نصر المجالي: مرة ثانية خلال عام واحد ينقسم الشارع الأردني حول حفل لفرقة (مشروع ليلى) اللبنانية، والانقسام هذه المرة يطال مواقف مجلس الوزراء، حيث تناقض وزيران في موقفيهما من الفرقة.&

وعدا عن الكيليشيه المعتادة التي تذم الفرقة من دون بحث واستقصاء عميق عنها، حيث تقول هذه الكليشيه إن "مشروع ليلى يغني للاباحية والشذوذ الجنسي -المثلية- ويدعو الى ديانة جديدة والانفلات الاخلاقي"، فإنه لا يوجد أي مبرر لهذا الجدل الذي ازداد سخونة ولهيبا لمرتين الأولى كانت في ابريل 2016 والثانية الآن حول حفل كانت تعتزم الفرقة إقامته يوم 27 يونيو ٢٠١٧ في ساحة ارض المعارض على طريق مطار الملكة علياء.

وبينما يستعر الجدل والرفض والاستنكار لإقامة الحفل، وهناك مؤيدون لإقامته، أصدر وزير الداخلية غالب الزعبي قرارا يمنع إقامة الحفل تحت مبررين "ما يقام في هذا الحفل من فقرات استفزاز للمشاعر العامة بالاضافة الى ردات الفعل الغاضبة من المواطنين عليه، إضافة الى محاولة استغلال هذا الأمر لكسب مواقف شعبية وتنفيذ مآرب خاصة، من قبل فئات معينة في المجتمع".&

ولم يذكر مسؤولو وزارة الداخلية ما هي هذه المآرب، ومن هي تلك الفئات المعينة من المجتمع !.

هجوم شرس؟

وقبل قرار منع إقامة الحفل، كانت وزيرة السياحة والاثار لينا عناب قالت "إن هجوما شرسا يشن على فرقة مشروع ليلى، بينما لا يمكن وصف مثل هذا الفن بأي عبارات مسيئة لأنه فن محترم وراقٍ وليس رخيصا ولا يخالف العادات والتقاليد".&

وأكدت عناب أن وزارة السياحة تدعم الحفل كأي حفل آخر، بتقديم التسهيلات في المعاملات والاجراءات المطلوبة لإقامته في العاصمة عمان، مبينة ان ما تقوم به من دعم لوجيستي هو من واجب الوزارة.

وأضافت وزيرة السياحة ان مشروع ليلى هو فرقة موسيقية تقدم فنا له جمهور محلي وعالمي، وعليه اجماع من مختلف انحاء العالم، ليس لها أي بعد ديني او اخلاقي كما يشيع البعض، واصفة هذه الافكار بغير الدقيقة والبعيدة كل البعد عن الواقع.

وأضافت عناب ان مشروع ليلى فرقه عالمية اقامت مثل هذا الحفل على ارض الوطن ما يزيد على 5 عروض من بين العروض العالمية التي تقدمها، ولم تكن تحتوي على ما يثير القلق.

وأكدت عناب ان هذا الحفل يستقطب السياح من مختلف انحاء المملكة وهو يرفد خزينة الدولة بالعوائد. واشارت الى ان حفل العام الماضي تم الغاؤه بسبب خلافات على مكان اقامة الحفل، مشيرة الى ان الوزارة قدمت التسهيلات التي تتلقاها كافة الفعاليات التي تقام في المملكة مهما اختلفت نشاطاتها.

وكان محافظ العاصمة السابق خالد ابو زيد قرر العام الماضي الغاء الحفل حينها، وقبل احيائه بخمسة ايام لمخالفة محتواه العادات والقيم الاردنية.

صورة رسالة وزير الداخلية الاردني لوزير السياحة (عمّون)

&

لجنة السياحة

يشار إلى أن رئيس لجنة السياحة والاثار النيابية النائب المحامي اندريه العزوني كان استهجن المعلومات التي اثيرت حول وزارة السياحة باعتبارها الشريك الرسمي لحفل فرقة "مشروع ليلى" الغنائي الذي يصنفه الاعلام انه دعم لتوجهات "المثلية الجنسية"، وذلك وفق ما نشره على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك".

ودعت لجنة السياحة النيابية وزيرة السياحة والاثار لينا عناب إلى اجتماع عاجل للاستعلام منها حول دقة هذه المعلومات، وقال العزوني إن هذا الحفل "مشروع ليلى" يتعارض مع تقاليدنا واخلاقنا ورغبة الشعب، واذا ثبت أن وزارة السياحة هي الشريك الرسمي للحفل فسوف يتم احالة الموضوع على مجلس النواب لمحاسبة الوزيرة وحجب الثقة عنها.

وكانت الصفحة الرسمية لمشروع ليلى كشفت عن الاسماء الداعمة للحفل الذي تنوي اقامته في العاصمة عمان نهاية الشهر الحالي، وقالت الصفحة إن وزارة السياحة والاثار هي الشريك الرسمي للحفل.&

ونشرت صفحة المشروع النص التالي :"نحن بطقوسنا الشيطانية وعبادتنا للشيطان كما يدعون اصحاب العقول المريضة من الشعب..نعيد نعيد نعيد ونكرر بدنا ليلى بعمان".

فرقة ليلى&

يذكر أن فرقة (مشروع ليلى) مكونة من خمسة أعضاء. وهي تشكلت في بيروت، لبنان في شباط (فبراير) العام 2008 أثناء ورشة عمل موسيقية في الجامعة الأميركية في بيروت. وأصدرت الفرقة ثلاثة ألبومات استوديو حتى الآن، وتسبب أغاني الفرقة الكثير من الضجة بسبب مواضيعها.&

وجاء تشكيل الفرقة، عندما نشر عازف الكمان هيج بابازيان وعازف الجيتار أندريه شديد وعازفة البيانو امية ملاعب دعوة مفتوحة للموسيقيين الذين يبحثون عن مساحة للتنفيس عن التوتر الناجم من الكلية والوضع السياسي غير المستقر. وهي واسعة الانتشار، وتكسب صيتاً في حلبة الموسيقى البديلة.

وشاركت الفرقة في "مهرجان الموسيقى" العام 2008، وهو حدث لبناني سنوي تنظمه بلدية بيروت، ما أثار الجدل حول الكلمات الجريئة للأغاني والناقدة للمجتمع اللبناني، والتي تتناول أيضًا مواضيع الفشل في الحب والجنس والسياسة.

وفي العام 2009، وفي مسابقة "الموسيقى الحديثة" التي نظمتها إذاعة "راديو لبنان" في نادي "Basement" حازت الفرقة جائزة لجنة التحكيم والجمهور، وذلك بسبب اغنيتها "رقصة ليلى"، حيث كانت الجائزة الأولى عقدًا لإنتاج أسطوانة.

أول ألبوم&

وأطلق الألبوم الأول للفرقة المسمى على اسم الفرقة نفسها مشروع ليلى "Mashrou' Leila"، الذي انتجته شركة "B-root Productions" في كانون الأول (ديسمبر) 2009 في مصنع للصلب في برج حمود (وهي ضاحية من ضواحي بيروت)، حيث ازدحم 1200 مشجع في ساحة المصنع.&

وتحولت الحفلة الى أكبر حدث في بيروت (باستثناء الاحداث العامة) في السنوات الأخيرة، وحقق نجاحًا كبيرًا بين مشجعي الـ"إيندي" والروك في لبنان.

وكان حفل الفرقة في مهرجان بيبلوس الدولي في 9 يوليو 2010 واحداً من أهم الأحداث المتوقعة لفصل الصيف، وحضرها العشرات من المشجعين، وكذلك رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.