس بتفسيراته المتشددة بل بما يؤاخي بين الناس".

ودعا الى إعادة النظر بالمناهج وإعادة مراجعة للنصوص التي ترد فيها، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية المصالحة المجتمعية خاصة في المناطق التي خضعت لاحتلال عصابات داعش.

كردستان أحسن جارة للعراق

وبشأن الموقف من استفتاء إقليم كردستان، اوضح معصوم انها ليست مسألة سهلة والاستنكار واتخاذ مواقف مسبقة يعقد الامر أيضا، ماضيا الى القول "بل نحتاج الى حوار بشان ذلك".

وأضاف "الاستفتاء لا يعني الوصول الى حالة استقلال كردستان بل حتى يستخدمون تعبيرا يمكن من خلاله القول ان كردستان احسن جارة للعراق".

لكن معصوم عاد واكد ان "قوة العراق في وحدته" مضيفا "سيكون بعد الانتهاء من داعش دولة مهمة في هذه المنطقة"، مؤكدا "اقتراب نهاية وجود عصابات داعش في العراق" واشار إلى أن "ذلك بات قريباً وعلى مدى أشهر محدودة".

الجبوري يحذّر من شروخ

ومن بغداد، حذر رئيس البرلمان سليم الجبوري، السبت، من إحداث "شروخ" في العملية السياسية عبر "مشاريع خارجية مسلحة" وأخرى "مغلفة بالسلمية".

وقال خلال كلمة له في مؤتمر (العراق: شباب وتعايش) الذي تقيمه بعثة الامم المتحدة في العراق بالتعاون مع جمعية الامل العراقية "ما زال&الكثير من المشاريع الخارجية المسلحة منها أحيانا والمغلفة بالسلمية أحيانا أخرى تسعى للوصول إلى أهدافها في إحداث شروخ في العملية السياسية وزعزعة أركانها تحت شعارات زائفة وكاذبة ومضللة تدعي الالتزام بالدستور ولكنها تلتف عليه".

وأضاف "هي تؤمن ببعضه وتكفر ببعض وتنتقي ما يعجبها وتدير ظهرها لما لا ينسجم مع أفكارها المستوردة أو بشكل أدق مع مصالح الجهات الممولة والداعمة والمحرّكة لها".

وتابع الجبوري أن "العراقيين غير مستعدين لحمل السلاح على بعضهم البعض فهم لم يفعلوا ذلك مطلقا في ما مضى وما كان من احتراب في أيام التصعيد الطائفي كان بين جماعات كانت تُمارس استهداف المواطنين من هذا الطرف أو ذاك محاولة تعبئة وتحشيد الشارع لصالح أجنداتها وأفكارها وطموحاتها الإرهابية والسياسية، بل نسعى إلى تحقيق التعايش الذي يعني التقبل والتفاهم والاندماج وحب التنوع الذي ينتج إيمانًا بالآخر ووجوده وتقبلًا لفكرته".

وتابع الجبوري "لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشروع المصالحة الوطنية في العراق وما زلنا نلاحظ أن المشروع يحتاج إلى أن يتقدم أكثر في المجال الميداني التطبيقي بشكل فعال وحقيقي".

العبادي: هناك من يحتال علينا بحجة المذهب

رئيس الوزراء، حيدر العبادي، هاجم اليوم عصابات لم يسمها تريد خطف البلاد وحمل بشدة على جماعات لم يعرف اسماءها قال انها "تحاول الاحتيال عليه بحجة المذهب"، مذكرا بأن تنظيم داعش أقنع "أبناء السنة بأن عليهم الدفاع عن دينهم وعقيدتهم".

حديث العبادي جاء خلال مؤتمر "تيديكس بغداد"، الذي بدأ أعماله صباحا في العاصمة العراقية، وفيه اكد أن التقييمات الدولية لأداء حكومته، تؤكد أن بغداد تجاوزت كل التحديات التي واجهتها، داعيا إلى مقارنة ما كانت تقوله وسائل الإعلام الغربية عن العراق سابقا، بما تقوله الآن.

وأبدى العبادي يوم السبت استغرابه من التهويل لمرحلة ما بعد تنظيم داعش في العراق، مشددا على أنها "ستكون أفضل بكثير".

وانتقد جماعات لم يعرفها صراحة بالاسم لكنه قال انها " تحاول الاحتيال عليه بحجة المذهب"، وقارن بينها وبين داعش وذكر قائلا " تنظيم داعش اقنع أبناء السنة بأن عليهم الدفاع عن دينهم وعقيدتهم".

وابدى استغرابه من البعض الذي "يحاول ادخال الاحباط في نفوس العراقيين وان ينصب العزاء ويخوف المواطن مما بعد تحرير الموصل ونقول لهم الوضع سيكون افضل بكثير لان البلد اجتاز اصعب الازمات".

وأضاف أن "البعض يطعن بالقوات الأمنية وأدائها في الموصل وفي ساحات القتال".

واكد انه "بوحدة العراقيين تحررت الاراضي وبارادتنا وبتصميمنا صنعنا المعجزات التي هي وسام شرف على صدر كل عراقي، حيث كانت بغداد مهددة قبل عامين وحررنا الارض من جرف الصخر الى ديالى والرمادي والفلوجة وبيجي والقيارة ومخمور وايسر الموصل والان في الجزء الاخير لايمن الموصل".

وتابع ان "الارهاب يريد بنا الفتنة وهناك من يسانده وهؤلاء متهيئون للطعن بالجميع مع حصول اي اعتداء إرهابي".

حرب على العصابات&

واوضح العبادي ان "الانجاز ليس بكثرة المال ولا بكثرة الوجوه السياسية انما بالصمود والارادة"، معتبرا أن ما حققته القوات العراقية دليل على تلك الإنجازات"
وخلص الى القول " بالارادة الصحيحة سنصمد وسنكون اقوى والبعض هيأ نفسه لافشال وعرقلة كل شيء نقوم به ولكننا لن نسمح لهم وسنستمر " مشددا " كما اننا لن نسمح لمن يريد اضعاف الدولة والمجتمع ويقوم بالخطف لمجرد ان تخالفه بالرأي".

وختم متسائلا "هل ان قتال ابطالنا ومحاربة الدكتاتورية هي من اجل ان تحكمنا عصابات ؟".

وينظم مؤتمر "تيدكس بغداد" محليا وهو تابع لسلسلة مؤتمرات "تيد" العالمية، حيث يقام سنويا في العاصمة العراقية، وعقد أول مؤتمر في العراق عام 2011.