إيلاف من لندن: شكل وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي الاربعاء لجنة تحقيقية في مدى صحة تقرير اخباري أوردته "مجلة دير شبيغل" الألمانية وما تضمنه من معلومات تفيد بوجود حالات لانتهاك حقوق الإنسان في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من قبل قوات الرد السريع التابعة للوزارة.&

وقال الناطق الرسمي للوزارة العميد سعد معن انه "في إطار سياسة الوضوح والشفافية وعدم إخفاء المعلومات وإظهارها كما هي للرأي العام دونما تزويق أو تحريف فقد امر الوزير بتشكيل لجنة تحقيقية في مدى صحة التقرير الإخباري الذي أوردته المجلة".&

وأشار في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه إلى أن وزير الداخلية اوعز وزير الداخلية للقائمين بالتحقيق بالتحري الواضح والنزيه وعرض الحقائق أمام أنظاره حال اكتمالها لاتخاذ الإجراءات القانونية وفق قوانين وزارة الداخلية النافذة بحق المقصرين إن اثبت التحقيق ذلك.

انتهاكات واغتصاب

ويأتي هذا التحقيق للسلطات العراقية إثر كشف صحيفة "دير شبيغل" الألمانية لانتهاكات وصفتها بالجسيمة ارتكبتها قوات الشرطة الاتحادية ولواء الرد السريع التابعين لوزارة الداخلية العراقية في الموصل.
وأوضحت صور للمجلة في تقرير أعده وصوّره الصحافي والمصور الكردي علي اركادي أن إمرأة تعرضت للاغتصاب خلال حملة مداهمات نفذتها قوة من لواء الرد السريع.

وأشارت المجلة إلى أن هناك تنافسا بين لواء الرد السريع والشرطة الاتحادية على اغتصاب النساء.

وأوضح التقرير "أن الأميركيين على دراية تامة بما تفعله القوات الأمنية" ونقل عن ضابط أميركي قوله لنظرائه العراقيين بعد حادثة اغتصاب "حسناً أنتم تعرفون ما تفعلون". واكد مقتل شقيقين اثنين تحت التعذيب في مدينة بازوايا التابعة لمحافظة نينوى على يد جنود متخصصين بالتعذيب تابعين للواء الرد السريع. وكشف التقرير عن حالات تعذيب لمدنيين من العرب السنة تم اعتقالهم أثناء فرارهم من المعارك التي شهدتها مدينة حمام العليل، قبل عدة أشهر. ووثق صورة لاب أعدمت القوات الأمنية ابنه البالغ من العمر ستة عشر عاماً أمام عينيه.

والتقى مراسل الصحيفة، في مدينة طوز خورماتو التابعة لمحافظة كركوك أقارب مختطفين من العرب السنة. ووصف التقرير افراد القوات الأمنية بأنهم "ليسوا أبطالا، لكن وحوشا" في رد على أصل المهمة التي أطلقت عليها القوات الأمنية اسم "ابطال لا مخربين".&

ووصفت مسؤولة في منظمة "هيومان رايتس واتش" التقرير بأنه تضمن معلومات تؤكد "الانتهاكات الفظيعة"وتساءلت عن قدرة حكومة بغداد على مواجهة هذه الحقائق.

أما محمد الشيخلي مدير "المركز العربي للعدالة" فقد قال ان التقرير "أوضح بما لا يقبل الشك منهجية ممارسة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان من قبل القوات الأمنية والميليشيات المتحالفة معها نتيجة غياب المساءلة القضائية للمسؤولين عن هذه الانتهاكات المتكررة" كما نقلت عنه صحيفة القدس العربي.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل على "محاسبة هؤلاء المجرمين وفقا لما ورد باتفاقية روما لعام 1998 والتي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية". وأضاف أن "ما ورد من ادلة في تقرير دير شبيغل يثبت الادعاءات الفظيعة للضحايا الذين يتعرضون لجرائم تصل إلى جرائم ضد الإنسانية".&

وأشار إلى أنّ اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 والمتعلقة بالتعامل مع الاسرى تحضر وتمنع تنفيذ أي أعدامات بحق الاسرى. ورأى أن هذه الانتهاكات تندرج في إطار عمليات تطهير عنصري وعمليات تهجير طائفي تمارسها الميليشيات بحق سكان الموصل لتنفيذ جريمة التغيير الديموغرافي.
&
قوات الرد السريع ترد نافية

ومن جانبها نفت قوات الرد السريع تقرير "ديرشبيغل" واصفة اياه بأنه "مدعوم بصور مفبركة وغير حقيقية وأنه تم من قبل أقلام صفراء مأجورة لتشويه الحقائق وخلط الأوراق بغية التشويش على الرأي العام ودعم العدو".

&وأكدت أن "قوات الرد السريع تحتفظ بحق الرد عبر القنوات القانونية وذلك بتقديم دعوى&قضائية ضد الوكالة ومراسلها بعد أن «قامت بتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام بحسب قولها.. مبينة ً أن قوات الرد السريع هي "منظومة أمنية تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية وواجبها هو مطاردة فلول داعش وتطهير مدينة الحدباء وليس كما ادعى التقرير".

وأضافت قيادة الرد السريع أنها "حريصة كل الحرص بل وأمينة على حماية المدنيين من أهالي نينوى وتقوم بحماية الإنسان قبل الأرض وخير دليل هو ما تقوم به قوات الرد السريع من عمل وجهد إنساني في مساعدة وإغاثة المدنيين".&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة تخوض عمليات عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش حيث تمكنت في 24 من يناير الماضي من تحرير الجانب الايسر الشؤقي من المدينة فيما اطلقت في 19 فبراير صفحة جديدة من العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيمن الغربي للمدينة الذي تحرر معظمه ولم تتبق منه غير الاحياء القديمة المكتظة بالسكان والذي تتقدم فيه القوات ببطء حاليا حفاظا على ارواح المدنيين المتبقين في آخر أحياء المدينة القديمة.&
&