«إيلاف» من لندن: ‎قال الدكتور محمد الشاكر الناطق الرسمي باسم قوات النخبة السورية، إنّ قواتهم تمكنت اليوم من "فك الحصار المفروض على مجموعة من عناصرها، بعد أن تمكن تنظيم داعش من محاصرتهم والالتفاف عليهم عبر الأنفاق التي حفرها في المنطقة الفاصلة بين حي الصناعة وباب بغداد، خلال محاولة عناصر قوات النخبة السورية التغلغل أكثر نحو سور المدينة القديمة".

‎وأكد الشاكر، في تصريح تلقت "إيلاف " نسخة منه، "أنّ وحدة مؤازرة من قوات النخبة السورية، نجحت في فك الحصار المفروض، الذي أسفر عن استشهاد عبد الله حاحان، أحد قياديي قوات النخبة السورية، بعد اشتباكات عنيفة تكبد خلالها التنظيم المتطرف خسائر فادحة في المقاتلين والمعدات، حيث نجحت قوات النخبة السورية من إسقاط طائرة بدون طيار، كان قد سيّرها التنظيم المتطرف إلى أرض المعركة".

‎وأضاف " أنّ التنظيم المتطرف، لم يهدأ منذ أنْ بسطت قوات النخبة السورية سيطرتها على حيي المشلب والصناعة شرقي مدينة الرقة، إذ تمكن التنظيم المتطرف منذ أيام من شن هجوم معاكس من جهة باب بغداد، للحيلولة دون توغل قوات النخبة السورية نحو سور المدينة القديمة".

‎وكانت قوات النخبة السورية، قد دخلت حي المشلب منذ الساعات الأولى لانطلاق معركة الرقة الكبرى، في السادس من يونيو، قبل أن تتوغل أكثر في الجهة الشرقية لمدينة الرقة في حي الصناعة، الذي يبعد أقل من مئة متر عن باب بغداد.

‎وتشكل قوات النخبة السورية إحدى القوى المستقلة العاملة في عملية غضب الفرات، التي تعمل بالتنسيق والتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في إطار التحالف الدولي، وتتبع لرئيس الائتلاف الوطني الأسبق، ورئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا.

‎وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أمس إن الغموض يلف مصير 16 مقاتلاً من قوات النخبة السورية العاملة في عملية “غضب الفرات”، جرى حصارهم من قبل تنظيم داعش.

‎وأكدت مصادر متطابقة الأحد أن المقاتلين الـ 16 كان مصيرهم ‎مجهولاً إثر تمكن التنظيم من محاصرتهم من خلال التسلل عبر أنفاق وإيقاعهم في حصار، عند باب بغداد على أسوار المدينة القديمة، عند محاولة قوات النخبة التقدم والتوغل لداخل أسوار المدينة القديمة في معقل تنظيم داعش في سوريا، حيث فقد الاتصال معهم، فيما تجري عمليات قتال بين قوات النخبة وعناصر التنظيم في الأطراف الغربية للقسم الشرقي لمدينة الرقة، في محاولة لفك الحصار عن المقاتلين المحاصرين من قوات النخبة، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين .

‎وأشار المرصد السوري على موقعه الالكتروني أن تنظيم داعش بعد أن عمد لتحصين خطوط التماس مع قوات عملية “غضب الفرات” عبر زرع مكثف للألغام ونشر القناصة بشكل واسع، والاعتماد على الهجمات المعاكسة وتفجير المفخخات والأحزمة الناسف، قام التنظيم باتباع تكتيك الأنفاق، عبر استخدام أنفاق محفورة مسبقاً في عملية الالتفاف، التي من شأنها إيقاع خسائر بشرية في صفوف القوات المهاجمة، فيما تتواصل محاولات فك حصار التنظيم لمقاتلي عملية “غضب الفرات” في المدينة.

تقدم «غضب الفرات»

فيما تمكنت قوات عملية “غضب الفرات” صباح أمس الأحد من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على أجزاء من حي البتاني ، وسط استمرار الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين طرفي القتال، في محاولة من قوات عملية “غضب الفرات” استكمال سيطرتها على الحي، لتوسع بذلك نطاق سيطرتها داخل المدينة، التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم داعش .

‎وكانت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، داخل مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم داعش في سوريا، تباطأت بشكل كبير.

‎وعزت المصادر السبب إلى وصول قوات عملية “غضب الفرات” إلى تحصينات تنظيم داعش في مدينة الرقة، حيث يستميت عناصر التنظيم في صد الهجمات ، كما عمد التنظيم سابقاً إلى زرع الألغام بكثافة إضافة الى نشر قناصته ورصد معظم الطرقات والمحاور الواصلة إلى مناطق تواجده، واعتماده كذلك على الهجمات المعاكسة وتفجير عناصره لأنفسهم بأحزمة ناسفة.

‎يذكر أن العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من تنظيم “داعش”، بينهم قياديون محليون وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة الى إصابة العشرات، في حين تأتي هذه الزيادة في أعداد الخسائر البشرية بمدينة الرقة، مع تمكن قوات عملية “غضب الفرات” من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة والسيطرة على معمل السكر، إضافة الى دخولها لأطراف حي البتاني بشرق المدينة وحيي حطين والبريد بغرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية “غضب الفرات” في عمليتها، التي تهدف من خلالها الى التقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم أيضًا من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.