«إيلاف»&من القاهرة: كشف تكرار استهداف الأقباط في مصر، ومقتل العشرات منهم في كل مرة، عن تكوين تنظيم "داعش" خلايا نوعية متخصصة في رصد واستهداف المواطنين المسيحيين وكنائسهم، باعتبارهم "الصيد المفضل" لدى التنظيم على حد قوله، في أحد بياناته.

ووجهت القوات الجوية المصرية ضربات إلى مراكز مجموعات مسلحة في مدينة درنة الليبية، بالاشتراك من سلاح الجوي الليبي، ردًا على مقتل 28 قبطيًا أمس الجمعة، في الطريق أثناء رحلة لهم إلى دير الأنبا صموئيل، بمحافظة المنيا جنوب القاهرة. وأعلنت الحكومة تقديم مبلغ مائة ألف جنيه لأسرة كل ضحية، و40 ألفًا لكل مصاب.

كشف تكرار استهداف الأقباط في مصر، عن تشكيل تنظيم ما يعرف بـ"داعش" خلايا نوعية مهمتها رصد الكنائس والأقباط، وتوجيه ضربات موجعة إليهم، عن طريق الانتحاريين أو من خلال كمائن للمجموعات منهم، وقتلهم باستخدام الأسلحة النارية.

وحصلت "إيلاف"&على بعض مما ورد في تحقيقات النيابة العامة في جرائم استهداف الكنائس منذ تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر الماضي، ثم حادثي تفجير كنيستي مارجرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، وانتهاء بالحادث الذي وقع أمس، وكشفت التحقيقات أن تنظيم ما يعرف بـ"داعش" جهز عدة خلايا نوعية لرصد واستهداف الكنائس في أنحاء الجمهورية.

وأوضحت التحقيقات أن البداية كانت مع حادث تفجير الكنيسة البطرسية، الذي وقع في& يوم 11 ديسمبر الماضي، تزامنًا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وورد فيها أيضًا أن هذا الحادث كشف&عن وجود ثلاث خلايا إرهابية سرية كانت تعمل في نطاق القاهرة، وتستهدف الأقباط وكنائسهم، وجرى القبض على أعضائها وتصفية البعض الآخر في مواجهات مع قوات الأمن.

وأوردت التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا، أن تنظيم داعش في سيناء المعروف بـ"ولاية سيناء" وضع خطة لاستهداف الأقباط وكنائسهم.

وأشارت إلى أن القيادي في التنظيم الإرهابي رامي عبد الحميد، تلقى تعليمات من أبو هاجر الهاشمي، أحد مؤسسي التنظيم في سيناء، بإحياء ما يعرف بـ"الخلية المركزية"، من أجل تنفيذ عمليات ضخمة تستهدف مختلف الكنائس، والبدء بالكنائس الموجودة في القاهرة، لتوجيه ضربات مؤلمة للسلطات، وتخفيف الضغط على عناصر التنظيم الإرهابي في سيناء.

تعمل في سرية

كما كشفت التحقيقات أن الخلية المركزية يتبع لها ثلاث خلايا أخرى فرعية، لا تضم عناصر مرصودة أمنيًا، وتعمل في سرية، وتم إلقاء القبض على بعض منها.

وحسب التحقيقات فإن عناصر خلية القاهرة رصدوا ثمانية كنائس أخرى، ولكنهم استقروا في النهاية على الكنيسة البطرسية، لأنها قريبة من الكاتدرائية، فضلًا عن أنها تعتبر رمزاً للأقباط.

وأشارت إلى أنه في إطار استيراتجية "التشتيت" للأجهزة الأمنية، وبسبب التشديدات الأمنية في العاصمة القاهرة، أصدر التنظيم تعليمات بضرورة تنشيط الخلايا الفرعية في المحافظات، ووقع تفجيران انتحاريان في مدينتي طنطا والإسكندرية تزامنًا مع احتفال الأقباط بـ "أحد الزعف".

