إيلاف من عدن: غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ العاصمة صنعاء بعد زيارة إستغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها رئيس حكومة تحالف الحوثي وصالح، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، وعدداً من مسؤولي جناح الرئيس السابق علي صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام.

مصدر دبلوماسي عامل في وزارة الخارجية في الحكومة&الشرعية كشف عن فشل المبعوث الاممي في مهمته. وقال في تصريح خاص لـ"إيلاف" إن كل الملفات التي ناقشها ولد الشيخ مع حكام صنعاء كان مصيرها الاخفاق والفشل، مشيرًا الى ان حكام الامر الواقع في صنعاء تعاملوا بصلف وعنجهية مع المبعوث الاممي.

واضاف المصدر الدبلوماسي أن الملف الوحيد الذي شهد بعض التقدم هو ملف المساعدات الانسانية، وخاصة ما يتعلق بالدعم الدولي لمرضى الكوليرا، مشيرًا الى ان هناك اتفاقاً يقضي بالتزام حكومة الامر الواقع في صنعاء بتسهيل عمليات الاغاثة الانسانية وعدم مصادرة أي كميات منها، او الاعتداء على الموظفين الامميين العاملين في المنظمات الانسانية.

لا هدنة&

واستبعد المصدر أي اتفاق بشأن سريان هدنة بين طرفي الحرب خلال شهر رمضان، لافتًا الى ان الانقلابيين اشترطوا مقابل الهدنة انسحاب قوات الجيش الوطني والمقاومة من بعض المواقع العسكرية في محافظتي تعز وحجة، بالاضافة الى فتح المجال الجوي في مطار صنعاء بشكل يومي، وهي أمور اعتبرها ولد الشيخ شروطاً تعجيزية، ولن يقبل بها الطرف الآخر.

يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني أن "زيارة المبعوث الدولي &الى صنعاء للقاء الانقلابيين أتت لحل &قضايا رئيسية، اولها المشاركة في الجهود الدولية لمواجهة مرض الكوليرا، الذي ينتشر في اليمن وبالذات المناطق السكانية الخاضعة للانقلابيين الحوثيين وصالح".

ويستدرك الهدياني قائلاً: "هذه هي اللافتة الانسانية البراقة التي يستغلها المبعوث الدولي، لكنه يهدف الى تحقيق ما هو اهم من مواجهة الكوليرا، وهو منع معركة السيطرة على ميناء الحديدة، التي اكملت قوات الشرعية والتحالف العربي تجهيزات استعادتها من قوات الحوثي وصالح".

أضاف: "بالجهود الدولية عبر منظمة الصحة العالمية لمواجهة الكوليرا وتأخير معركة الحديدة، يحاول ولد الشيخ تثبيت هدنة خلال شهر رمضان، كما ويأمل في اقناع طرفي الحرب بالجلوس على طاولة الحوار في الكويت، والوصول لحل سياسي للأزمة القائمة".&

يتابع متسائلاً: "لكن هل ينجح المبعوث الدولي في مهمته بناء على تكرار فشل الحوارات السابقة في جنيف 1 و 2 والكويت 1؟ الوضع معقد للغاية والأطراف لم تقتنع اصلاً بالحل السياسي، وخيار الحرب هو البارز في الوقت الحالي".

البنك المركزي&

وحول البنك المركزي، يرى الهدياني أن المبعوث الدولي تحدث مع سلطة الامر الواقع في صنعاء (الحوثي وصالح) لمعرفة مدى قيام الحكومة الشرعية بواجباتها المتفق عليها مع المجتمع الدولي في حيادية البنك المركزي، وهل أوصلت المرتبات للموظفين في المحافظات التي تقع تحت سلطة الحوثي وصالح، مشيرًا الى ان &المبعوث الدولي يعمل على حل الاشكالات بين الجانبين (الحكومة الشرعية وسلطة الانقلابيين)، كاشفًا عن &تبريرات الحكومة الشرعية التي تدعي بأن هناك جملة من المعوقات طرفها الانقلابيون، وهي توريد الضرائب وبعض الالتزامات المالية &للبنك للمركزي في عدن مقابل التزام الحكومة الشرعية بدفع المرتبات.

مساعي ولد الشيخ&

وكان &المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ قد التقى طرفي الانقلاب الحاكم لمحافظات شمال اليمن، جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك لبحث جهود استئناف مشاورات السلام.

وبحسب وسائل إعلام يمنية ودولية، سعى ولد الشيخ الى منع أي هجوم على ميناء الحديدة على البحر الاحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون، والحفاظ على استقلال البنك المركزي كي يتسنى له دفع رواتب الموظفين من طرفي الصراع.

ونقلت وكالة رويترز عن ولد الشيخ أحمد قوله للصحافيين لدى وصوله إلى مطار صنعاء قبل يومين: "القضية الأولى التي جئت من أجلها هو أن نتجنب بكل الطرق أن تكون هناك عملية عسكرية على الحديدة".

أضاف: "أنتم تعلمون أن حالات الكوليرا اليوم زادت على 25 ألف حالة، وهناك في أقل من أسبوعين عدد كثير من القتلى". مشيرًا إلى أن "البنك المركزي مفترض أن يبقى مستقلاً وملكاً لجميع اليمنيين، وأن تصل الرواتب لجميع الموظفين".

محاولة اغتيال&

يذكر ان المبعوث الأممي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال لدى وصوله إلى صنعاء اول امس من قبل مسلحي الحوثي.&

وقالت &وزارة الخارجية &في بيان إدانة، نشرته وكالة انباء سبا الناطقة باسم الحكومة الشرعية: "موكب ولد الشيخ تعرض لإطلاق نار بصورة مباشرة بالقرب من مطار صنعاء من قبل عناصر تابعة للانقلابيين، محملة قوى الانقلاب كامل المسؤولية على هذا الاعتداء البربري على المبعوث الاممي".&

وأضاف البيان: "لا يمكن لأي طرف ان ينفذ هكذا اعتداء في قلب العاصمة صنعاء، التي تحكمها القوى الانقلابية بالحديد والنار دون ترتيب وتنسيق مسبق مع القيادات العليا لقوى الانقلاب".&