باريس: تشكل الانتخابات التشريعية الفرنسية التي تجري الدورة الثانية منها الاحد رهانا كبيرا للرئيس ايمانويل ماكرون الذي يحتاج الى اغلبية واسعة في الجمعية الوطنية لاجراء اصلاحاته، على ساحة سياسية تبنى من جديد.

الرهان

هذه الانتخابات اساسية لايمانويل ماكرون الذي يبحث عن اكثرية واسعة تتيح له تنفيذ اصلاحاته بدءا بتعديل قانون العمل، في مواجهة الحزبين التقليديين اليميني (الجمهوريون) واليساري (الحزب الاشتراكي).

ويأمل حزبا الجبهة الوطنية (يمين متطرف) وفرنسا المتمردة (يسار راديكالي) اللذان حققا نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية من خلال برنامجيهما المعاديين لاوروبا، في ترسيخ حضورهما بفضل اصوات الناخبين الذين خيبت العولمة آمالهم.

اي معارضة؟

تخشى الاحزاب الاخرى المنقسمة والتي باتت ضعيفة، وليست بالضرورة معارضة لماكرون، ان يكون تمثيلها ضئيلا في الجمعية الوطنية الاحد. فاليمين سيشغل بين ستين وتسعين مقعدا والاشتراكيون الذين يشكلون اغلبية في الجمعية المنتهية ولايتها سيحصلون على ما بين عشرين و35 مقعدا.

اما اليمين المتطرف الذي كان يأمل في ان يصبح القوة الاولى للمعارضة، فسيكتفي بستة مقاعد مقابل ما بين عشرة مقاعد و25 مقعدا لليسار الراديكالي وحلفائه الشيوعيين، بعيدا عن الآمال في تجسيد معارضة يسارية جديدة.

تجديد عميق

ستشهد الجمعية الوطنية عملية تجديد عميقة خصوصا لان اكثر من مئتي نائب منتهية ولايتهم لم يترشحوا.

ومع قرار حركة ماكرون "الجمهورية الى الامام!" اختيار مرشحين من المجتمع المدني، سيكون هناك عدد كبير من النواب الجدد بينهم كثر جديدون على الساحة السياسية ولم يسبق لهم ان شغلوا مناصب بالانتخاب من قبل.

نتائج الدورة الاولى

سجلت في الدورة الاولى التي جرت في 11 حزيران/يونيو نسبة امتناع تاريخية بلغت 51,29 بالمئة من الاصوات وقد تصل الى 54 بالمئة في الدورة الثانية.

جاء حزب الرئيس وحليفه الوسطي الحركة الديموقراطية (موديم) الذي يقوده فرنسوا بايرو، في الطليعة ب32,3 بالمئة من اصوات المقترعين، امام اليمين (الجمهوريون 21,5 بالمئة).

وحصل اليمين المتطرف (حزب الجبهة الوطنية) على 13,2 بالمئة من الاصوات، وهي نتيجة اعتبرتها زعيمة الحزب مارين لوبن "مخيبة للآمال" بينما كانت تأمل في ان تصبح قوة المعارضة الاولى بعد النتائج التاريخية التي حققتها في مواجهة ماكرون في الانتخابات الرئاسية.

حصل اليسار الراديكالي (فرنسا المتمردة) على 13,7 بالمئة من الاصوات مع حلفائه الشيوعيين، متقدما على الاشتراكيين (9,5 بالمئة). وحصلت لائحة دعاة حماية البيئة على 4,3 بالمئة من الاصوات.

طريقة الاقتراع

يتعين انتخاب 577 نائبا في الجمعية الوطنية، منهم احد عشر يمثلون الفرنسيين المقيمين في الخارج. وتمثل كل دائرة نحو 125 الف نسمة.

وتفتح مراكز الاقتراع من الساعة 8,00 (6,00 ت غ) الى الساعة 20,00 (18,00 ت غ) في المدن الكبيرة. في هذا الموعد ستنشر التوقعات الاولية حول النتائج الجزئية.

البرنامج الزمني

قبل البدء بمناقشة القوانين، يفترض ان تدشن الجمعية الوطنية اعمالها في 27 حزيران/يونيو بتشكيل مكتبها وانتخاب رئيسها.

بعد ذلك سيدعى النواب الى التصويت على منح الثقة الى الحكومة المنبثقة عن الانتخابات، والتي قد تكون الحكومة نفسها التي يقودها حاليا ادوار فيليب او تشكيلة معدلة لها.