وأضافت التحقيقات أن التنظيم يعتمد على عناصر ليس لديها سجلات جرائم، ولم يسبق لها التورط في أعمال عنف، مشيرًة إلى أن هناك تعاونًا مع تنظيمات متطرفة أخرى تابعة لجماعة الإخوان لتجهيز هذه العناصر نفسيًا ودينياً من أجل القيام بالعمليات الإنتحارية، بعد تلقي تدريبات في سوريا وليبيا.

وردًا على العملية التي قتل فيها 28 قبطيًا أمس الجمعة، في محافظة المنيا، دمرت القوات الجوية المصرية بشكل كامل المركز الرئيسى لـ"مركز شورى مجاهدي درنة" في ليبيا.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن المعسكرات التي خرجت منها العناصر الإرهابية تم توجيه ضربة كبري لها، مؤكدا أن مصر لن تتردد في توجيه ضربات لمعسكرات الإرهاب في أي مكان.

وقال: "نحن في مصر لا نتأمر على أحد ولا نعمل في الخفاء وإنما نتصدى لمن يعتدي على أمننا سواء كان ذلك داخل أو خارج مصر ولن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله".

الأوتوبيس الذي كان يقل الضحايا

&

السيسي معزيا بابا الإسكندرية

وأجري السيسى، اتصالا هاتفيا بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. ووجه إليه التعازي في ضحايا الحادث.

وقال الرئيس السيسي لـ"تواضروس" إن "هذا الحادث لن يمر بدون معاقبة المسؤولين عنه، ولن تهدأ أجهزة الدولة قبل أن ينالوا جزاءهم الذي يستحقونه على هذه الجريمة الخسيسة"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن تلك الأعمال التي وصفها بـ"الدنيئة" ما هي إلا محاولة من أولئك الذين يسعون للنيل من وحدة الشعب المصرى وتهديد أمنه واستقراره".

ومن جانبه، أعرب البابا تواضروس الثانى عن ثقته في قيام الدولة المصرية بملاحقة مرتكبي هذا الحادث لينالوا عقابهم، مشيراً إلى تماسك ووحدة الشعب المصري أمام ما يواجهه من تحديات وصعاب، وقدرته على الصمود أمام الشدائد بتلاحم نسيجه الوطني.

مساعدة أسر الضحايا

وفي السياق ذاته، قررت الحكومة منح كل أسرة ضحية من ضحايا حادث المنيا، مائة ألف جنيه. وقالت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه سيتم صرف 40 ألف جنيه لكل مصاب يقضي أكثر من 72 ساعة في المستشفى، وكذلك صرف معاش استثنائي قيمته 1500 جنيه شهريا يُضاف للمعاش التأميني- إن وُجد، كما أكدت الوزيرة علاج كل المصابين في معهد ناصر، كما سيتم عمل ملف اجتماعى لكل أسرة.

وتوعد تنظيم ما يعرف بـ"داعش" أو "ولاية سيناء" باستهداف الأقباط وكنائسهم، واصفًا إياهم بـ"صيدنا المفضل"، وقال التنظيم في مقطع فيديو يظهر فيه الانتحاري أبو عبد الله المصري، الذي فجّر الكنيسة البطرسية في القاهرة، في 11 يناير الماضي، وقتل 29 قبطيًا: "أبشروا أيها الموحدون، لا تهنوا ولا تحزنوا، والله قريبًا قريبًا سنُحرر القاهرة، ونأتي لفكاك أسراكم، ونأتي بالمفخخات، والله سنأتي بالمفخخات، أبشروا يا عباد الله".

وظهر أبو عبد الله ملثمًا، في مقطع فيديو مدته 20 دقيقة، ودعا المسلحين في أنحاء العالم إلى تحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر، بينما ظهر شخص آخر، هدد الأقباط في مصر، وقال: "يا أيها الصليبيون في مصر هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم هي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لهدفنا الأول وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون".