كوسوفو: توجه الناخبون في كوسوفو الى مراكز الاقتراع الاحد لاختيار نوابهم لولاية ستكون مضطربة على الارجح بسبب التوتر مع صربيا من جهة واحتمال اتهام مسؤولين بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع في هذا البلد الواقع في البلقان، من جهة اخرى.

وتفتح مراكز الاقتراع ابوابها من الساعة الخامسة صباحا الى الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش، كما اعلنت في بريشتينا رئيسة اللجنة الانتخابية فالديني داكا التي كانت اول المقترعين في المكتب رقم 1907-اي.

وقالت "ادعو المواطنين الى التصويت مع احترام المعايير الدولية والبرهنة على اننا جزء من العائلة الديموقراطية العالمية".

وفي العاصمة بريشتينا شوهد عشرات معظمهم من المسنين، ينتظرون بصبر تحت المطر، فتح ابواب مراكز الاقتراع.

وقال المتقاعد اكرم حزيري (66 عاما) ان "الامر يتعلق بفتح فصل جديد لدولة. يجب الكف عن استغلال اموال دافعي الضرائب وتشكيل حكومة تهتم بالشعب".

ولم يبد مهتما بقضية المحاكم الخاصة المكلفة النظر في جرائم الحرب التي ارتكبها جيش تحرير كوسوفو خلال حرب الاستقلال ضد قوات بلغراد في 1989 (13 الف قتيل).

لكن المركز الاوروبي لقضايا الاقليات قال ان "الخطر الحقيقي لحدوث اضطرابات" في البلاد "سيأتي مع بدء عمليات التوقيف" التي يمكن ان "تهز او حتى ان تهدد بقاء الحكومة المقبلة".

وبين الشخصيات التي يمكن ان توجه اليها اتهامات بارتكاب جرائم ضد صرب وغجر الروما وكوسوفيين البان متهمين بالتعاون مع الصرب، الرئيس الحالي هاشم تاجي ورئيس الحزب الرئاسي قدري فيسيلي الذي يتمتع بنفوذ كبير.

وكان الحزب الديموقراطي لكوسوفو قرر فك تحالفه مع الرابطة الديموقراطية الكوسوفية مما ادى الى الدعوة الى هذه الانتخابات المبكرة. وقال خبير العلوم السياسية لويك تريغوريس الخبير في قضايا البلقان ان هذه الخطوة تهدف ربما "الى الدعوة الى انتخابات مبكرة قبل ان تبدأ هذه المحكمة العمل".

جريمة وفساد ومحسوبية

قال فلوريان بيبر الخبير في شؤون جنوب شرق اوروبا في جامعة غراتس ان هذه الانتخابات "هي الاصعب في تكهن نتائجها في تاريخ كوسوفو".

والمرشحون الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات هم تحالف من "المحاربين" بقيادة الكوادر السابقة لجيش تحرير كوسوفو. ويضم هذا التحالف الحزب الديموقراطي لكوسوفو وحزبين آخرين صغيرين. وقد حصل على 45 بالمئة من الاصوات في انتخابات 2014.

ومرشح هذا التحالف لرئاسة الحكومة هو راموش هاراديناي الملقب ب "رامبو" والذي تريد صربيا محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وخلال ولايته اشترط على صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو لمواصلة الحوار، وهو امر لا يمكن تصوره.

ووضع المحاربون السابقون خلافاتهم جانبا ليواجهوا الرابطة الديموقراطية الكوسوفية ومرشحها عبد الله هوتي الذي يشغل منصب وزير المالية في الحكومة الحالية ويدافع عن "برنامج موال لاوروبا بشكل واضح" ويعد "بحرب بلا هوادة ضد الفساد".

وقال المركز السلوفيني الفكري المتخصص في قضايا البلقان "ايفيمس" ان "تطهير السياسة من الجريمة" التي تتم بالجريمة والفساد والمحسوبية، اصبح اولوية والا سيكون على الكوسوفيين "انتظارالغاء نظام التأشيرات لدول الاتحاد الاوروبي بلا جدوى".

وهذه القضايا اساسية في بلد تبلغ نسبة البطالة فيه رسميا 27,5 بالمئة وواحد من كل اثنين من السكان البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة لم يبلغ الثلاثين من العمر بعد. 

 وذكرت صحيفة زيري المستقلة ان 150 الف شاب، اي اكثر من عشرة بالمئة من الناخبين سيصوتون للمرة الاولى في هذه الانتخابات.

خلافات بين الصرب 

لانتزاع السلطة من "المحاربين"، سيكون على عبد الله هوتي الالتفات الى حركة "تقرير المصير" (فيتيفيندوسيه) التي تتبع اساليب قاسية. فنوابها القوا الغازات المسيلة للدموع في البرلمان لمنع التصويت على قانون يتعلق بترسيم الحدود مع مونتينيغرو.

ومن ابرز نقاط الخلاف بين هوتي وهذه الحركة المفاوضات لتطبيع العلاقات مع صربيا. فعبد الله هوتي يريد مواصلتها بينما ما زالت حركة "تقرير المصير" متمسكة بموقفها المتشدد في هذا الشأن.

 فمسألة تنظيم "بلديات" في مناطق الاقلية الصربية حيث يعيش بين مئة و150 الفا من هؤلاء، لم تحل بعد كما يكشف التوتر الواضح في مدينة ميتروفيتسا المقسمة.

وتعترف اكثر من 110 دول باستقلال كوسوفو، لكن ليس بينها صربيا التي ما زال دستورها يؤكد وصايتها على هذا الاقليم الصربي السابق.

وسينتخب صرب كوسوفو الاحد عشرة ممثلين لهم في مجلس النواب الذي يضم 120 مقعدا في اجواء من الانقسام الداخلي الشديد بينهم والتشكيك في هيمنة حزب اللائحة الصربية المرتبط بشكل وثيق ببلغراد.

وتحدثت احزاب سياسية متنافسة عن اجواء ترهيب تثير قلق الفسارات الغربية، بينما دعت بلغراد الصرب الى "تجنب تشتت اصواتهم".