في باحة مدرسة في مدينة عين عيسى الواقعة في محافظة الرقة، معقل "الجهاديين" في سوريا، تجمع عشرات من الشبان الثلاثاء بلباس عسكري أخضر، محتفلين بإنهائهم دورة إعداد عناصر شرطة محلية بإشراف التحالف الدولي بقيادة أميركية.&

إيلاف - متابعة: وضع الشبان على أكتافهم، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس، شارة زرقاء، يتوسطها نسر وعبارة "قوى الأمن الداخلي الرقة".&

وقفوا في باحة المدرسة، حيث أدّوا اليمين، متعهدين الحفاظ على بلدهم وشعبهم، قبل أن يتسلموا أسلحتهم الفردية من طراز كلاشنيكوف، بحضور مدرّبين أميركيين وأردنيين من التحالف الدولي ومسؤولين من مجلس الرقة المدني، الذي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية تشكيله في الشهر الماضي مع ممثلين لمكونات محافظة الرقة.

إدارة مدنية
وقال مسؤول العلاقات العامة في مجلس الرقة المدني عمر علوش لفرانس برس، إنه تم تخريج "خمسين شابًا من أبناء أرياف الرقة تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 عامًا، بعدما خضعوا لدورة استمرت سبعة أيام بإشراف أمنيين أميركيين وأردنيين من التحالف الدولي ضد داعش".

يتبع عناصر الشرطة المحلية، وهم من أبناء المحافظة العرب، لمجلس الرقة المدني، الذي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية عربية، تشكيله مع ممثلين لأعيان ومكونات محافظة الرقة في 18 إبريل، على أن يضطلع بمهمة إدارة مدينة الرقة وريفها بعد طرد "الجهاديين" منها.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية منذ نوفمبر هجومًا واسعًا لطرد "الجهاديين" من محافظة الرقة. وتمكنت منذ ذلك الحين من التقدم على جبهات عدة، تحديدًا من الجهتين الشمالية والشرقية، حيث باتت في بعض النقاط على بعد كيلومترات عدة من مدينة الرقة، معقل "الجهاديين".

3000 شاب
يأتي تخريج الدفعة الأولى وفق علوش في إطار خطة "لتدريب ثلاثة آلاف شاب لضمان الأمن والاستقرار في المناطق المحررة في الرقة"، مضيفًا إنه "سيبدأ تدريب الدفعة الثانية خلال الأسبوع المقبل، وهكذا دواليك، إلى أن نصل إلى العدد المطلوب". وأوضح أن "التحالف الدولي هو الذي يتحمل مسؤولية تدريب هؤلاء العناصر وتزويدهم بالمعدات".

ويقدم التحالف الدولي بقيادة واشنطن دعمًا مباشرًا إلى قوات سوريا الديموقراطية في هجومها ضد "الجهاديين" عبر توفير الدعم الجوي لعملياتها ونشر مستشارين على الأرض.

وأوضح أحد المدربين في التحالف الدولي، وهو أردني، رفض كشف اسمه لفرانس برس، أن عناصر الشرطة "تلقوا تدريبات مكثفة حول كيفية تسيير الدوريات، وفك الاحتكاك، والتعامل مع السيارات المفخخة والانتحاريين، وكيفية التعامل على الحواجز".

وبحسب قياديين محليين، فإن عددًا من هؤلاء الشبان كانوا قد انضموا في وقت سابق إلى قوات الأمن الداخلي الكردية، في حين أن بعضهم الآخر كان قد ترك منطقته مع سيطرة "الجهاديين" عليها.

حقبة ما بعد داعش
وقال قمر المعدان (26 عامًا)، وهو من بلدة تل السمن، التي تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من طرد "الجهاديين" منها في الفترة الأخيرة، لفرانس برس: "كنت أعمل في لبنان.. وعدت إلى بلدتي بعد تحريرها، لأشارك في حفظ الأمن"، مضيفًا: "تلقينا تدريبات مكثفة على التعامل مع السلاح والحواجز والسيارات المفخخة...".

وأعرب عن فرحه لكونه في عداد الدفعة الأولى من الشرطة، وقال: "عدت لأشارك في حفظ الأمن. يجب أن يتوقف سيل الدماء، وتنتهي حقبة الظلم التي أحدثها داعش طيلة سنوات الحرب".