أسف باحث وناشط سوري لما آلت إليه الأمور في سوريا ومصير الثورة بعد 6 أعوام على انطلاقتها، وذلك لما وصفه بـ "فقدان القرار الحر" لدى كلا الفريقين، حتى إنه لا يعوّل على جولات مقبلة من مفاوضات "جنيف" و"أستانة".

إيلاف: ‎أكد نصر فروان الحريري، الباحث السياسي السوري، أن التطورات السياسية والعسكرية متسارعة في سوريا، وكأن الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية في سباق مع الزمن.

‎وأوضح في حديث مع "إيلاف"، "أننا اليوم في سوريا رهائن لمصالح إقليمية ودولية، أي لم تعد هناك إرادة سورية خاصة، وبمعنى آخر لا معارضة ولا نظام يمتلكان حرية اتخاذ القرار".

‎ونوّه بأن العديد من الأطراف "كانت قد وضعت خطتها لاحتواء وإحباط الثورة السورية، وجعلها أهم وأكبر نموذج لفشل الثورات العربية المقبلة. وجعلت من سوريا مقبرة لكل من يحاول الخروج عن نظام الوصاية الاستعماري".

دولة فاشلة 
‎واعتبر الحريري أن الهدف الأساسي هو "تحويل سوريا إلى دولة فاشلة وإيصال شعبها إلى مرحلة الصدمة من أجل سهولة فرض الحلول، لدرجة ربما يصبح معها التقسيم على سبيل المثال مطلبًا شعبيًا".

أما بالنسبة إلى أهم التطورات السياسية والدبلوماسية، فقال:"كانت المحادثات السرية الروسية الأميركية حول سوريا في الأردن لبحث إقامة مناطق تخفيف توتر في الجنوب السوري الأحد 11 يونيو، وبحث مستقبل سوريا بشكل عام، وإمكانية توحيد الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب، المتمثل في تنظيمي جبهة النصرة وداعش".

جنوب سوريا 
‎وأشار الحريري إلى أن جنوب سوريا يتصدر المشهد العسكري نظرًا إلى أهمية تلك المنطقة، وأضاف "النظام السوري يسعى إلى إعادة السيطرة على المعبرين الحدوديين مع الأردن، كما إن الولايات المتحدة الأميركية عززت وجودها العسكري في التنف. وكذلك بالنسبة إلى إيران التي تسعى جاهدة إلى أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب".

‎لذلك رأى أن الجميع راهن على معركة "الموت ولا المذلة"، خاصة أن "الجميع كان يدرك أن نتائج هذه المعركة سيكون لها تأثير على مجريات محادثات أستانة، هذه المحادثات التي ستقتصر فقط على ترتيبات إقامة مناطق خفض التوتر ورسم خطوط الهدنة بين المناطق التي يسيطر عليها النظام وبين مناطق سيطرة المعارضة".

‎وشدد الحريري أن "كل ما يخص هذا الأمر أصبح تحصيلًا حاصلًا، خاصة بعد اللقاء والاتفاق بين الأطراف الثلاثة في عمان. ولا شك أن ملف أستانة سوف يرحّل إلى جنيف 7".

حلول جزئية
‎وحول هل ستحمل جولة جنيف السابعة جديدًا لجهة إيجاد تسوية عادلة في سوريا تحقق تطلعات السوريين، خاصة بعد فشل ست جولات سابقة؟.‎ أجاب "أن النتائج ستكون محدودة، وربما السقف الأعلى سيكون الاتفاق على هدنة، وفي أحسن الأحوال الاتفاق على إصدار قرار أممي لوقف إطلاق النار، أي حلول جزئية هدفها إبطاء سرعة عجلة الموت فقط". 

أضاف: "المؤشرات إلى عدم التوصل إلى حل كثيرة، منها أن مستوى التشاور بين موسكو وواشنطن لحلحلة الأزمة السورية لا يزال دون الحدود المرجوة حتى اتفاق التهدئة الميدانية، والذي كان برعايتهما، سرعان ما تعرّض للانهيار، وآخر اتفاق للتهدئة متمثلًا في اتفاق خفض التصعيد في سوريا بضمان ثلاثية تركية - روسية - إيرانية لم يحقق الآمال المرجوة بالكامل، لأن النظام استثمر الاتفاق، ليقوم بالتصعيد العسكري بشكل غير مسبوق، محاولًا استعادة مواقع عديدة، كان قد خسرها في المواجهة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة".

المواقف الروسية
‎على صعيد المواقف الروسية المتعلقة بالأزمة السورية، ذّكر بأن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ‎قال إن المعطيات الروسية تفيد بأن المنطقة التي نشرت فيها الولايات المتحدة منظومات صاروخية إضافية في التنف في جنوب سوريا لم يبقَ فيها مسلحو تنظيم داعش، معتبرًا نشر الصواريخ ألاعيب جيوسياسية، وأن بلاده تأسف لقيام الولايات المتحدة باستبدال المهمة المشتركة في مكافحة الإرهاب بمحاولة تنفيذ ألاعيب جيوسياسية"، على حد تعبيره.

‎بشكل عام، رأى الحريري أن "جولة جنيف 7 ستكون رهن لقاء الرئيسين الأميركي والروسي يومي 7 و8 يوليو المقبل على هامش قمة العشرين الاقتصادية المقررة في مدينة هامبورغ الألمانية، وأن المسألة السورية ستكون على جدول الأعمال، وهناك تأكيد على محاولة الوصول إلى حل للنزاع السوري".

لكن الحريري استبعد الحل، وقال إنه في أحسن الأحوال سيتم "الاتفاق على حلول جزئية، لأن الخطة الأميركية الآن هي رسم خطوط هدنة بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة وتغيير خارطة الفصائل المسلحة وبلورتها إما على أساس أيديولوجيات مختلفة أو على أساس عشائري، من أجل الانتقال إلى مرحلة صراع الميليشيات، وكما قلت سابقًا لتحويل سوريا إلى دولة فاشلة".