«إيلاف» من الرياض: أكد الدكتور محمد السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، وجود عدة شعوب في ما يسمى بالجغرافيا الإيرانية، وليس شعبا واحدا.

وقال في حديث لموقع (السعودية اليوم) الإخباري، الناطق باللغة الإنكليزية، أنه يمكن تقسيم مدى رضا الشعب الإيراني عن نظامه الى ثلاثة أقسام، جزء في حالة رضا تامة ويمثل أقلية ضئيلة جدا وهي الفئة المتنفعة والقريبة جدا من نظام ولاية الفقيه، الجزء الثاني وهو غير راضٍ تماما عن النظام وتصرفاته سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحقوقيا ويمثلون شريحة واسعة من المجتمع وخاصة طبقة الشباب، ولاتزال تعبر عن هذا الشعور،& وإن كان بطرق مختلفة وغير مباشرة، ويستغلون كل فرصة تسنح لإبراز ذلك، لكنهم يخشون بطش أجهزة الأمن من الشرطة وغيرها، أما الفئة الثالثة فهي تلك التي كانت في حالة عدم رضا لسنوات طويلة ولكن سيطرت عليها حالة &من التشاؤم وتبدد أي أمل في التغيير وآثرت الصمت والترقب».

وأضاف « أن لدى ايران قوة عسكرية كبيرة ولكنها في الغالب قديمة ومترهلة ما عدا القوة الصاروخية من حيث الكم وليس الكيف، إلى جانب صواريخ اس ٣٠٠ التي استوردتها من روسيا. لكن إيران غير قادرة، في الغالب، على المواجهة المباشرة، لذلك تسعى دائماً إلى استخدام خطط وتكتيكات الميليشيات والجماعات الاٍرهابية»، وأكد «أنه بغض النظر عن مدى قوة إيران العسكرية، لا أحد يتمنى الحرب وهو آخر الخيارات»

البعد الايديولوجي يسيطر على العقلية العسكرية

‏‎وعن كيفية تأثير البعد الآيديولوجي للمؤسسة العسكرية على بقية مفاصل الدولة الإيرانية قال السلمي: « إن البعد الايديولوجي يسيطر على العقلية العسكرية وهو ايضا المحرك الأساسي للجانب السياسي والاقتصادي في نظام ولاية الفقيه، حيث تعمل المؤسسة العسكرية ممثلة في الحرس الثوري على التواجد في جميع مفاصل النظام، وبما أنها مرتبطة بالبعد الثوري الذي يحرك دفته الولي الفقيه فهناك ترابط بينها وبين ما يسمى بمكتب بيت القائد، أي المرشد الأعلى، وعبر هذا الترابط يقوم مكتب المرشد بتوزيع عناصره على المؤسسات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية، ويكون هناك ممثل خاص للولي الفقيه في جميع الدوائر الحكومية والجامعات والمعاهد والوزارات وغيرها، ومهمته مراقبة منسوبي هذه الجهات والتأكد من ولائهم للثورة والالتزام بثوابتها، ويخشى جميع رؤساء هذه الجهات من الشخص الذي يدير مكتب ممثل الولي الفقيه حتى وإن كان شخصا بسيطا ومتواضعا تعليميا. لكنه يتحدث بلسان المرشد في نهاية المطاف».

استراتيجية النظام الإيراني

وعلق السلمي حول تناقض تصريحات إيران بين طلب الحوار مع السعودية وبين التهديد، لا سيما بعد تصريح محمد بن سلمان الأخير في حواره التلفزيوني،& بالقول « هذا ليس أمرا طارئا أو مفاجئا، بل هذه هي الاستراتيجية التي ينطلق منها النظام الايراني في معظم الأحيان، هناك ما يمكن تسميته بتبادل الأدوار أو وجود دولتين داخل دولة واحدة، إحداهما الحكومة المرتبطة برئيس الجمهورية وهي بمثابة السكرتارية التنفيذية التي لا تستطيع اتخاذ أي قرار وإن حاولت اطلاق التصريحات التي تنادي بالسلام وبناء العلاقات ولكنها لا تستطيع تنفيذ وعودها تلك، والدولة الأخرى هي دولة الحرس الثوري أو الدولة الثورية الايديولوجية، وهي الوجه الحقيقي لنظام ولاية الفقيه ومرتبطة بالمرشد الأعلى وقيادات الحرس الثوري. فغالبا نسمع تصريحات الحوار من الحكومة ونسمع التهديدات من دولة الحرس الثوري. هذا قد يشكل حالة من الارباك لدى الطرف المقابل، ولكن في نظري أن ما تطلقه دولة الحرس الثوري هو ما ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار ويعبر عن وجه النظام من دون مساحيق التجميل».

‏‎وعن رأيه في نهاية حزب الله ومحاولة إيران استنتساح التجربة في اليمن قال السلمي: « أنه يمكن القضاء على حزب الله والحوثيين والزينبيين والفاطميين وجميع الميليشيات والخلايا الإرهابية التي أسسها النظام الإيراني بخطوة واحدة ولكن ينبغي أن تكون خطوة جادة ويتم تطبيقها بشكل تام. تلك الخطوة هي تصنيف الحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به كتنظيمات إرهابية ويتم استهدافها على الأرض كما يتم التعامل مع القاعدة وداعش وأخواتها».

وأضاف « أن الحرس الثوري يمثل العمود الفقري لجميع ما تشهده المنطقة، ومتى ما تحقق ذلك فسوف تتحول جميع الميليشيات والخلايا إلى حالة من الشلل التام. يبقى السؤال الأهم: هل ترغب القوى الكبرى حقيقة باجتثاث الإرهاب المدعوم من إيران؟"

&