صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيارته للمملكة العربية السعودية، وعقد عدة لقاءات قمة مع الزعماء الحاضرين، ومنهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويرى خبراء ودبلوماسيون أن انعقاد القمة في الرياض يمثل نجاحًا للدبلوماسية السعودية، وأنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات الإسلامية مع واشنطن، بعد نحو ثماني سنوات من التوتر في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

تشغل الأخبار الواردة من المملكة العربية السعودية العالم خلال الأيام الحالية، حيث تنعقد القمة الإسلامية الأميركية في العاصمة الرياض، وساهمت الدبلوماسية السعودية بالإضافة إلى العلاقات المتينة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والأميركي دونالد ترمب، في نجاح القمة، وإزالة التوتر الذي شهدته علاقة أميركا بدول المنطقة، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وحسب وجهة نظر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فإن زيارة ترمب للسعودية تؤشر على رغبة في فتح صفحة جديدة مع الرياض ودول المنطقة، بعد أن شهدت العلاقات الأميركية العربية توترًا واضحًا طوال فترة الرئيس السابق باراك أوباما، معتبرًا أنها تمثل أيضًا نجاحًا للسياسة&الخارجية السعودية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القمة سوف تنتج&عنها قرارات سياسية واقتصادية وأمنية، مشيرًا إلى أن هذه القرارات يجب استثمارها في تعميق العلاقات الأميركية الإسلامية، واستثمارها في خدمة القضايا العربية، ومنها القضية الفلسطينية، وحل القضية على أساس إقامة دولة فلسطينية.

بينما يرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، أن القمة العربية الإسلامية الأميركية، "تعتبر انتصارًا للدبلوماسية السعودية"، مشيرًا إلى أنها "استطاعت أن تجمع ثلاث قمم في آن واحد بالرياض، من إيجاد شراكة حقيقية لمحاربة الجماعات التكفيرية والإرهابية".

وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات له، أن "مواجهة الجماعات الإرهابية، أهم ملفات القمة العربية الإسلامية الأميركية".

ووفقًا لتصريحات رئيس لجنة شؤون الشرق الأوسط بحزب المحافظين، الدكتور إمام غريب، فإن أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية تأتي&في أنها تشمل ثلاث قمم أولها هي القمة الأميركية السعودية، والتي يغلب عليها الشق الاقتصادي.

وأضاف في تصريحات لـ"إيلاف": "أما القمة الأخرى فهي قمة أميركية خليجية تتناول التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وأخيرًا قمة أميركية إسلامية تتضمن اجتماع قادة العالم الإسلامي بالرئيس الأميركي ترمب لبحث سبل بناء شراكة أمنية لمكافحة الإرهاب والتصدي لسياسات إيران العدوانية، والتي تأتي&ضمن أهم أهداف تلك الزيارة التاريخية".

وذكر أن ترمب يهدف من الزيارة أيضًا&إلى "محاولة&تحسين صورته أمام العالم الإسلامي باختيار دولة بها أهم المعالم الإسلامية، وهي&السعودية لزيارتها والتخاطب من خلالها مع المسلمين، وذلك بعد سلسلة تصريحات معادية للمسلمين حول العالم خلال حملته الانتخابية وقبل وصوله إلى الحكم، وانتقد حينها الكثيرون سياسته الرامية للعداء مع المسلمين".

وأشار إلى أن "ترمب يسير على طريق المصالح المشتركة التي جعلته يغيّر من سياساته بعد الوصول إلى سدة الحكم، فمعظم قراراته التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية ما زالت مجمدة ولم ترق إلى حيز التنفيذ حتى الآن وتحديداً قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس تمهيدًا للاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل أمام العالم".

وفي ما يخص مشاركة مصر في القمة، قال غريب، إنها "تأتي&انطلاقًا من دورها المتفرد كدولة رائدة في الشرق الأوسط وقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها وهذا ظهر جليًا في اتصال ترمب بالسيسي قبل وصوله إلى السعودية لتأكيد حضوره في القمة"، مشيرًا إلى أن "مصر قبل أيام قليلة استضافت العاهل الأردني الملك عبد الله لتنسيق المواقف حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية حتى يكون الاتجاه واحداً".

ونبّه إلى أن "مصر تتطلع إلى تنمية وتوسيع آفاق التعاون بينها وبين البلدان المشاركة في القمة، بما يساهم في خروج القمة بنتائج تحقق الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن "مصر كانت سباقة في توطيد العلاقات السعودية الأميركية، فاستضافت الأراضي المصرية أول قمة أميركية سعودية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية في فبراير عام 1945 م بين الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت والملك السعودي عبد العزيز آل سعود على ظهر المدمرة الأميركية كونيسكي في قناة السويس".

وأعرب عن أمله في أن "تؤدي&هذه القمة إلى إحداث تقارب في&مسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثلما أكد "ترمب" ذلك قبيل مغادرته واشنطن، وعلى العرب أن يستفيدوا جيدًا من أن أي إدارة أميركية جديدة دائمًا ما تكرس الفترة الأولى من حكمها في محاولة لإيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي ويجب استغلال تلك الفرصة جيدًا".

وعقد الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والمصري عبد الفتاح السيسي اجتماعاً في الرياض الأحد، وأعلن فيه نيته زيارته مصر، وقال: "بالتأكيد سنضع هذا الأمر (زيارة مصر) على جدولنا في القريب العاجل". واصفًا السيسي بـ"الصديق"، مضيفاً "مررنا بالكثير معاً".

وقال ترمب إن "أمن مصر يبدو متيناً". ورد السيسي قائلًا: "مصر آمنة ومستقرة في ظل التعاون مع الولايات المتحدة".

وعلى طريقة الإشادة الدائمة، قال السيسي لترمب "أنت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل"، فرد عليه الرئيس الأميركي، وسط ضحكات الحاضرين، "أتفق معك في ذلك".

وزار السيسي واشنطن في شهر أبريل الماضي، والتقى ترمب الذي أشاد حينها بالرئيس المصري، قائلاً إنه "يقوم بعمل رائع" وسط ظروف "صعبة".

أجرى ترمب اتصالاً هاتفياً بالسيسي قبيل القمة بأيام، أكد خلاله على "قوة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، وحرصه على مواصلة تطوير الشراكة بين البلدين في كافة المجالات".

كما أعرب الرئيس ترمب، عن تطلعه للقاء الرئيس السيسي خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية المقرر عقدها في الرياض يوم 21 مايو الجاري، مشيراً إلى دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، ومثمناً جهودها في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة.
وأعلن الرئيس ترمب، كذلك خلال الاتصال، اعتزامه زيارة القاهرة في أقرب فرصة، مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

بينما أكد الرئيس السيسي على&حرص مصر على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ودفعها نحو آفاق أرحب، كما أكد تطلعه للقاء الرئيس ترمب خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، معرباً عن ترحيبه بزيارة الرئيس ترمب للقاهرة في أقرب فرصة لمواصلة التباحث حول سبل استعادة الاستقرار والتصدي للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.