نصر المجالي: قال والد منفّذ هجوم مانشستر، الأربعاء، إن ابنه سلمان رمضان عبيدي، البالغ من العمر 22 عاماً، بريء من الحادث الإرهابي في مانشستر، مؤكّداً أن الشرطة البريطانية اعتقلت نجله الثاني.

وكشف رمضان بلقاسم العبيدي في اتصال هاتفي مع وكالة أسوشييتد برس، من طرابلس، أنه تحدّث مع سلمان عبر الهاتف قبل 5 أيام من الهجوم الدامي، وبدا طبيعياً جداً، مضيفاً أن عائلته لا تؤمن بالعنف وقتل الأبرياء.

كما أكّد أن ابنه زار ليبيا قبل شهر ونصف، وكان يعتزم العودة مجدّداً بهدف تمضية شهر رمضان مع العائلة. وكشف أنه تم توقيف ابنه البكر إسماعيل، صباح الثلاثاء، في بريطانيا.

وفقا لمؤسسة (كولام) البحثية التي لها مكتب في طرابلس فقد غادر والد عبيدي إلى لندن في 1992 وانضم إلى الجماعة الليبية المقاتلة الإسلامية في عام 1994، وتم تعيينه بعد عودته الى ليبيا مديرا اداريا لقوات الأمن المركزية في طرابلس.

منشق عن القذافي

يشار إلى أن رمضان العبيدي معروف لدى الأجهزة الأمنية في ليبيا إبان فترة حكم نظام القذافي، فهو رجل أمن انشق عن نظام القذافي، وأصبح من المطلوبين بعد انخراطه في صفوف جماعة ليبية مقاتلة مصنفة تنظيماً إرهابياً.

وكشفت وثيقة نشرتها صحف ليبية صادرة عن الأمن الداخلي في النظام السابق أن العبيدي وضع على قائمة المطلوبين المفتش عنهم، بعد انخراطه في الجماعة الليبية المقاتلة فرع طرابلس.&

دراسة عسكرية

&ولد رمضان العبيدي في منطقة القبة شرق البلاد في ديسمبر 1965 قبل ان ينتقل الى طرابلس بداية الثمانينات لاستكمال دراسته العسكرية وفي عام 1987 تخرج من الكلية العسكرية حاملا رتبة رئيس عرفاء، واثناء دراسته في طرابلس تعرف الى صديقه "محمد العماري زايد" احد الناشطين في الجماعة الاسلامية المقاتلة (العماري نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق حاليا) وعن طريقه انخرط في نشاطات الجماعة.

وبعد تضييق نظام القذافي على الجماعة هاجر العبيدي صحبة العماري واثنين آخرين من اعضاء الجماعة سرا الى السودان ووصلا الى عام 1991م الى بريطانيا وتحصل على اللجوء بحجة كونه ضابطًا في قوات الجيش الليبي واضطر للهرب من ليبيا بسبب معارضته لحكم القذافي.

رجل اتصالات

لم يعرف عنه مشاركة في نشاطات الجماعة القتالية في افغانستان وغيرها لكن برز كرجل اتصالات ناجح في اوساط الجماعة وعن طريق مهمته هذه تعرف الى الكثير من قيادات الجماعة الذين ارتبط بعلاقة وثيقة معهم كأمير الجماعة عبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي وخالد الشريف وغيرهم.

اثر اعلان قيادات الجماعة الاسلامية المقاتلة في سجون القذافي عن مراجعاتها الفكرية وتخليها عن السلاح كان العبيدي من ضمن المجموعات المنتمية للجماعة التي رجعت الى ليبيا 2008، ومنذ ذلك التاريخ استقر العبيدي في شقته في حي بن غشير وسط العاصمة ومارس اعمال التجارة.

ثورة فبراير

برز رمضان العبيدي مجددا اثر اندلاع ثورة فبراير ضد نظام القذافي السابق من خلال تواجده في غرف نشاط الجماعة المتجدد في تونس ومنها الى الجبل الغربي لينتهي به المقام مجددا في طرابلس اثر سقوط النظام.

لم يعرف عن العبيدي اي نشاط سياسي او قتالي طيلة المدة الماضية لكن الخلافات التي حدثت في صفوف الجماعة المقاتلة اثر اعلان اميرها عبد الحكيم بلحاج عن تأسيس حزب الوطن انضم العبيدي لجناح قيادي بارز في الجماعة انشق عنها ليؤسس حزبا سياسيا عرف باسم حزب الامة ولم يتحصل على نتائج في انتخابات عام 2012م البرلمانية تخوله الحصول على مقاعد في المؤتمر الوطني العام.

لكن العبيدي كان من الشخصيات النشطة في جناح سامي الساعدي الذي تمكن من احتواء المفتي المعزول "الصادق الغرياني" وشخصيات قاعدية أخرى مثل عبد الوهاب القايد شقيق "ابويحيى الليبي" نائب اسامة بن لادن في تنظيم القاعدة.

فجر ليبيا&

وفي عام 2014 كان العبيدي من ضمن الشخصيات المحرضة على انقلاب عسكري في طرابلس عرف فيما بعد باسم عملية (فجر ليبيا)، وفي عام 2013 واثر قيام فريق كوماندوز اميركي باعتقال ابوانس الليبي المتهم في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي اعلن العبيدي احتجاجه على حسبه في فيسبوك على الحادث معتبرا ابو انس "مجاهدا بطلا" ووضع صورته كتعريف على حسابه الشخصي.

وبعد الاعلان عن هوية منفذ تفجير مانشستر أكدت مصادر مطلعة اختفاء "العبيدي" من سكنه في طرابلس في حي الاندلس حيث كان يقيم منذ عام 2012 في فيلا خاصة به دون معرفة مصيره حتى الان.