قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيرشح المحامي كريستوفر راي لتولي رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

ويأتي ترشيح راي خلفا لجيمس كومي، الذي أقاله ترامب الشهر الماضي من منصبه كرئيس لـ إف بي آي.

وعمل راي في ظل إدارة جورج دبليو بوش، إذ شغل منصب مساعد وزير العدل خلال الفترة من 2003 إلى 2005.

ووصف ترامب راي في تغريدة على حسابه الخاص يوم الأربعاء بأنه "رجل ذو كفاءة".

ويلزم تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين راي لتولي المنصب.

ويعد راي، خريج كلية الحقوق في جامعة يال، شريكا في مكاتب شركة "كينغ أند سبالدنغ" للمحاماة في واشنطن وولاية أطلنطا.

وترأس راي خلال فترة عمله بوزارة العدل القسم الجنائي والإشراف على تحقيقات فضائح احتيال الشركات الكبرى، من بينها أزمة شركة "إنرون" للطاقة.

وقال موقع "كينغ أند سبالدنغ" الإلكتروني :"كان راي أيضا طرفا أساسيا ضمن (فريق) استجابة وزارة العدل لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ونهض بدور رئيسي في الإشراف على الإجراءات القانونية والعملية في الحرب الدائرة على الإرهاب".

كما مثّل راي حاكم ولاية نيوجيرسي وحليف ترامب، كريس كريستي، في أعقاب فضيحة تعرف باسم "بريدج جيت" عام 2013.

وأدين اثنان من المساعدين السابقين لكريستي بتهمة التخطيط لإغلاق حارات مرورية على جسر نيويورك سيتي كخطوة انتقامية من العمدة المنتمي للحزب الديمقراطي، بسبب عدم تأييده لحاكم الولاية. ونفى كريستي أي معرفة بالخطوة، ولم توجه له اتهامات.

ونقل موقع نورث جيرسي الإخباري عن كريستي الأسبوع الماضي قوله :"أعتقد أن الرئيس لن يخطئ إذا طلب من كريس راي أن يكون رئيسا لمكتب التحقيقات الفيدرالي".

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" راي بأنه "اختيار آمن وسلس" بعد أن سبق وصرح الرئيس الأمريكي بأنه قد يختار سياسيا لتولي هذا الدور. وكان تاريخ المنصب غير سياسي.

ويأتي قرار ترامب لترشيح راي قبل يوم من شهادة جيمس كومي أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.

جيمس كومي
Reuters
جيمس كومي الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي

ومن المتوقع أن يدلي كومي بشهادته عن مناقشات خاصة مع ترامب بشأن تحقيقات تتعلق بزعم وجود صلات بين إدارة الرئيس الأمريكي وروسيا.

كما سيدلي بشهادة عامة سيجري بثها تلفزيونيا وعلى الإنترنت، وسوف يجيب عن أسئلة "حساسة" سيطرحها نواب من مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع خاصة.

وقال ترامب أثناء لقاء جمهوريين يوم الأربعاء :"أتمنى له التوفيق"، في إشارة إلى كومي.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن كومي قال لوزير العدل، جيف سيشنز، إنه لم يكن راغبا في أن يكون بمفرده مع الرئيس أثناء لقاءهما.

كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أن الرئيس كان قد طلب من دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية، بأن يسعى لإقناع مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتراجع عن التحقيق مع مستشاره الخاص للأمن الوطني، مايكل فلين، الذي استقال من منصبه في فبراير/شباط الماضي إثر مخاوف من اتصالاته مع الكرملن.

وسوف يقدم كوتس أدلة أمام جلسة استماع لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في وقت لاحق يوم الأربعاء.

وكان كومي قد أقيل من منصبه في أوائل مايو/أيار الماضي، وتعد هذه المرة الثانية التي يُقال فيها رئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالي من منصبه.

وكان البيت الأبيض قد صرح في البداية أن سبب الإقالة هو طريقة تعامل كومي مع التحقيقات المتعلقة برسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي الخاسرة في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، غير أن ترامب قال بعد ذلك إن كومي "لم يؤد عمله جيدا" وأنه شخص "استعراضي".