إيلاف من لندن: وبّخت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي غريمها السياسي جيرمي كوربين زعيم حزب العمال لتصريحاته التي اتهم فيها الحكومة البريطانية وسياساتها الخارجية بتصعيد خطر الإرهاب. 

وقالت رئيسة الحكومة خلال اجتماعات قمة مجموعة السبع الكبار في صقلية، اليوم الجمعة، إن السيد كوربين أظهر بتصريحاته المرفوضة أنه "غير مناسب" ليكون مسؤولا في البلاد.

واتهمت ماي، زعيم حزب العمال المعارض بأنه يصنع أعذارا للإرهابيين، وأكدت أنه لا مجال إطلاقا لتبرير العمل الشرير، وقال كوربين في التصريحات إن الهجمات الارهابية "خطأنا الخاص". 

خطاب مثير 

وجاء الخطاب المثير للجدل لزعيم حزب العمال بعد ثلاثة ايام من الهجوم الارهابي في مانشستر وبعد ثلاثة أيام من تعليق الحملات الانتخابية للاستحقاق الدستور المقرر في 8 يونيو المقبل.

وتحدث كوربين عن وجود ارتباط بين انخراط المملكة المتحدة في حروب خارجية وبين الإرهاب في الداخل. وقال الزعيم العمالي إن "الكثير من الخبراء، بما في ذلك المتخصصين في مجالات الأمن والاستخبارات، ربطوا بين الحروب التي انخرطت فيها بريطانيا أو دعمتها أو شاركت فيها في الخارج والإرهاب في الداخل".

وأضاف: "اللوم يقع على الإرهابيين بالطبع لكننا أيضا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن ما يهدد أمننا بالفعل".

تغذية الارهاب 

وادعى زعيم حزب العمل ان السياسة الخارجية لبريطانيا في دول مثل العراق وافغانستان وليبيا وسوريا "غذت الارهاب"، ووعد كوربين بالتراجع عن القرارات - التي اتخذت في ظل حكومة المحافظين- بشأن خفض نفقات الشرطة.

وقال "سنغير سياساتنا في الداخل وفي الخارج"، مضيفا أن حكومته ستسلك نهجا مختلفا في السياسة الخارجية من ناحية وتجاه ميزانية الشرطة والخدمات الأمنية وخدمة الرعاية الصحية الوطنية "ان اتش اس" من ناحية أخرى.

وقال الزعيم العمالي: "أجمع العديد من الخبراء أن هناك صلة بين الإرهاب في وطننا والحروب التي تشارك فيها أو تدعمها حكومتنا في دول أخرى. لكن هذا لا يجب أن يكون مبررا لهؤلاء الذين يهاجمون أطفالنا. نحتقر هؤلاء الإرهابيين الذين سيحاسبون على أفعالهم حتما".

معارضون

لكن معارضين له انتقدوا التوقيت الذي اختاره كوربين لتلك التصريحات. وقال تيم فارون زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إن كوربين استخدم هجوم مانشستر ليحقق "مكاسب سياسية".

وأكد كوربين أنه "لا يرغب في كسب نقاط سياسية في وقت يجب أن يتضافر فيه البريطانيون"، مشيرا إلى أن "الفهم المستنير للأسباب التي أدت إلى الإرهاب جزء لا يتجزأ من طريق حماية أمننا ومواطنينا".

وأضاف أن دور السياسات يجب أن يتمثل في "محاربة الإرهاب لا تغذيته"، متعهدا اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة "لحماية بلادنا".