إيلاف من بيروت: كيف يتأثر لبنان اقتصاديًا بالأزمة العربية، وأي تداعيات لها على سياحته؟ 

يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن التأثير المباشر يكون من خلال العاملين اللبنانيين في الخليج، فهناك آلاف الكوادر اللبنانية العاملة في الخليج قد يتأثر عملها، وقد تتأثر العلاقات التجارية بين لبنان ودول الخليج، إذا كانت الأوضاع هناك قد ساءت فقد تصبح الصادرات إليها أخف من السابق، وتتأثر الاستثمارات الخليجية في لبنان، وهو موضوع مهم، فإذا خفت يتأثر لبنان، ومن المهم جدًا للبنان ألا تسوء الأوضاع الخليجية، لأن الزيارات والسفر والطيران كلها تتأثر في حال ساءت الأمور أكثر في الخليج.

ممنوع من الصرف؟

وردًا على سؤال هل الريال القطري كما أثير في الإعلام أصبح ممنوعًا من الصرف في لبنان؟ يجيب حبيقة أن المسألة ليست في المنع بل في الخوف من تبديل العملات بالريال القطري، فبالنسبة للبناني وغيره من المواطنين الخوف اليوم من الحصول على الريال القطري أصبح أكبر من قبل.

لذلك اللبنانيون وغيرهم يأخذون حذرهم اليوم من تبديل العملات لصالح الريال القطري.

ولدى سؤاله كيف يمكن وصف الوضع السياحي في لبنان في ظل الأزمة العربية؟ يؤكد حبيقة أن الوضع السياحي في لبنان تعيس حاليًا بسبب الأزمة العربية، وسيكون أتعس، ففي السابق خفت الحركة الخليجية إلى لبنان، واليوم من المتوقع أن تخف بصورة أكبر، ومن كان لديه بيت في لبنان لن يقصده هذا الصيف.

والأكثر تأثيرًا في عدم المجىء إلى لبنان هم القطريون، لأنهم يفضلون البقاء في بلدهم ريثما تنجلي الأمور.

ويمكن اختصار الوضع السياحي في لبنان بأنه سيكون سيئًا جدًا والمنطقة تمر من السيئ إلى الأسوأ.

انقسام الساحة اللبنانية

عن انقسام الساحة اللبنانية في السابق وإمكانية زيادة هذا الإنقسام مع الأزمة العربية، يؤكد حبيقة أن اللبنانيين هم أكثر وعيًا من قبل، وكما لاحظنا لم ينقسم اللبنانيون وهم يعرفون خطورة الأزمة العربية عليهم، وقد لاحظنا عدم انقسام اللبنانيين مع موقف موحد من القياديين بالحياد الإيجابي، والحياد بسبب الخوف من انعكاس المشكلة الخليجية أكثر على لبنان، وهنا خوف على اللبنانيين خارج لبنان أي في الخليج، وعلى الوضع الإقتصادي ككل في لبنان، جرّاء الأزمة العربية، هذا الخوف يجعل اللبنانيين غير منقسمين تجاه الأزمة العربية، للاجتماع حول لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها.

اللبنانيون في الخليج

عن تأثير الأزمة العربية على اللبنانيين في الخليج، يشير حبيقة إلى وجود شركات توظف لبنانيين في دول الخليج وقد يتوقف عمل تلك الشركات بسبب الأزمة العربية، من هنا التأثير سيكون مباشرًا على اللبنانيين العاملين في الخليج، وإذا ساءت الأمور أكثر سيتم الإستغناء عن خدمات الموظفين من كل الجنسيات من بينها اللبنانية.

عن حل الأزمة العربية بطريقة لا يتأثر فيها لبنان اقتصاديًا وسياحيًا، يعتبر حبيقة أن الأمل كان في أن يحاول رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أن يلعب دور الوسيط بين الدول العربية لحل الأزمة المستجدة، لأن لبنان ليس فريقًا في الموضوع، مع وجود آلاف اللبنانيين في الخليج إن كان في السعودية أو قطر، حيث يهم لبنان أن يرتاح الوضع في الدول العربية.