انتهزت قيادات شيعية عراقية مقربة من طهران حلول الذكرى الثالثة لتشكيل الحشد الشعبي للتأكيد أنه لولا رجال وأسلحة إيران لما تمكّن العراق من تحقيق انتصاراته ضد تنظيم داعش بعد أن احتل ثلث مساحة بلادهم عام 2014.

إيلاف من لندن: قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في كلمة خلال الاحتفال الرسمي بالذكرى الثالثة لتشكيل الحشد بحضور فعاليات سياسية وشعبية والسفير الإيراني ان إيران لم تبخل بالدعم على العراق في مواجهة احتلال داعش الاراضي العراقية وفتحت حدودها لتقديم الدعم العسكري الى العراق بلا مقابل. واشار الى أن فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني غيّرت معادلة الواقع من الانكسار إلى الظفر والنصر. 

وأضاف الفياض أن الحشد ضمانة المستقبل وكل من يعتقد ان الحشد مستلزم لمرحلة انما هو يعيش الوهم.. مشيرا إلى أن "المنطقة مازلت تحترق ومازالت الاخطار والاعداء يتربصون بنا من كل جهة".

وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد دعا عن طريق معتمد له في 13 يونيو 2014 المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق مؤكدا ان العراق يواجه تحدياً كبيراً.. واشار الى ان مسؤولية التصدي للارهابيين هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر. وشدد على أن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن الوطن واهله وأعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.

ويضم الحشد الشعبي قوات من المتطوعين تضم 67 فصيلاً تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي للسيستاني بعد سيطرة تنظيم داعش على ثلث مساحة العراق وهدد بغزو مدينتي كربلاء والنجف المقدستين لدى الشيعة. 

العبادي: تأسيس الحشد عيد وطني

وفي كلمة بالاحتفال قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إنه سيستمر بالدفاع عن الحشد الشعبي مشيرا إلى فشل جميع المحاولات التي سعت إلى تخريب العلاقة بين الحشد والحكومة فيما عدّ ذكرى تأسيسه "عيداً وطنياً".

وقال العبادي في كلمة ألقيت بالنيابة عنه "ان فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الديني السيد علي السيستاني غيرت معادلة الواقع من الانكسار إلى الظفر والنصر".. داعيا إلى الاحتفال والاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها عيدا وطنيا. 

وأضاف أن التضحيات التي قدمها لا يمكن أن توصف لافتا إلى أن داعش انهزم نفسيا يوم انطلق الحشد الشعبي. واشار إلى أن هناك من اراد تخريب العلاقة بين الحكومة والحشد الشعبي فأثبتت الوقائع خلاف ذلك.

لولا إيران لما تحقق النصر على داعش

اما نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس فقد اشار الى ان إيران قدمت للعراق كل مايحتاجه حين تعرض للخطر.. واشار الى انها ارسلت شبايها وسلاحها بسخاء الى العراق وقدمت الشهداء في المعارك ضد داعش.

واكد انه لولا هذا الدعم لما تحقق الانتصار على هذا التنظيم الارهابي. وشدد على ان العراق مازال مهددا لذلك فإنه يجب عدم حل الحشد. وقال إن الحشد لم يتحرك متراً واحداً منذ بدايته إلى اليوم خارج إطار القيادة العامة للقوات المسلحة وهو يقاتل في مساحات شاسعة ويمسك اليوم حدود العراق لتطهيرها.

واضاف أن "العراق سيتحول قريبا إلى قوة أساسية لمحاربة الإرهاب في المنطقة بفضل هذا التيار الهادر".. وقال "إننا سنحتفل في العام القادم بطوي صفحة داعش وصفحة الخيانة واسقاط النظام والذهاب إلى صفحة تثبيت هذا النظام". 

الحكيم: إيران أنقذتنا

وفي كلمته أشار رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم الى انه عندما أحدقت الاخطار والتهديدات بالعراق "كنا نبحث في اللحظات الحرجة هنا وهناك عن السلاح فلم يلتفت الينا احد لكن الهبة كانت من إيران التي فتحت مخازنها الاستراتيجية للسلاح للعراق ومن دون مقابل وارسلت خيرة مستشاريها الذين لم يجلسوا في المكاتب ليقدموا استشاراتهم وانما ذهبوا الى سوح القتال فقتل منهم قادة بارزون ولذلك فان الشعب العراقي لن ينسى هذا الدعم الإيراني الذي اعاد التوازن العسكري وتحقيق النصر على داعش بعد الانهيارات التي حصلت في قوات الجيش والشرطة.

واضاف ان العراق انتقل من الانتصار على داعش الى تأمين حدوده مع الجيران بعد ان كان يتخبط نتيجة تلك الانهيارات. وحذر من اختراقات أمنية محتملة مع قرب تحقيق النصر على تنظيم داعش داعيا إلى ضرورة اليقظة لتفويت الفرصة عليه. وقال ان الإرهاب لا يتخلى عن شروره بسهولة لذلك سيعمد الى ايقاظ خلاياه النائمة لاستهداف العراقيين.

الخزعلي: لا لحل الحشد

أما الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي فقد اكد أن جميع محاولات حل الحشد الشعبي ستفشل، وقال في كلمة له خلال الاحتفال إن "من يريد حل الحشد الشعبي يريدنا أن نكون مجردين من السلاح الذي دافعنا فيه عن كرامتنا".. مؤكدا أن جميع محاولات حل الحشد الشعبي سابقا فشلت وستشفل مستقبلا ايضا.

واعتبر الخزعلي أن الانتصار العسكري لن يكتمل دون تحقيق الانتصار السياسي.. مبينا أن الانتصار السياسي يتمثل بافشال الفتنة الطائفية وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد والمحاصصة.

ويوم الثلاثاء الماضي اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم قوات الحشد الشعبي باختطاف 643 رجلا وطفلا في بلدة الصقلاوية في محافظة الانبار الغربية مؤكدة انهم ما زالوا في عداد المفقودين منذ عام كامل ووجهت انتقادات الى السلطات بعدم اتخاذ اي اجراءات للعثور عليهم او معاقبة خاطفيهم واعلنت عن حملة دولية تسأل العبادي: أين هم؟.

ونوهت المنظمة بأن التحقيقات السابقة في الانتهاكات الجسيمة من قبل "الحشد الشعبي" لاقت تقاعسا ولم يتم توفير الإنصاف والتعويض للضحايا.. مثلاً النتائج التي أعلنت في حالات القتل غير المشروع وباقي انتهاكات "الحشد الشعبي" في قرية بروانة ومدينة المقدادية الواقعة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد التي حدثت يوم 26 يناير عام 2015 و11 يناير عام 2016 على التوالي لم تعلن على الملأ كما لم يُحاسب أي عضو في "الحشد الشعبي" حسب أفضل المعلومات المتاحة للمنظمة.