أعادت الولايات المتحدة الاثنين التأكيد على موقفها الأحادي حيال مسألة المناخ، عبر رفضها الانضمام إلى إعلان وقعته باقي الدول الشريكة في مجموعة السبع، يشدد على أن "لا عودة" عن اتفاق باريس المتعلق بالانبعاثات الكربونية.

إيلاف - متابعة: وقع وزراء بيئة مجموعة الدول السبع، باستثناء الولايات المتحدة، اتفاقًا مشتركًا أعادوا التأكيد من خلاله على التزامهم بتطبيق اتفاق باريس لحماية المناخ عبر الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. 

ليس الحل الأوحد
ونأى سكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة، بنفسه عن هذا الجزء من نص البيان، تماشيًا مع قرار ترمب الانسحاب من اتفاق باريس، الذي أثار موجة من الانتقادات حول العالم لواشنطن. 

وفي بيان صدر الاثنين، قال برويت "نعاود الحوار (مع دول مجموعة السبع) لنقول إن (اتفاق) باريس ليس الطريقة الوحيدة لتحقيق تقدم في مجال المناخ". 

لكن رأيه يعد مخالفًا لآراء شركاء واشنطن الستة في المجموعة وأعضاء الاتحاد الأوروبي، الذين يصرّون على ضرورة تطبيق اتفاق باريس بشكل كامل. 

من ناحيتها، أشادت المدير التنفيذية لمنظمة "غرين بيس" الدولية المدافعة عن البيئة، جينفر مورغان، بـ"قيادة مجموعة الدول الست"، داعية فرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وكندا إلى العمل على تحقيق طموحاتهم في هذا الصدد بمناسبة قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في ألمانيا في يوليو. 

ليس كارثيًا
من ناحيته، أكد وزير البيئة الفرنسي نيكولا أولو أن القرار الأميركي، وإن تسبب بمشكلات خاصة في ما يتعلق بالتمويل الذي وعدت به الدول الأكثر تأثرًا بالاحتباس الحراري ليس كارثيًا. 

وأوضح أن "التحول إلى اقتصادات تعتمد على ثاني أكسيد الكربون بشكل قليل يسير إلى الأمام" و"لا يمكن العودة" عنه، حتى في الولايات المتحدة. 

أضاف في تصريحات للصحافيين أدلى بها الاثنين أن الصين فهمت ذلك عبر استثمارها بشكل كبير بالطاقة المتجددة، وأن فرنسا تبذل جهودا لـ"تسريع" الحرب ضد الاحتباس الحراري.

المضي قدمًا مهما حصل
والأحد، قال إريك سولهايم مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إن محادثات الأحد شددت على "العزم المطلق" للدول الست الأخرى الأعضاء في مجموعة السبع من أجل المضي قدمًا "مهما حصل في البيت الأبيض".

تابع سولهايم "القطاع الخاص وكبرى الشركات بما فيها في الولايات المتحدة، تقول إنها تدعم التحرك (في هذا المجال). هناك عدد ملحوظ من الوظائف الجديدة في الاقتصاد الأخضر والمتجدد والعديد من الأرباح التي يمكن أن نجنيها أكثر بكثير من الوقود الأحفوري".

وأثارت مسألة المناخ في أواخر مايو الماضي، انقسامًا للمرة الأولى في وحدة دول مجموعة السبع عندما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة المجموعة في تاورمينا (إيطاليا) اتخاذ موقف مغاير.

تجاوز الحكومات
ومثل الولايات المتحدة في اجتماع بولونيا برويت الذي امتنع عن الادلاء بأي تصريح علني. وكان برويت المعارض الشديد على الصعيد المحلي للعديد من المبادرات من أجل حماية البيئة، من أبرز مؤيدي خروج الولايات المتحدة من إتفاق باريس حول المناخ.

في المقابل، يعتبر وزير البيئة الفرنسي مدافعًا منذ زمن عن قضايا البيئة، ولكنه اضطر للبقاء في فرنسا الاحد بسبب الانتخابات التشريعية، ولذلك لم يلتق برويت.

وبما أن الدفاع عن البيئة يمكن ان يتجاوز دور الحكومات، تعهدت وزيرة البيئة الكندية كاثرين ماكينا الاحد "العمل مع كل الجهات الفاعلة،" خصوصًا غير الحكومية منها التي ترغب في ذلك، في إشارة الى المدن والولايات الاميركية المعارضة لقرار ترمب.

في هذا الصدد، اعلنت المانيا وولاية كاليفورنيا السبت الاتفاق على العمل معا للحفاظ على اهداف خفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.

وخلال الاسبوع الماضي بكامله، شهدت بولونيا مبادرات من المجتمع المدني شددت على الدفاع عن المناخ والنمو المستدام والمحيطات. وبعد ظهر الاحد، تظاهر نحو ألف طالب بهدوء في وسط المدينة الايطالية تحت أنظار مئات من عناصر الشرطة رافعين لافتات مطالبة بالالتزام بالدفاع عن البيئة.