خرجت يوم 21 مايو/آيار 2017 اخر دفعة من مقاتلي المعارضة واسرهم من "حي الوعر" في مدينة حمص السورية، "عاصمة الثورة" كما كانت تسميها المعارضة، وبسطت الحكومة سيطرتها على كافة احياء المدينة التي كانت من اوائل المدن السورية التي انضمت الى المظاهرات والاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

واعلنت الحكومة ان حمص «خالية من السلاح والمسلحين» بعد مغادرة الحافلات ليكتمل بذلك اتفاق يعيد سيطرتها على المدينة للمرة الأولى منذ بداية الاحداث في سوريا اوائل 2011.

مدينة حمص هي صورة مصغرة لسوريا، فمن ناحية التنوع الديني تضم نسبة ليست بقليلة من مختلف الطوائف المسيحية إلى جانب الأقلية العلوية وغالبية سنية كما أن ريفها الذي يمتد حتى مدينة تدمر في قلب الصحراء السورية يضم عددا كبيرا من العشائر السورية الكبيرة من حيث العدد والنفوذ.

وتضم المدينة ضريح القائد العسكري والصحابي خالد بن الوليد ولهذا السبب يطلق عليها كثيرا لقب مدينة "ابن الوليد".

خرج من المدينة عدد من كبار الشخصيات السياسية خلال القرن العشرين من بينهم رؤوساء جمهورية مثل شكري القوتلي ونور الدين الاتاسي كما ينحدر منها السجين السياسي الأشهر في سورية والزعيم اليساري، رياض الترك، وينتمي اليها أيضا احد الزعماء التاريخيين لجماعة الإخوان المسلمين في سورية مصطفى السباعي.

وتضم المحافظة عددا كبيرا من المنشآت والقواعد العسكرية مثل الكلية الحربية والمؤسسات الاقتصادية الحيوية مثل مصفاة النفط ومعامل الأسمدة والاسمنت ومحطات توليد الكهرباء.

نقل مسلحي المعارضة
EPA
بخروج المعارضة باتت المدينة بكاملها تحت سيطرة الحكومة

محطات رئيسية

  • في 18 ابريل/نيسان 2011 قتل ما بين 200 الى 300 شخص في فض اعتصام "ساحة الساعة" وشهدت المدينة ظهور ما يسمى بالجيش الحر الذي ضم عددا من الضباط المنشقين عن الجيش النظامي.
  • في مايو/أيار 2011 قامت القوات الحكومية بنشر الدبابات في احياء المدينة للسيطرة على الاوضاع المضطربة.
  • بحلول اواخر 2011 خرجت عدة احياء عن سيطرة النظام مثل "باب عمرو" و "الخالدية" و"دير بعلبة" والبلدة القديمة واحياء اخرى.
  • في 29 اكتوبر/تشرين الاول 2011 بدأت القوات الحكومية حملة عسكرية عنيفة على الاجياء الخارجة عن سيطرتها.
  • في 3 فبراير/شباط 2012 حدثت "مجزرة الخالدية" التي قتل فيها 340 شخصا الى جانب 1800 جريح.
  • في اليوم التالي شن الجيش الحكومي حملة قصف على حي باب عمرو لمدة شهر ادى الى تدمير معظم الحي ومقتل 700 شخص واجبر المعارضة على الانسحاب منه.
  • مقتل الصحفية الامريكية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك في 22 فبراير/شباط 2012 جراء قصف القوات الحكومية للحي.
  • بحلول مايو/ايار 2012 سيطرت المعارضة على ما بين 15 الى 20 بالمائة من المدينة من بنيها الاحياء القديمة وبعد شهر بدأت الحكومة بفرض حصار على الاحياء الخارجة عن سيطرتها وفي كانون الاول/ديسمبر 2012 تمكنت القوات الحكومية من استعادة حي "دير بعلبة".
  • مارس/آذار 2013 شنت قوات الامن هجوما واسعا لكنه فشل في تحقيق اهدافه بعد وصول تعزيزات لقوات المعارضة من منطقة "القصير" الخارجة عن سيطرة الحكومة .
  • في اواسط 2013 ارسل "حزب الله" اللبناني مقاتلين للقتال الى جانب القوات الحكومية وبحلول يونيو/حزيران استعادت القوات الحكومية السيطرة على "القصير" بمساعدة حزب الله وبعد ذلك شنت قوات الحكومة حملة جديدة بهدف استعادة حي "الخالدية" ونجحت بذلك بحلول نهاية يوليو/تموز 2013.
  • بنهاية يناير/كانون الثاني 2014 كان في المدينة القديمة الواقعة تحت سيطرة المعارضة حوالي 3 آلاف مدني، وسط حصار خانق وانعدام تام للامدادات الاساسية مثل الدواء والغذاء مع استمرار القصف الجوي والمدفعي منذ اواسط 2012.
  • في فبراير/شباط 2014 توصل محافظ حمص طلال برازي وممثل الامم المتحدة المقيم في دمشق يعقوب الحلو الى اتفاق بوقف اطلاق نار مؤقت للسماح بخروج المدنيين من الحي القديم قام بموجبه الهلال الاحمر السوري باخراج 1400 مدني من الحي.
  • في الشهر التالي بدت المعارك تقترب من نهايتها في المدينة مع موافقة من بقي من مقاتلي المعارضة في المدينة القديمة على الانسحاب منها بموجب اتفاق برعاية الامم المتحدة. ادى الاتفاق الى بروز خلافات في صفوف مقاتلي المعارضة حيث رفضته "جبهة النصرة" التي شنت سلسلة من الهجمات الانتحارية بغية فك الحصار عن المدينة القديمة لكنها فشلت في ذلك.
  • في مايو/آيار 2015 خرج نحو 2000 من مقاتلي المعارضة من المدينة القديمة مع اسرهم الى ريف المحافظة فيما توجه اخرون الى حي الوعر اخر جيوب المعارضة.
  • اواخر عام 2015 بدأت المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية حول اخلاء حي الوعر الخاضع للحصار منذ عام 2013، بواسطة وجهاء الحي حيث غادرت اول دفعة من المسلحين في التاسع من كانون الاول/ ديسمبر 2015 في اطار المرحلة الاولى من الاتفاق.
  • منذ اواخر 2015 وحتى ايام قليلة خلت جرت محاولات كثيرة لانجاز اتفاق خروج المقاتلين من الحي مقابل رفع الحصار عنه ووقف القصف، لكنها لم تتكلل بالنجاح الى ان تم التوصل الى اتفاق جديد في شهر مارس/آاذار من العام الحالي برعاية روسية تم بموجبه اخلاء الحي من جميع المسلحين وذلك بنقلهم الى مناطق سيطرة المعارضة بينما وافق المئات منهم على تسوية اوضاعهم في اطار ما تصفه الحكومة بالمصالحات.