تقول مصادر فلسطينية إن اليمين الإسرائيلي يمول مواقع إلكترونية موجهة إلى الجمهور الأميركي، تهاجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحل الدولتين، وتروج لأفكار إسرائيلية. 

بيروت: لمصلحة من يعمل موقع «الانتفاضة الإلكترونية» (Electronic Intifada) في الولايات المتحدة؟ هل يموله اليمين الاسرائيلي المتطرف من طريق يهود أميركا؟ بدأت هذه الأسئلة ترد في الآونة الأخيرة في الأوساط المقربة من السلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة وسفارة فلسطين هناك.

أكاذيب

تقول مصادر فلسطينية مختلفة إن المؤسسات الفلسطينية الرسمية بدأت تضيق ذرعًا بهذا الموقع الموجه إلى الأميركيين، ويتابعه نحو نصف مليون متابع شهريًا في الولايات المتحدة. أول وهلة، يبدو استعمال كلمة «الانتفاضة» لدعم فلسطين والقضية الفلسطينية، إلا أنه عند التمعن في ما يكتب وينشر هناك، يجد المرء أنه موجه كله ضد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، إذ يظهره الموقع بمظهر الخائن والعميل.

معروف أن وصف ابو مازن بأنه يقدس التنسيق الأمني مع اسرائيل ويتباهى بتسليم المطلوبين لاسرائيل كذب وبهتان وتضليل للرأي العام الأميركي والإسلامي والفلسطيني في الشتات. من ناحية أخرى، قال الموقع إن إضراب الأسرى أتى نتيجة توافق بين حماس وفتح، وإن أبو مازن عارضه. لكن الحقيقة هي أنه دعم الإضراب، وحماس لم تشارك ولا حتى دعت أسراها إلى إضراب تضامني ولو ليوم واحد.

مستفيدون

وينشر الموقع فكرة دولة واحدة ثنائية القومية، ويهاجم حل الدولتين. تقول المصادر في الأراضي الفلسطينية إن الكل يعرف أن اليمين الاسرائيلي المتشدد بزعامة نفتالي بنيت ومعه زعماء الاستيطان ينادون بالفكرة نفسها، أي إلغاء حل الدولتين تمامًا. وليست صدفة التقاء موقع «الانتفاضة الإلكترونية» مع اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي، بحسب معلومات وصلت إلى سفارة فلسطين في واشنطن، يتبرع للموقع من طريق يهود أميركيين ينادون بإنشاء إسرائيل الكبرى.

بناءً على ما تقدم، تضيف المصادر الفلسطيني، يحاول موقع «الانتفاضة الالكترونية» منع متابعيه الأميركيين والمسلمين والفلسطينيين من الوقوف على الصورة كاملة في فلسطين، وإنما يختلق الأخبار للمس بانجازات منظمة التحرير الفلسطينية ومنع تكريس حل الدولتين في الذهنية العالمية، إذ يحاول القائمون على الموقع إدراج فكرة الدولة الواحدة التي تصب في صالح اليهود، وتؤجج الصراع مئات السنوات المقبلة. 

تقول هذه المصادر: "إذا فكرنا مليًا من يريد المس بالرئيس الفلسطيني ومنظمة التحرير، نرى انهم يحظون في الموقع بالدعم والتمجيد، مثل حماس وقياديين فلسطينيين فارين واسرائيل واليمين المتطرف في الدولة العبرية".