كالكوتا: فرّ آلاف السياح الاثنين من المنتجع الجبلي الهندي في دارجيلنغ (شمال-شرق)، خوفا من اعمال العنف وسط فورة تحركات انفصالية.

جابت دوريات من مئات عناصر الشرطة والجيش شوارع المدينة الصغيرة الواقعة في ولاية البنغال الغربية والمبنية وسط حقول الشاي فيما كان السياح المذعورون يقومون بتوضيب حقائبهم.

وأدت أعمال الشغب في دارجيلنغ الأسبوع الفائت لاصابة 12 شخصا، فيما حذرت حركة غوركا جانموكتي مورشا (الجبهة الوطنية لتحرير غوركا) في نهاية الأسبوع الفائت من أن "تشويشا" قد يحصل حين يبدأ الإضراب العام الاثنين.

تسعى الحركة إلى الضغط على الحكومة الهندية لانشاء ولاية جديدة باسم غوركا لاند في الاقليم الجبلي الواقعة حاليا في ولاية البنغال الغربية. وتقول الحركة إن المتحدثين بالبنغالية القادمين من الخارج استغلوا مواردهم وفرضوا عليهم لغتهم وثقافتهم. 

وقال براديب لاما المسؤول في الجمعية السياحية لوكلاء السفر في دارجيلنغ "حتى الساعة السابعة من يوم الاحد كان سبعة آلاف سائح قد غادروا دارجيلنغ". كما تم الغاء 70% من الحجوزات. وتخوض إثنية غوركا ذات الاصول النيبالية، حملة منذ عقود لفصل المنطقة عن ولاية البنغال الغربية واقامة ولاية لافرادها ضمن دولة الهند الاتحادية.

أدى القرار الذي اصدرته السلطات الهندية أخيرا بجعل اللغة البنغالية مادة الزامية في مدارس دارجيلنغ الى اعادة تأجيج التوترات.

ودعا حزب غوركا جانموكتي مورشا (الجبهة الوطنية لتحرير غوركا)، أكبر الحركات المطالبة بإقامة "غوركالاند"، الى اضراب عام داعيا السياح الى مغادرة المنطقة حفاظا على سلامتهم.

وقالت الزائرة بريا روي القادمة من ولاية بنجالور الجنوبية "سمعنا عن الاضطرابات، لكننا واصلنا المضي حتى وصلنا الى المنتجع الجبلي الجمعة آملين أن تكون الأمور طبيعية". وتابعت "لكننا قررنا مغادرة دارجيلنغ بعدما حذرت حركة غوركا السياح".

واشارت سائحة هندية الى قيام متظاهرين بمهاجمة سيارة تابعة للمجموعة التي ترافقها، مطالبين الركاب بابراز هوياتهم. وقالت السائحة لفرانس برس "تأبطت ذراع امي بينما كانت ترجو (المهاجمين) السماح لنا بالمغادرة".

وقال بيمال جارانغ، زعيم حركة غوركا جانموكتي مورشا، لوكالة فرانس برس إن تحذيره السياح هو "من أجل سلامتهم" إذ إن الأمور قد تسوء إذا ما شنت حركته حملة كاملة من أجل ولاية منفصلة.

من جانبه، قال حاكم دارجيلنغ جويوشي داسجوبتا إنه جرى توقيف 12 على الأقل من ناشطي الحركة بتهم تتعلق بإثارة العنف.

وأوضح داسجوبتا أن عناصر من نشطاء الحركة حاولوا اشعال النيران في مكاتب حكومية الاثنين، مشيرا إلى أن الولاية كثفت إجراءات الأمن امام كل المكاتب الحكومية في دارجيلنغ "كإجراء وقائي". لكن الحركة نفت أن يكون نشطاؤها متورطين في العنف. 
وكانت حركة احتجاجية مشابهة بدأت في 2007 سمحت لابناء المنطقة بتوسيع السلطات الادارية فيها.

وتخوض جماعات عدة في مختلف انحاء الهند حملات مماثلة للحصول على حكم ذاتي، أدى آخرها الى ولادة ولاية تيلانغانا بعد تقسيم ولاية اندارا براديش في 2014.