لندن: اعلنت الشرطة البريطانية الاربعاء اعتقال شخص خامس في إطار التحقيق في اعتداء مانشستر، في بلدة قرب ويغان (شمال غرب).

واوضح بيان ان هذا الشخص "كان بحوزته حزمة ندقق فيها". وكان أربعة آخرون قيد الاحتجاز الأربعاء، بينهم ثلاثة اعتقلوا خلال الليل جنوب مانشستر، والرابع الثلاثاء.

وتلاحق السلطات البريطانية الاربعاء شبكة جهادية يشتبه في أنها كانت وراء الهجوم الانتحاري على صالة احتفالات في مانشستر.

وانتشر رجال الشرطة حول مواقع رئيسة في بريطانيا بموجب حالة التأهب القصوى التي أعلنت في البلاد، فيما يسعى المحققون إلى جمع المعلومات لآخر تحركات الانتحاري سلمان عبيدي، المولود في بريطانيا الذي ترك الجامعة قبل أن ينهي دراسته، وفر والداه من نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. 

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة الصاعق الذي قيل أنه حمله في يده اليسرى، وشظايا بينها مسامير وصوامل وبقايا حقيبة ظهر زرقاء تحمل علامة "كاريمور" التجارية البريطانية للمعدات الرياضية الرخيصة. وفي العاصمة الليبية طرابلس اعلن متحدث باسم وحدة تابعة لأجهزة الأمن الليبية لفرانس برس اعتقال والد منفذ هجوم مانشستر الاربعاء.

وقال ان شقيق مرتكب اعتداء مانشستر كان يعرف مسبقا بالمخطط وان شقيقيه ينتميان الى تنظيم داعش. واعلنت قوة الردع من الشرطة على فيسبوك ان هشام عبيدي الذي اعتقل امس "أفاد أنه ينتمي الى تنظيم الدولة (الاسلامية) برفقة شقيقه المدعو سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر، واعترف بتواجده في بريطانيا أثناء فترة التحضير واتضح أنه على دراية تامة بتفاصيل هذه العملية الإرهابية".

وقد اعلن وزير فرنسي أن عبيدي أصبح متطرفا في سوريا. وصرح إيان هوبكنز قائد شرطة مانشستر للصحافيين الاربعاء أنه "من الواضح جدا ان التحقيق يتناول شبكة" مضيفا أنه تم احتجاز أربعة أشخاص في اطار التحقيق. واعلن تنظيم داعش مسؤولية عن الهجوم على صالة مانشستر آرينا ما أدى الى مقتل 22 شخصا من بينهم طفلة عمرها 8 أعوام، وتوعد بشن المزيد من الهجمات. 

وذكر مسؤولون أن عبيدي (22عاما) كان معروفا من أجهزة الاستخبارات قبل الاعتداء على الصالة في نهاية حفل للمغنية الاميركية أريانا غراندي، وحذروا من أن هجوم آخر ربما يكون "وشيكا". وعقب اعتقال شاب عمره 23 عاما الثلاثاء، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت ثلاثة أخرين الاربعاء في جنوب مانشستر، حيث كان عبيدي يعيش كما اعتقلت خامسا في وقت لاحق.

وقامت الشرطة بعملية دهم في وسط مدينة مانشستر الاربعاء قالت أنها أغلقت خلالها خط سكك حديد مجاور "لفترة وجيزة". 
وانتشر مئات الجنود البريطانيين المسلحين الأربعاء في محيط المواقع الرئيسة في البلاد بينها البرلمان وقصر باكنغهام والسفارات الأجنبية في لندن في مشهد غير معتاد في شوارع بريطانيا منذ انتهاء نزاع ايرلندا الشمالية في التسعينات. 

وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لشبكة "بي اف ام تي في" أنه وفقا لما أوضحته أجهزة الاستخبارات البريطانية للجانب الفرنسي، فإن المشتبه به "نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة الى ليبيا، ثم على الارجح الى سوريا، اصبح متطرفا وقرر تنفيذ هذا الاعتداء". وأضاف "في جميع الاحوال، ان صلاته بداعش مؤكدة". 

من جهتها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع حالة التأهب ليل الثلاثاء إلى "حرجة"، وهي أقصى درجة، للمرة الاولى منذ يونيو 2007، حين وقع هجوم في مطار غلاسكو. وتم الأربعاء إلغاء مراسم تبديل الحرس التي تجري عادة قرب قصر باكنغهام وتعد نقطة جذب سياحي فيما علق البرلمان جميع المناسبات العامة.

والغى نادي تشيلسي لكرة القدم احتفالاته بالفوز في الدوري الاحد لانه يرى أن الظروف الحالية تجعل منها "غير مناسبة". وسيرتدي لاعبو "مانشستر يونايتد" عصابات سوداء على أذرعهم في نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" أمام إياكس امستردام الهولندي في السويد.

ترتيل مع الملائكة
الاعتداء هو الاكثر دموية في بريطانيا منذ 7 يوليو 2005 حين فجر أربعة انتحاريين انفسهم في شبكة مواصلات لندن خلال وقت الذروة ما ادى الى مقتل 52 شخصا. وتم تأكيد أن زوجين بولنديين يقيمان في بريطانيا بين ضحايا هجوم مانشستر، إضافة إلى أوليفيا كامبل، البالغة من العمر 15 عاما والتي أصدرت والدتها دعوات تفطر القلب للمساعدة عندما كانت لا تزال ابنتها مفقودة. 

وكتبت شارلوت كامبل أمام صورة لابنتها على موقع فايسبوك "أرقدي بسلام يا ابنتي الحبيبة الغالية والرائعة اوليفيا كامبل التي رحلت عنا باكرا جدا. اذهبي لترتلي مع الملائكة واستمري بالابتسام، والدتك تحبك كثيرا". ونقل 64 شخصا إلى المستشفى حالات 20 واحدا منهم حرجة. وبين المصابين 12 تحت سن الـ16. 

من ناحيتها، نشرت صحيفة "ذي صن" الأكثر مبيعا في بريطانيا صورا الأربعاء للطفلة سافي روز روسوس البالغة من العمر ثمانية أعوام التي لقيت حتفها في الهجوم كتب فوقها "طاهرة"، إضافة إلى صورة لعبيدي كتب فوقها "شر". 

وتم الكشف عن خطة نشر الجيش التي لم تطبق قط في السابق والمعروفة باسم "عملية تيمبرير" لأول مرة عقب هجمات باريس الإرهابية التي وقعت في نوفمبر عام 2015. ويعتقد أن العملية تسمح بنشر خمسة آلاف جندي حدا أقصى. وكانت آخر مرة نشر فيها الجيش في الشوارع البريطانية بعد مخطط محتمل لتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عام 2003. وأعلنت الشرطة البريطانية عن اجراءات أمنية إضافية لحماية مناسبات رياضية مقبلة بينها المباراة النهائية السبت في كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.