شيكاغو: برأ القضاء الاميركي الجمعة شرطيا أميركيا قتل رجلا أسود وهو داخل سيارته أمام صديقته وابنتها في حادثة تم تصويرها بشكل مباشر، ما أثار غضب أقرباء الضحية فيلاندو كاستيل.

الشرطي المتحدر من أميركا اللاتينية يدعي جيرونيمو يانيز (29 عاما) متهم ايضا بانه عرّض للخطر باطلاق النار، صديقة الشاب وابنتها البالغة من العمر اربع سنوات التي كانت في المقعد الخلفي للسيارة. وبرأته هيئة المحلفين بعد مداولات دامت نحو ثلاثين ساعة.

بعد صدور الحكم قالت والدة فيلاندو كاستيل "ابني قتل". وكاستيل كان في الثانية والثلاثين من العمر قتل خلال تدقيق في الهويات للشرطة بالقرب من سانت بول في شمال الولايات المتحدة في السادس من يوليو 2016. واوقفته الشرطة لأن أحد مصابيح السيارة كان مكسورا.

وقالت فاليري كاستيل في مؤتمر صحافي امام محكمة منطقة رامسي ان "النظام ما زال جائرا بحق السود، وسيبقى كذلك بحقكم جميعا". وأضافت بأسف انه "لا يحدث اي شيء فقط لانه شرطي"، مؤكدة انها شعرت "بخيبة امل كبيرة". وعبّرت محاميتها غليندا هاتشيت عن اسفها لهذا "الموت المفجع والمجاني". وقالت "هذه المرة كان يجب ان نفعل الصواب. هذه المرة لدينا رجل لا سوابق له (...) هذه المرة كانت لدينا قضية مختلفة جدا".

تابعت المحامية "اذا كان فيلاندو قتل في هذه الظروف، فلنكن واضحين، كل واحد منا يمكن ان يموت في مثل هذه الظروف". واضافت "لن نتراجع وسنواصل كفاحنا". أثار الحكم غضب الكثيرين في سانت بول ومحيطها، ونفذ حوالى 1500 شخص مسيرة في المدينة قبل ان يتجهوا الى الطريق السريع "اي 94" وقطعه. 

وأوقفت الشرطة 18 من المتظاهرين بعيد منتصف الليل بعد ان تجاهلوا اوامرها المتكررة بالتفرق، على ما أفاد متحدث باسم شرطة الولاية. وأشار بيان للشرطة الى ان التهم الموجهة الى الموقوفين تشمل "تواجد مارة على طريق سريع"، فيما أفادت صحيفة "ذا ستار تريبيون" ان الموقوفين يشملون صحافيين اثنين لوسائل اعلام محلية كانوا يغطون التظاهرة. وتشهد الولايات المتحدة باستمرار اعمال عنف ترتكبها الشرطة حيال السود، ونادرا ما تصدر أحكام على رجال الشرطة.

مشكلة عنصرية خطيرة
أدى مقتل كاستيل واسود آخر قتله الشرطيون قبيل ذلك، الى تظاهرات في جميع انحاء البلاد. وخلال واحدة من هذه التظاهرات في دالاس بولاية تكساس (جنوب) قام رجل اراد الانتقام لمقتل السود الذين قتلتهم قوات حفظ النظام، بقتل خمسة شرطيين بالرصاص في السابع من يوليو 2016.

وقال جيلاني حسين مسؤول مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية لشبكة "كا اس تي بي" ان الحكم الذي صدر الجمعة "يوجه رسالة قاسية جدا تفيد انه لدينا مشكلة عنصرية خطيرة في هذا البلد".

ودعت السلطات الى الهدوء. وقال رئيس بلدية سانت بول كريستوفر كوليمان في بيان "أحث كل واحد منكم على التحرك بطريقة سلمية ومحترمة حيال الآخرين: السكان والمتظاهرون والشرطيون".

وفي مشاهد قاسية جدا، صورت دايموند رينولدز اللحظات الاخيرة من حياة صديقها فيلاندو كاستيل وبثتها مباشرة على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي. وبدا وهو يحتضر بقميصه الابيض الملطخ بالدم على مقعد السيارة بينما تحاول الطفلة بخجل طمأنة والدتها.

وقال في هذه اللحظات الاخيرة "لم لكن احاول الوصول الى "السلاح الناري الذي كان يملكه بطريقة قانونية وأثار رعب الشرطي. أكد الشرطي خلال التحقيق ان فيلاندو كاستيل قام بحركة لم تسمح له برؤية يده اليمنى فخاف على حياته وحياة الشرطي الآخر الذي كان يرافقه.

لكن المدعي العام جون شوي قال ان "الخوف غير العقلاني" لا يمكن ان "يبرر استخدام القوة القاتلة". وشدد على اللهجة الهادئة والتي "لا تنطوي على اي تهديد" لفيلاندو كاستيل عندما أبلغ الشرطي بان لديه قطعة سلاح. وقبل ان يصلوا الى النتيجة طلب المحلفون من القاضي إعادة عرض فيديو مقتل فيلاندو كاستيل والصور التي التقطت من سيارة الشرطيين وشهادة جيرونيمو يانيز أمام المحكمة.