أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حالات الاشتباه في الإصابة بمرض الكوليرا، الناتجة عن انتشاره الكبير في اليمن، تجاوزت مئة ألف حالة.

وسجلت 798 حالة وفاة بالمرض، في 19 محافظة من بين 22 محافظة يمنية، منذ السابع والعشرين من أبريل/نيسان الماضي.

وتقول منظمة أوكسفام الخيرية إن الوباء يقتل شخصا كل ساعة تقريبا في ذلك البلد.

وانهارت منظومة الصحة والمياة والصرف الصحي في اليمن، بعد نحو عامين من الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين.

والكوليرا عبارة عن عدوى بالإسهال الحاد، وتنتج بسبب ابتلاع طعام أو مياه ملوثة ببكتريا ضمة الكوليرا.

وأغلب من يصابون بالعدوى تظهر عليهم أعراض طفيفة، أو قد لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق. لكن في الحالات الحادة، يمكن أن يتسبب المرض في وفاة الشخص خلال ساعات إذا لم يخضع للعلاج.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الوباء في اليمن بلغ "مستوى غير مسبوق".

وأضاف المكتب أنه خلال الأسابيع الأربعة الماضية، كان عدد الوفيات ثلاثة أمثال نظيره المسجل خلال الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2016، حينما أعلنت الحكومة اليمنية لأول مرة انتشار المرض، وبين مارس/آذار من عام 2017 الجاري.

وأعلنت السلطات في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون والتي شهدت أعلى عدد من حالات الإصابة، حالة الطوارئ في الرابع عشر من مايو/آيار الماضي.

وتعطل أكثر من نصف عدد المستشفيات والمنشآت الطبية في اليمن عن العمل، كما تضرر نحو 300 منها أو دُمر تماما، بسبب القتال الدائر هناك.

ولم يتقاض العاملون في منظومة الصحة والصرف الصحي رواتبهم منذ ثمانية أشهر، ولم يستورد البلد سوى نحو 30 في المئة من المستلزمات الطبية التي يحتاجها.

ولا تجري عملية جمع القمامة في المدن اليمنية بانتظام، ويتعذر على أكثر من ثمانية ملايين شخص الوصول لمياه شرب آمنة، أو صرف صحي سليم.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن خطر انتشار الوباء على نطاق أوسع يتضاعف في ظل موسم الأمطار، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

امرأة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن
EPA
الأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية والأشخاص المصابون بأمراض أخرى مزمنة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالكوليرا

وتسببت الحرب الدائرة في اليمن في حاجة نحو 18.8 مليون شخص، من إجمالي عدد السكان البالغ 28 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية، بينما يقف نحو سبعة ملايين شخصا على حافة المجاعة.

وحذر مدير منظمة أوكسفام في اليمن، سجاد محمد ساجد، من أن انتشار الكوليرا هناك قد يكون الأسوأ خلال القرن الحالي، إذا لم يواجه بتحرك فوري وضخم للسيطرة عليه.

وقال ساجد: "الكوليرا مرض من السهل علاجه والوقاية منه. لكن في ظل استمرار القتال، فإن تلك المهمة تزداد صعوبة. هناك حاجة إلى جهود إغاثة ضخمة الآن".

وأضاف: "على من يدعمون تلك الحرب في العواصم الغربية وعواصم الشرق الأوسط أن يضغطوا على الأطراف المتحاربة للموافقة على وقف إطلاق نار، يسمح للعاملين بمجال الصحة العامة وعمال الإغاثة بالبدء في تلك المهمة".

ويشن تحالف عربي تقوده السعودية، ومدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا، حملة عسكرية في اليمن دعما للرئيس عبدربه منصور هادي، منذ مارس/آذار عام 2015، ما خلف 8050 قتيلا و45100 جريحا حتى الآن.