الرباط: طالب المغرب الجزائر باعتذار رسمي عن تعرض أحد دبلوماسييه للضرب من طرف المدير العام لوزارة الخارجية الجزائري سفيان ميموني خلال اجتماع للجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة الخميس في سان فينست &بجزر الكارايبي.

وفي رد فعلها وصفت الجزائر الحادث بالمختلق، غير أن الخارجية المغربية أدلت بوثائق إثبات منها محضر أنجزه شرطي محلي عاين الحادث ورفع إلى رئيس حكومة بلده، بالإضافة إلى شهادة طبية مسلمة من المشفى الذي عولج فيه الدبلوماسي المغربي. وصرح مسؤول دبلوماسي مغربي رفيع للصحافة بأن محضر الشرطي المحلي هو وثيقة أنجزت من طرف رجل أمن عاين الحادث في إطار قيامه بعمله، وليست شكوى من طرف المغرب، وبالتالي فهو يشكل حجة مصدرها طرف محايد.

ويعود الحادث إلى ظهر يوم الخميس الماضي ، خلال اجتماع اللجنة (سي 24) التابعة للأمم المتحدة والخاصة بإنهاء الإستعمار ، بمدينة كينغستاون عاصمة سانت فنسنت، والذي نظم حول موضوع الديمقراطية في الأقاليم &التي لا تتمتع بالحكم الذاتي. ودافع الوفد المغربي خلال الاجتماع عن ضرورة تمثيل السكان من طرف مندوبين منتخبين، وهو الموقف الذي ساندته العديد من الوفود باستثناء الوفد الجزائري، الذي فقد رئيسه أعصابه وهاجم الدبلوماسي المغربي محمد علي الخمليشي، نائب رئيس البعثة بسفارة المغرب بكاستريس (سانت لوسي).

ونقل هذا الأخير على إثر هذا الاعتداء إلى المستشفى لتلقي العلاج. ووضع الخمليشي شكوى لدى الشرطة المحلية ضد ميموني، مدير وزارة الخارجية الجزائرية ورئيس وفدها إلى اجتماع اللجنة الأممية.

في سياق ذلك ، أعلنت وزارة الخارجية المغربية عن استدعاء القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة الجزائر بالرباط أمس&الجمعة قصد "إبلاغه استغراب المملكة المغربية إزاء هذا التصرف الذي يخرق كل الأعراف والممارسات الديبلوماسية ، والذي أقدم عليه ممثل بلد لا يتوقف عن الادعاء، بصوت عال، أنه ليس طرفا في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية"، حسب بيان للخارجية المغربية. واضاف البيان أن الرباط طالبت رسميا من الجزائر أن تقديم اعتذارات.

ولم يتأخر الرد الجزائري عن استدعاء الدبلوماسي الجزائري من طرف الخارجية المغربية، فلم تمر 24 ساعة عن هذا الاستدعاء حتى قام وزير الخارجية الجزائري بدوره باستدعاء السفير المغربي في الجزائر ليطالبه بالاعتذار عن تحرش دبلوماسيين مغاربة مشاركين في اجتماع اللجنة الأممية في جزر الكاريبي بدبلوماسية جزائرية ضمن الوفد الجزائري المشارك في نفس الاجتماع &الإجتماع.

من جانبها ، عبرت الأمم المتحدة عن تأسفها للحادث الاول ، وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريح للصحافة، "طبعا، كنا حاضرين لضمان أن تجرى الاجتماعات بطريقة سلمية"، مضيفا "من المؤسف أن هذا الأمر لم يحدث في هذه الحالة بالخصوص... ونأمل أن تجري الاجتماعات المقبلة للجنة سي 24 بطريقة سلمية".

وقال مسؤول مغربي في وقت سابق في تصريحات لوكالة فرانس برس "خلال الاجتماع، اعتدى سفيان ميموني المدير العام لوزارة الخارجية الجزائرية جسديا على مساعد سفيرنا".

لكن الجزائر وصفت الجمعة هذه المعلومات بانها "مجرد مسرحية هزلية باخراج رديء".

في غضون ذلك ، قالت الخارجية الجزائرية في بيان نقلته وكالة الانباء الجزائرية ان الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أبلغ سفير المغرب "احتجاج الجزائر الشديد على تحرش أعضاء من الوفد المغربي بشابة دبلوماسية من الوفد الجزائري خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار".&

واضاف البيان أن "هذه الاستفزازات ضد الدبلوماسية الجزائرية وصلت إلى حد ضمان الحماية المقربة لها من طرف سلطات" المنطقة التي كانت تستضيف الاجتماع.

وأوضح الوزير أن "المعلومات التي بحوزة الطرف الجزائري بخصوص هذا الحادث المؤسف والممكن التأكد منها لدى منظمي هذا اللقاء والمشاركين تثبت تصرفات أعضاء الوفد المغربي".&

وابلغ مساهل السفير المغربي بأن "الجزائر تنتظر اعتذارات من المغرب".&