أثناء الاعتداء الذي نفذه ثلاثة أشخاص مسلحين بسكاكين حاولوا بث الرعب في قلب العاصمة البريطانية ليل السبت، أظهر بعض اللندنيين شجاعة فائقة، وحاولوا مقاومة المسلحين. 

إيلاف - متابعة: كان كريس سائق سيارة الأجرة عند جسر لندن عندما صدم المهاجمون المارة بشاحنتهم عند نحو الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (21 ت غ) قبل أن ينقضوا بالسكاكين على رواد حانات مجاورة مكتظة. 

قال كريس لاذاعة إل بي سي: "شاهدت شابة تتلقى طعنات في صدرها"، مشيرًا إلى أن المسلحين الثلاثة "توجّهوا إلى شارع بورو وقاموا بطعن الناس عشوائيًا". أضاف: "قلت للشخص الذي معي في السيارة إنني سأحاول أن أصدم أحد المسلحين بالسيارة. واستدرت وحاولت، إلا أنه تمكن من الإفلات".

وقع الهجوم بعد دقائق قليلة من انتهاء المباراة النهائية لدوي أبطال أوروبا بين فريقي ريال مدريد ويوفنتوس، التي كان الكثيرون يشاهدونها على شاشات التلفزيون في عدد من حانات المنطقة. 

شعور بالعجز
كان جيرارد فاولز (47 عامًا) متوجّهًا إلى منزله بعد مشاهدة المباراة في حانة "شيب" في بورو عندما شاهد إمرأة تتعرّض للطعن 10 إلى 15 مرة. وقال لصحيفة غارديان: "كانت تصرخ +ساعدوني، ساعدوني+ ولم أستطع فعل شيء".

بعد صدمته لما شاهده لاحق المهاجمين إلى سوق بورو ماركت، الذي يقدم الطعام، ويعود تاريخه إلى قرون سابقة، ويقع في مبنى أنيق من القرن التاسع عشر، وبدأ في إلقاء أي شيء يعثر عليه على المسلحين، بما في ذلك الكراسي والكؤوس والزجاجات. 

وقال "أعلم أن ما فعلته كان أمرًا سخيفًا، ولكنني كنت أحاول إنقاذ الناس". أضاف أن المهاجمين طاردوه، ولكنه تمكن من ضرب أحدهم بكرسي في ظهره "وكنت أعلم أنني لو تزحلقت لكنت ميتًا الآن، ولكانوا قتلوني في لحظة". وقتل سبعة أشخاص في الاعتداء وأصيب نحو 50 آخرين. وأطلقت الشرطة النار على الثلاثة، وقتلتهم أمام حانة "ويتشيف"، عند طرف السوق. 

تمامًا مثلما فعل سكان مدينة مانشستر، الذين تعرّضت مدينتهم لتفجير نفذه انتحاري قتل فيه 22 شخصًا قبل أسبوعين، فقد أظهر سكان لندن تعاطفًا مع بعضهم البعض. 

تعاطف أهلي
ولجأ العديد منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن فتح بيوتهم للأشخاص العالقين، بينما قام سائقو سيارات الأجرة بنقل الناس وإخراجهم من منطقة لندن بريدج بالسرعة الممكنة. 

وشوهد العشرات ينامون على الأرض في منطقة الاستقبال في فندق إيبيس في بلاكفريارز المجاورة. ودان رئيس بلدية لندن صادق خان "الهجوم الجبان"، وأشاد بما فعله السكان، وقال "هذه هي مدينتنا". وفي لهجة تحدّ، حذر خان من أن العاصمة البريطانية "لن تسمح أبدًا للجبناء بالفوز، ولن نذعن للإرهاب".