القدس: واصل الرئيس الاميركي دونالد ترمب بعد وصوله الى اسرائيل الاثنين هجومه على ايران، مؤكدا انه لا يمكن السماح لها بحيازة سلاح نووي، الامر الذي من شأنه أن يلقى صدى ايجابيا جدا لدى اسرائيل التي، كما واشنطن، تتهم ايران برعاية الارهاب.

وزار ترمب القادم من السعودية كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس، كما زار حائط المبكى، ليصبح أول رئيس اميركي يزور هذا الموقع المقدس لدى اليهود والذي يسميه المسلمون البراق ويقع أسفل باحة الاقصى، اثناء وجوده في السلطة.

من جهة أخرى، تحدث الرئيس الاميركي عن "فرصة نادرة" لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، مشددا على "الروابط الصلبة" بين بلاده واسرائيل.

وقال ترمب في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس رؤوفين ريفلين بعد محادثات بينهما "يمكن للولايات المتحدة واسرائيل ان تعلنا بصوت واحد انه لا يجب السماح لايران ابدا بحيازة سلاح نووي، ابدا".

وتابع ان على ايران "أن توقف تمويل القتل وتدريب وتجهيز الارهابيين والميليشيات".

وقال ريفلين من جهته "علينا ان نضمن (...) الا نستيقظ في يوم على كابوس مع ايران وتنظيم الدولة الاسلامية وحماس على حدودنا".

ويواصل ترمب تصريحاته النارية ضد ايران منذ بدء جولته الخارجية الاولى بعد توليه منصبه في يناير الماضي.

ودعا في خطاب في القمة العربية الاسلامية الاميركية في الرياض في المحطة الاولى لجولته الاحد، كل الدول الى العمل من اجل "عزل" ايران، متهما الجمهورية الاسلامية بإذكاء "النزاعات الطائفية والارهاب".

ورد الرئيس الايراني حسن روحاني في أول مؤتمر صحافي عقده بعد إعادة انتخابه الجمعة لولاية ثانية، على مواقف ترمب بالقول ان قمة الرياض كانت "استعراضا" بدون "اي قيمة سياسية".

زيارة الى حائط المبكى

وفي كلمة ألقاها خلال حفل الاستقبال الذي أعد له في مطار تل أبيب قال ترمب "في رحلتي الاولى الى الخارج كرئيس، جئت الى هذه الارض المقدسة والقديمة لاعادة التأكيد على الروابط الصلبة بين الولايات المتحدة ودولة اسرائيل".

واضاف "امامنا فرصة نادرة لتحقيق الامن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة وشعبها، وهزم الارهاب وخلق مستقبل من الانسجام والازدهار والسلام. ولكن لا يمكننا الوصول هناك سوى بالعمل معا. لا توجد اي طريقة اخرى".

وبدأ ترمب مساء لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وكان الرئيس الاميركي زار بعد الظهر البلدة القديمة في القدس، حيث زار حائط المبكى.

ووضع ترمب الذي ارتدى قلنسوة يهودية تقليدية سوداء اللون، يده اليمنى على الحائط ثم قام، بحسب التقليد المتبع، بوضع ورقة بين حجارة الحائط. وعادة تتضمن الاوراق صلوات او أمنيات.

ثم قام الرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة بكتابة بعض العبارات على سجل الزوار الكبار، وفيها "كان شرفا عظيما. سلام".

وتوجه ترمب الى الموقع من دون ان يرافقه أي مسؤول اسرائيلي.

وتوجهت السيدة الاولى ميلانيا وابنة ترمب ايفانكا التي تشغل منصب مستشارة في البيت الابيض والتي اعتنقت اليهودية قبل زواجها من جاريد كوشنير، معا الى القسم المخصص للنساء في الحائط.

وقبل زيارة حائط المبكى، زار ترمب زوجته ميلانيا وتحت حماية امنية مشددة كنيسة القيامة وفيها ضريح يعود تاريخه الى القرن التاسع عشر، وبني على الموقع الذي يعتقد أنه قبر المسيح.

وتم تعزيز التدابير الامنية في المدينة، بينما قامت الشرطة الاسرائيلية بنشر نحو عشرة آلاف الاف شرطي. وتم اغلاق كافة ازقة وممرات البلدة القديمة.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وضمت الشطر الشرقي واعلنتها "عاصمتها الابدية والموحدة" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي لم يعترف كذلك في 1980 بإعلان "القدس الموحدة" عاصمة لإسرائيل.

ويرغب الفلسطينيون في ان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.

والثلاثاء، يزور ترمب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة لاجراء محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس. ثم يعود الى القدس لزيارة نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم)، و"متحف اسرائيل" حيث سيلقي خطابا.

وتسعى إدارة ترمب التي تبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، الى دفع الجانبين الى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام.

وأقرت الحكومة الاسرائيلية مساء الاحد سلسلة إجراءات لتسهيل حياة الفلسطينيين ودعم اقتصادهم، بناء على طلب من &ترمب.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في أبريل 2014.

وتخيم على رحلة ترمب ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير اف بي آي فضلا عن التحقيق بوجود صلات بين اعضاء من فريقه وروسيا.

وبالاضافة الى ذلك، تلقي الانباء عن نقل ترمب معلومات استخباراتية حساسة مصدرها اسرائيل الى مسؤولين روس، بظلالها على الزيارة.

وسعى ترمب مساء الاثنين بحضور نتانياهو، الى التقليل من حجم فضيحة المعلومات الاستخباراتية التي قام بتمريرها الى المسؤولين الروس. وقال "لم أذكر ابدا كلمة او اسم اسرائيل. لم يذكر هذا ابدا خلال تلك المحادثة".

واضاف "جميعهم يقولون انني قمت بذلك (...) لم اذكر كلمة اسرائيل".

وقال نتانياهو للصحافيين ان "التعاون الاستخباراتي رائع" بين البلدين، موضحا انه "لم يكن يوما افضل" من الان.