توجه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي يُرجح أن يحصل فيها حزب الوسط الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون على أغلبية تمكنه من تمرير الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الواسعة التي تعهد بها.

وفتحت مراكز التصويت أبوابها في أنحاء فرنسا في تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وسيستمر التصويت في أكبر المدن الفرنسية حتى الثامنة مساء.

وتُجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مُشددة إذ سيشارك أكثر من 50 ألف من قوات الشرطة في تأمين الانتخابات في بلد لا يزال يخضع لحالة الطوارئ منذ وقوع سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 230 شخصا في عامين.

وشهدت ولاية ماكرون الرئاسية بداية سلسة على مدى خمسة أسابيع منذ أن نجح في هزيمة مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان ليصبح أصغر رئيس في فرنسا على الإطلاق، إذ نجح في اختيار حكومة تتجاوز حدود اليمين واليسار وتترك انطباعا قويا على الساحة الدولية.

ويحتاج حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، الذي تأسس قبل عام فقط، إلى أغلبية واضحة في الجمعية الوطنية (البرلمان) لتمرير الإصلاحات الواسعة التي وعد بها.

وأشارت استطلاعات الرأي أن حزب ماكرون وحليفه حزب الحركة الديمقراطية الذي ينتمي ليمين الوسط سيحصلان على أغلبية تُقدر بـ30 في المئة من الأصوات على الأقل في الجولة الأولى، وهو ما يضعه على الطريق لضمان تحقيق انتصار كاسح في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل.

وأشارت بعض التوقعات بأن حزب "الجمهورية إلى الأمام" قد يحصل على نحو 400 مقعد في البرلمان الذي يضم 577 مقعدا. وحصل الحزب بالفعل على دفعة قوية بعد أن احتل مرشحوه الصدارة في 10 من بين 11 دائرة انتخابية للمواطنين الفرنسيين المقيمين خارج البلاد، إذ جرى الاقتراع مبكرا في 3 و4 يونيو / حزيران.

وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، فإن المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات سيتنافسان في الجولة الثانية، بالإضافة إلى أي مرشح يفوز بأكثر من 12.5 في المئة من أصوات الناخبين.

وإذا استطاع ماكرون وحزبه الناشئ حديثا الفوز بأغلبية ساحقة في الجولة الثانية من الانتخابات كما تشير استطلاعات الرأي، فإن ذلك سيُمثل ضربة أخرى للأحزاب الرئيسية من اليمين واليسار التي لم ينجح أي من مرشحيها في الوصول لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.

وقال منير محجوبي أحد مرشحي حزب "الجمهورية للأمام"، في تصريح لوكالة رويترز، أثناء محاولته حشد الدعم في دائرته الانتخابية شمالي باريس قبيل التصويت: "نريد الحصول على أغلبية كبيرة حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات وإحداث التحول في فرنسا خلال السنوات الخمس المقبلة."

وهناك مخاطر تهدد مستقبل الحزب الاشتراكي، الذي حكم فرنسا على مدى خمس سنوات ويتوقع أن يحصل على فقط ما بين 15 إلى 30 مقعدا، بالإضافة إلى وجود مخاطر أيضا تهدد وحدة الجمهوريين، إذ أن بعض الشخصيات البارزة من الحزبين اتجهت لدعم ماكرون.

وقد لا يتمكن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، التي لا تزال تترنح من نتيجة جاءت أسوأ من التوقعات في الانتخابات الرئاسية، من الحصول على الأصوات التي تمكنها من تشكيل هيئة برلمانية.