«إيلاف» من برلين: أعلنت الصين عن بدء الحفريات الضرورية في قاع المحيط لاستغلال الثلج الملتهب كمصدر جديد للغاز. ويبدو ان الصين استخدمت تقنية جديدة لتقليل كلفة استخراج هيدرات الميثان من على سواحلها.

وبدأت الصين استغلال الثلج الملتهب من خلال الحفريات في بحر الصين الجنوبي على عمق 1266 متراً. ونقلت وكالة أنباء الصين "زينهوا" أن الحفريات، منذ شهر مارس الماضي، نجحت في كسب 16ألف متر مكعب من غاز الميثان يومياً كمعدل.

يقدر الخبراء أن غاز الميثان في أعماق البحر، الذي يتواجد بشكل"ثلج ملتهب"، اكبر10 مرات من كميات الغاز المتوفرة على الأرض باشكال مختلفة. ويقدر المخزون العالمي من هيدرات الغاز في جميع أنحاء العالم بمعدل700 ألف ترليون قدم مكعب، حيث يحتوي كل قدم مكعب واحد من هيدرات الميثان على قرابة164 قدماً مكعباً من الغاز الذي يعتبر مصدراً بديلاً للغاز الطبيعي.&

وتتحول جزيئات الماء في أعماق البحر، بفعل الحرارة المنخفضة وضغط الماء العالي، إلى"قفص" يحبس غاز الميثان داخله بشكل هيدرات الميثان. وتشتعل "بوظة" الثلج المكونة من الماء والميثان فور تقريب مصدر نار منه، وتكفي ربما حرارة اليد لإشعال الغاز، لهذا سمي بالثلج الملتهب.

وفضلاً عن أعماق البحار في العالم، يتحدث الخبراء عن كميات هائلة من الثلج الملتهب تحت القطبين الشمالي والجنوبي وتحت جليد سهل التبت. وتتركز الكميات النشيطة من هذا الغاز في أطراف المحيط الهادئ على طول القارة الأميركية، وكذلك في اليابان وتايوان وإندونيسيا وبحر العرب.

الثلج الملتهب

&

ثورة في عالم الطاقة

وقال جيانغ دامنغ، وزير الطاقة في الصين، ان الانجاز الذي حققته الصين على صعيد استثمار الثلج الحار يمكن أن يحدث ثورة في عالم الطاقة الجديدة. وتحدث الوزير عن برنامج اقتصادي صيني كبير يعتمد على غاز الميثان المكتسب من مصدر الطاقة الجليدي من أعماق البحار.

وتحدث جيرهارد بورمان، من معهد أبحاث البيئة البحرية في مدينة بريمن الألمانية، عن برنامج صيني طموح لاستخراج الثلج الملتهب من قيعان البحار، لكنه قال بضرورة الانتظار لمشاهدة ما إذا كانت كلفة الانتاج ستسمح بمواصلة المشروع. كما حذر الخبير البيئي من تأثيرات سلبية محتملة للمشروع على البيئة.

وأشار بورمان إلى أن اليابان أعلنت منذ العام2013 عن نجاحها في استخراج الثلج الملتهب من قاع المحيط، إلا أنها لم تتحدث حتى الآن عن كلفة إنتاج مناسبة تجعل غاز الميثان المنتج بهذه الطريقة ينافس مصادر طاقة الغاز على الأرض. وعلق بورمان على الموضوع بالقول ان شعار الطاقة البديلة اليوم هو"طاقة أكثر مقابل كلفة أقل"، وهو مقياس مصادر الطاقة الجديدة.

وتنظر دائرة البيئة الألمانية الاتحادية بشيء من الشك إلى مشاريع استغلال الثلج الملتهب. ويرى الباحث جيرهارد بورمان ان الغاز أفضل بيئياً من الطاقة المستمدة من النفط والفحم، لكن استغلال هيدرات الميثان لايعني سوى مواصلة استغلال مصادر الطاقة التقليدية. وربما يدفع ذلك الشركات إلى تأجيل مشاريع الطاقة البديلة المستمدة من الرياح والشمس أوالهيدروجين بسبب توفر الطاقة من الثلج المشتعل.

فضلاً عن ذلك، من المحتمل ان تثير قضية استخراج الثلج الملتهب في آسيا المزيد من النزاعات بين البلدان. ومعروف ان اليابان والصين والهند تتنازع على تقسيم مناطق تراكم هيدرات الميثان في قيعان المحيطات والبحار المحيطة بها. وتدعي الصين منذ الآن أحقيتها في استغلال كافة الثلج المشتعل في المنطقة.

ويعتقد الخبراء في المعهد الجيولوجي الألماني ان استخراج هيدرات الميثان بهذه الطريقة قد يؤدي إلى هزات أرضية. وعبر الخبراء عن مخاوفهم أن تؤدي هذه الهزات إلى"تسونامي" يعصف بالمدن القريبة من مناطق الحفر. كما يمكن لاستخراج الثلج الميثاني من قاع البحر أن يؤدي إلى تفاقم ظاهرة تسخين المياه، وإلى تغييرات سلبية على البيئة البحرية.

تعتمد طرق استخراج الميثان من قاع البحر على تحرير هيدرات الميثان من جزيئات الماء التي تحيط بها مثل القفص. ووصولاً إلى هذا الهدف يجري في البداية احداث ثقوب صغيرة في طبقة الثلج الحارة، ويتم بعد ذلك خفض الضغط على سطح المادة بما يسمح لغاز الميثان بالتحرر من الاقفاص وولوج الانبوب عبر الثقوب إلى الأعلى.

&

&