قالت الشرطة البريطانية إن المهاجم الانتحاري الذي نفذ هجوم مانشستر، سلمان عبيدي، لم يكن معروفا أو مسجلا في برنامجها لمنع ومكافحة الأفكار المتطرفة.

وقال رئيس جهاز الشرطة في مقاطعة مانشستر الكبرى إيان هوبكنز، لبي بي سي إنه سبق للعبيدي أن أعتقل لارتكابه جنحا بسيطة في عام 2012.

ويهدف البرنامج إلى نزع الأفكار المتطرفة من أذهان الشباب المتأثرين بها ومنع الآخرين من التأثر بها.

وشرع جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) في تحقيق في طريقة تعامله مع التحذيرات التي وصلت إليه بشأن عبيدي.

وكان اثنان من الأشخاص الذين عرفوا عبيدي أثناء دراسته الجامعية اتصلا بشكل منفصل على الخط الهاتفي المباشر لمكافحة الإرهاب لتحذير الشرطة بشأن وجهات نظره المتطرفة.

وقد اعتقل ما مجموعه 16 شخصا في سياق التحقيق في هجوم الإثنين في مانشستر، ما زال 11 منهم قيد الاعتقال.

وقالت الشرطة مساء الثلاثاء إن ثلاثة رجال أطلق سراحهم من دون توجيه أي اتهامات إليهم، وسبق أن أطلق سراح اثنين آخرين في وقت سابق.

سحب القوات

وقال هوبكنز" ليس لدي أي معلومات إضافية في هذه المرحلة عدا ما هو متوفر في سجلاتنا عن ارتكابه السرقة، واستلامه سلعا مسروقة، وارتكاب اعتداء بسيط... قبل خمس سنوات، عندما كان بعمر 16/17 عاما".

وأضاف "لم يكن عبيدي معروفا في برنامجنا لمكافحة المتطرفين والأفكار المتطرفة، ولم يكن مسجلا تحت أي تصنيف في هذا البرنامج".

وأشار إلى أن القوات الأمنية ستواصل تدقيق السجلات السابقة، مشددا على القول "من الواضح أنني لست مطلعا على ما فعله جهاز الأمن، أو لا أعرف شيئا عن هذا الشخص في ذلك الوقت".

وسيسحب عديد القوات المسلحة الذين نشروا في الشوارع ضمن العملية الأمنية التي اعقبت الهجوم بعد أن خفضت بريطانيا مستوى التهديد الإرهابي فيها من "خطير" إلى "شديد".

وستسحب قوات الجيش التي نشرت بعد أيام من الهجوم لحراسة المواقع الحيوية أمثال قصر بكنغهام.

مستوى التهديد في بريطانيا خلال عشر سنوات
BBC

وقد أرسلت الشرطة وحدة تفكيك القنابل إلى شارع سبرينغفيلد في ويغان، وفرضت طوقا أمنيا حوله أثناء قيامها بتفتيشه وطلبت من الناس الابتعاد عن المنطقة.

وسبق أن أخلي الشارع نفسه من الناس الخميس الماضي، بعد أن عثرت الشرطة على "مواد قد تكون مشبوهة" فيه.

وفي غضون ذلك، أعيد افتتاح محطة مانشستر فيكتوريا للقطارات الثلاثاء بعد أكثر من أسبوع على الهجوم الذي استهدف حفلا موسيقيا في المدينة.

وكانت المحطة المتصلة بصالة "مانشستر أرينا" أغلقت بعد الإنفجار الذي وقع أثناء حفل للمغنية اريانا غراندي، وأودى بحياة 22 شخصا وخلف عشرات المصابين.

كيف انسل عبيدي من الشبكة؟

داني شو، مراسل الشؤون الداخلية في بي بي سي

إن الكشف عن أن سلمان عبيدي "لم يكن معروفا" في برنامج الشرطة لمكافحة التطرف يثير الكثير من الأسئلة أكثر مما يقدم أجوبة.

إذ يعتقد أن مخاوف تتعلق بعبيدي قد أوصلت عبر الخط الهاتفي المباشر لمكافحة الإرهاب في عام 2012.

وبعد ثلاثة سنوات، يبدو أن أحد أمة المساجد اتصل بالشرطة بشأنه، وفي لحظة موته كان العبيدي مسجلا ضمن قائمة تضم 20 ألف شخص "موضع اهتمام" جهاز الأمن الداخلي البريطاني. وهم الأشخاص الذين سبق أن اخضعوا للتحقيق أو المراقبة في مرحلة ما من حياتهم.

لذا، كيف لم يتعامل ضباط برنامج مكافحة التطرف معه" وهل قررت السلطات أنه لم يكن مناسبا لادخاله في هذا البرنامج أو كان ثمة خلل ما في الاتصالات سمح له أن يفلت من الشبكة.

تأبين ضحايا هجوم مانشستر
PA
وقفات تأبينية أقيمت خلال الأيام التي أعقبت الهجوم وفي يوم الإثنين بمناسبة مرور أسبوع على التفجير

تعد تلك قضايا ملحة بالنسبة لتحقيق جهاز الأمن الداخلي البريطاني في أعقاب الهجوم وللتقرير الذي سيرفعه عن القضية إلى المسؤولين.

التحقيق

  • اعتقل ما مجموعه 16 شخصا ، أطلق سراح خمسة منهم وبقي 11 قيد الاعتقال.
  • دعت الشرطة الناس الذين شاهدوا عبيدي ومعه حقيبة سفر زرقاء في شارع ويلمسلو أو في مركز المدينة في الفترة بين 18 إلى 22 مايو/أيار للتقدم بشهادتهم عنه.
  • أجريت عمليات بحث وتفتيش بناء على بلاغات سرية في منطقة بين بَري وهيوود.
  • فتشت الشرطة الاثنين عناوين في مناطق مختلفة من بريطانيا في سياق التحقيق في الحادث، واعتقلت خلال ذلك رجلا بعمر 23 عاما بشبهة المشاركة في هجمات إرهابية.
  • ما زال بعض المواقع قيد الحراسة ويخضع لعمليات الفحص الجنائي في مقاطعة مانشستر الكبرى.
  • قال هوبكنز إن التحقيق سيتواصل لبعض الوقت وإن "فريقا من المحققين البارزين" سيجتمعون معا لمناقشة ما توصلوا إليه قبيل تقديم القضية إلى المحكمة.

تطورات أخرى

شرطة بريطانيا
Getty Images
الشرطة البريطانية ناشدت المواطنين تقديم أية معلومات حول منفذ الهجوم منذ وصوله بريطانيا في 18 مايو / آيار
  • تلقى 116 شخصا العلاج في المستشفيات في الأيام التي أعقبت الهجوم مباشرة.
  • ما زال نحو 50 شخصا يتلقون العلاج في ثمانية مستشفيات، من بينهم 17 شخصا في حالة حرجة.
  • قالت المغنية اريانا غراندي إنها ستعود الى مانشستر لإحياء حفل يذهب ريعه لضحايا الهجوم.
  • أقيمت وقفات تأبينية خلال الأيام التي أعقبت الهجوم وفي يوم الاثنين بمناسبة مرور أسبوع على التفجير.
  • تجمع المئات في عموم بريطانيا في مناطق، من بينها في ميدان سانت آن بمانشستر، ووضعوا الزهور تأبينا لأولئك الذين قتلوا في الحادث.