ربما يكون طالبو اللجوء، الذين اعتقلتهم السلطات الأسترالية في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة، قد ربحوا تعويضات تاريخية، لكن المعتقلين قلقون بشأن ما ينتظرهم خلال الأيام المقبلة.

وتقول الحكومة الأسترالية إن التعويضات التي حصل عليها المعتقلون "معقولة"، بينما يصفها المعتقلون بأنها "تافهة".

وفيما اعتبر نصرا بارزا لحقوق الإنسان، عرضت الحكومة الأسترالية ما يوازي 53 مليون دولار أمريكي، تعويضا عما وصف بأنه معاملة "مهينة وقاسية" تعرض لها اللاجئون في جزيرة مانوس.

لكن اللاجئين يقولون إن ذلك المبلغ لا يحل مشكلة حقوقهم الإنسانية الأساسية، مثل حرية الرأي والتعبير والتنقل.

"معتقل غوانتانامو الأسترالي"

وهربا من الحرب الأهلية في السودان، انطلق عبدالعزيز محمد في رحلة إلى أستراليا عبر إندونيسيا.

وبعد اعتراض الرحلة في البحر، أرسل عبدالعزيز مع آخرين، إلى مركز احتجاز في جزيرة مانوس.

وقال عبدالعزيز لبي بي سي إن الحكومة الأسترالية، عبر عدم طعنها في الحكم، قد أقرت أخيرا بتقاعسها عن واجبها في تقديم الرعاية، وارتكبت جريمة بحق أشخاص معرضين للخطر.

ويقول عبدالعزيز: "لقد عوملنا بطريقة ربما تكون أسوأ من المعتقلين في معتقل غوانتانامو الأمريكي الشهير. يمكنني أن اقول إنه معتقل غوانتانامو أسترالي".

وأضاف: "إذا لم يكن لدينا حرية التنقل فماذا يمكننا أن نفعل بهذه الأموال؟"

مركز الاحتجاز بجزيرة مانوس
Reuters
يقول طالبو اللجوء إن ظروف الحياة رديئة في مركز الاحتجاز بجزيرة مانوس

ويقول اللاجئون إن الحكومة الأسترالية قالت الحقيقة، فيما يتعلق بالظروف الرديئة في مركز الاحتجاز".

لكن وزير الهجرة الأسترالي، بيتر دوتون، قال إن عرض التعويضات لا يعد اعترافا بالمسؤولية، لكنه يهدف لتجنب الأعباء القانونية لمحاكمة طويلة المدى.

ماذا بعد؟

وليس من الواضح بعد ما سيحدث للاجئين الموجودين في مركز الاحتجاز.

ويخشى نشطاء مثل إيان رينتول، من منظمة ائتلاف العمل من أجل اللاجئين، من أن حياة اللاجئين قد تكون في خطر.

ويقول إيان رينتول: "حاكم جزيرة مانوس قال إنه لن يُسمح لهم بالاستيطان هناك".

وأضاف: "لا يزال اللاجئون معرضين للهجوم عليهم، كما أن السطو المسلح والضرب أمر شائع هناك".

وتقول الحكومة الأسترالية إن هؤلاء اللاجئين لا يمكنهم القدوم إلى استراليا.

ومن المقرر أن يغلق مركز الاحتجاز في جزيرة مانوس، بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري 2017.

إذن أين يذهب اللاجئون حينها؟

ولم تقل حكومة بابوا غينيا الجديدة أو حكومة أستراليا أي شيء بهذا الخصوص حتى الآن.

ويرغب لاجئون مثل عبدالعزيز في أن تسمح حكومة أستراليا لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالتدخل، وإعادة توطينهم في مكان آخر.

مركز الاحتجاز بجزيرة مانوس
AFP
يرغب طالبو اللجوء في حرية التنقل من مركز الاحتجاز

ليس لديهم وثائق سفر؟

من بين 1905 هم جملة المحتجزين في جزيرة مانوس، أجرى 400 فقط مقابلات مع السلطات الأمريكية المعنية، من أجل إعادة توطين محتمل لهم بالولايات المتحدة، لكن لم يتخذ قرار بعد بشأنهم.

وقال عبدالعزيز ولاجئ آخر من إيران، لم يرغب في الكشف عن اسمه، لبي بي سي إنه يجب إن يصدر لهم وثائق السفر الضرورية، لكي تصان حريتهم في التنقل، وأن يمنحوا حرية الاختيار في الانتقال إلى دول أخرى مستعدة لاستقبالهم.

ووفقا لمنظمة ائتلاف العمل من أجل اللاجئين، فإن الخيار المتاح هو الاختيار بين التوطين في بابوا غينيا الجديدة، أو الآمل في أن يتم اختيارهم للجوء في مكان آخر.

وطُلب من الساعين للحصول على اللجوء حاليا المغادرة أو الترحيل القسري من بابوا غينيا الجديدة.